ذات مساء حاول أن يستذكر دروسه ، الجوع يمزق أحشاءه أمسك بالكتاب فتحه.. وما كاد أن يفعل حتى انتصر الجوع ، وأغلق الكتاب ، وتفقد منزله يبحث عن طعام ولم يجد شيئاً يذكر ..
عبقرى هو .. ذكاء يتحدى أقرانه .. كان الأول فى مراحل تعليمه السابقة .
حطم الفقر أسرته الصغيرة ونال من أحلامها وأحلامه .. وأصبحت غير قادرة على إيجاد قوت يومها .
هذا الطالب أوشك أن يترك دراسته، ويبحث عن عمل يعيل به أسرته .
هل تمتد له يد قبل أن يحدث ذلك؟
يد لرجل .. يستثمر جزء من أمواله فى الخير .. يستثمرها فى صناعة البشر .
هذا الرجل قرر أن يعول هذا الطالب و غيره أنشأ جمعية خيرية لإعالة الطلبة الفقراء .
تقوم هذه الجمعية بالبحث عن الطلبة المحتاجين وتوفر لهم ما يحتاجونه ليكملوا دراستهم . فتكفلهم الجمعية فى المأكل والمشرب والتعليم ، إنه نوع من التكافل فى مجال التعليم فهو تكافل تعليمى .
وهو نوعان الأول منه : أن يعول الرجل بماله الطالب المحتاج ، وهو ما تحدثنا عنه .
أما النوع الثانى : وهو أن يقدم الرجل علمه لمن يحتاج؛ مثل ذلك المدرس الذى بلغ سن المعاش ففتح بيته للطلبه يقدم لهم العلم مجاناً ويساعدهم لوجه الله تعالى .
ومدرس آخر يخصص جزءا من دروسه الخصوصية مجاناً للفقراء نوعاً من الزكاة عن علمه .
أيها القادر بعلمه أو بماله هل تمتد يدك لطالب علم فقير يريد أن يكمل تعليمه .
استثمر جزء ولو ضئيل من علمك أو مالك فى صناعة البشر .
البشر الذى هو مستقبل هذه الأمة .
![صابر حسين خليل يكتب: التكافل التعليمى صابر حسين خليل يكتب: التكافل التعليمى](https://img.youm7.com/large/s92013299413.jpg)
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة