محمد صلاح العزب يكتب: المصريون فى تعاملهم مع القنابل 7 شخصيات.. أشهرهم صاحب نظرية "اللى ما يشترى يتفجر".. أكبر عدد من ضحايا التفجيرات من جماعة الإخوان "مُفجّر.. وأهبل"

الجمعة، 06 فبراير 2015 10:48 ص
محمد صلاح العزب يكتب: المصريون فى تعاملهم مع القنابل 7 شخصيات.. أشهرهم صاحب نظرية "اللى ما يشترى يتفجر".. أكبر عدد من ضحايا التفجيرات من جماعة الإخوان "مُفجّر.. وأهبل" خبراء مفرقعات - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
محمد صلاح العزب - 2015-02 - اليوم السابع

س: لماذا اخترع الإنسان القنبلة؟!
بسم الله الرحمن الرحيم.. الإجابة: اخترع الإنسان القنابل بأشكالها المتعددة لكى تقتل وتدمر وتروع وتخيف وتهدد.
س: إذًا.. هل يجب أن يخاف الإنسان من القنابل؟
ج: قطعًا يجب أن يخاف الإنسان من القنابل.. إلا فى مصر.
الإنسان فى أى مكان فى العالم يهرب من القنبلة بمجرد سماع اسمها، وإذا تم الإعلان عن وجود قنبلة فى أى مكان مزدحم فإنه يخلو فى لحظات من البشر، كرد فعل طبيعى ومباشر، لأن الإنسان العادى لديه غريزة اسمها البقاء وحب الحياة، إلا الإنسان المصرى فلديه غريزة جديدة اسمها «عاوز أتفرج».

الإنسان المصرى منتشر فى جميع أنحاء الجمهورية، فى المطرية، وشبرا، والهرم، ومنوف، والسنبلاوين، وطهطا، وبورفؤاد، يكون الشارع خاليًا، وحركة المرور طبيعية، ثم يتم الإعلان عن وجود قنبلة، فبدلًا من إخلاء المكان ليعمل خبراء المفرقعات على تفكيك القنبلة، يزدحم الشارع الخالى، وأبوحسين ينادى أبوعمرو، وأم مدحت تستدعى أم نانسى، وشاكر يمسك ابنه وائل من يده، ونجاة تأتى بابنتها شهد، ويزدحم المكان، واللى ما يشترى «يتفجر».

قديمًا كنت ترى الزحام حول شىء ما، فتخمن أن هناك من يوزع لحمًا أو طعامًا مجانيًا، لكن فى الأيام الجميلة التى نحياها، فحين ترى زحامًا فأول ما يخطر ببالك هو وجود قنبلة.

المصرى معروف بجبروته، لا يخاف إلا من الله وزوجته، لكن قنابل مين والناس واقفين؟ المصريون يتعاملون مع القنابل باعتبارها ألعابًا نارية، يصفقون ويهللون حين يفجرها خبراء المفرقعات، ويتعاملون مع الخبير فى بدلته الواقية باعتباره بطل فيلم كارتون، يحيطون به من كل اتجاه «عشان يطلعوا فى التليفزيون».

القنابل أصبحت أمرًا عاديًا فى حياة المصريين، فكما تعايش المصريون مع كوارثهم وأمراضهم المزمنة تعاملوا مع القنابل باعتبارها أمرًا واقعًا، و«العمر واحد والرب واحد»، لدرجة أن سائقى الميكروباصات أصبحوا يعلمون المحطات بالقنابل التى كانت موضوعة بجوارها.

- 2015-02 - اليوم السابع

تركب الميكروباص فيسأل السائق: حد نازل عند القنبلة؟، فيجيبه رجل عجوز: آه والنبى يا ابنى عند القنبلة بالظبط عشان مش قادر أمشى، وتسأل لتفهم، فيخبرونك بأن هذا المكان كانت به قنبلة من يومين، وتم تفكيكها، لكنها أصبحت علمًا على المكان.

تشكيلة فاخرة من القنابل يعيش وسطها المصريون حاليًا، ويمكن تقسيم المواطن المصرى الشقيق تبعًا لطريقة تعامله مع القنبلة إلى واحد من الشخصيات الآتية:

الشخصية الأولى: أبو موبايل
هو شخصية اعتبارية، أكرمه الله بموبايل بكاميرا، فشعر أنه مكلف مثل أجداده الفراعنة بتوثيق كل شىء وأى شىء، بداخله رغبات صحفية وتليفزيونية مكبوتة، لم يستطع توجيهها فى طريقها الصحيح، وبمجرد أن يسمع بوجود خناقة أو مظاهرة أو أحداث فى أى مكان فهو يخرج موبايله فورًا ويتوجه إليه ويصور، رغم أن هذه الفيديوهات تظل على موبايله لا يستفيد منها أحد.

زميلنا المواطن أبو موبايل عاش فترة اكتئاب طويلة بعد هدوء الأحداث السياسية فى مصر، لكن اكتئابه لم يطل، فبعد موجة التفجيرات الأخيرة وجد ضالته المنشودة، تراه دائمًا فى مقدمة الصفوف أمام أى عملية تفكيك لقنبلة، يصور ويوثق ويقترب لتنفجر القنبلة فى وجهه، مطيحة بموبايله الأثير إلى الأبد.
وداعًا صديقنا العزيز أبو موبايل.. هتوحشنا.

الشخصية الثانية: هو فى إيه يا كابتن؟!
هو شخصية فضولية، يتميز بحبه للمعرفة، بمجرد أن يجد زحامًا فى طريقه يقترب منه ليسأل أول من يقابله: «هو فى إيه يا كابتن؟!»، وحين يخبره الكابتن بوجود قنبلة، ينظر للكابتن بتشكك، وعدم اقتناع، ولأن حبه للمعرفة والتوثق من المعلومة يغلب على شعور الخوف عنده، فإنه يظل يتدافع وسط الزحام بالمناكب، وكوع هنا، على كوع هناك، على رجل هنا، على دوسة على رجل هناك، يصل إلى الصف الأول الأقرب من القنبلة، ويمد رأسه ليرى، و... «بووووم» تنفجر القنبلة، ليفيق صديقنا محب المعرفة فى المستشفى، على صورة مشوشة لطبيب يمر بجواره فيمد يده ويمسك بذراعه وهو يسأله: «هو أنا فين؟! هو فى إيه يا كابتن؟!».

متعلقة - 2015-02 - اليوم السابع


الشخصية الثالثة: العالم بقنابل الأمور
هو شخصية «زياطة»، كان يحلم طوال حياته بالعمل كمرشد سياحى، أو مذيع توك شو، أو سمسار عقارات، أو «أبلاسير سينما».. تراه فى زحام القنبلة يختار موقعًا استراتيجيًا فى آخر الزحام فى طريق الوافدين الجدد، يتطوع مختارًا بأن يخبرهم بوجود قنبلة فى آخر الجمع، وحين يبدى محدثه عدم اهتمام أو تكذيبًا يظل يحاول إقناعه بخطورة الأمر، ثم يحاول استشفاف انتمائه السياسى ليتحفه بتوليفة من الشتيمة لأصحاب التيار المعادى له، ثم يأخذه من يده، ويتجاوز به الزحام، وهو يشرح له فى الطريق عمل رجل المفرقعات، مع معلومات أولية وافية عن نوع القنبلة، وقوة تفجيرها، والجهة التى زرعتها، والهدف المحتمل منها، حتى يصل بزبونه إلى أفضل مقعد أمام الشاشة، فتنفجر القنبلة فجأة، فيسقط زبونه على الأرض غارقًا فى دمائه، فيضرب كفًا بكف، وهو يقول: «لا حول ولا قوة إلا بالله»، ثم يخرج مرة أخرى ويأتى بزبون جديد ليفرجه على الزبون القديم وهو يحكى له الحكاية، أنه كانت هنا قنبلة انفجرت، فمات أحد الضحايا، ويشير إلى جثة زبونه السابق فى تأثر.

الشخصية الرابعة: رجل الزحام الكومبارس
هو شخصية «كومبارس»، لا يعلم فى الأساس لماذا يقف هنا، ولا ماذا يحدث حوله، وجد زحامًا فوقف، دون أن يهتم بالسبب، لكنه يفعل كما يفعل الآخرون، وجوده مهم لتكوين الزحام، والعدد فى الليمون، يطلق عليه فى السينما «الكومبارس» أو «المجاميع»، لو لم يكن موجودًا لشعرت أن المشهد غير حقيقى، لهذا فهو موجود دائمًا حتى يصبح للقنبلة معنى، وللتفجير تأثير، بمجرد سماع كلمة «قنبلة» يجرى نحوها، وبمجرد سماع انفجار القنبلة يجرى بعيدًا، تقابله مذيعة على أول الشارع وهو يجرى لتسأله: إيه رأيك فى التفجير؟! فيرد كلاعب كرة خارج من الملعب منتصرًا: الحمد لله، التفجير تم بنجاح، ويواصل الجرى، منتظرًا استدعاءه فى تفجير آخر، غالبًا سيكون التفجير الأخير له، الله يرحمه.

الشخصية الخامسة: المحترم ابن المحترم
هو شخصية محترمة بطبعها، ومتعاون، وجدع، وابن ناس، وابن بلد، بمجرد استشعار الخطر يجرى الدم فى عروقه، فيتحول من مواطن إلى متطوع، يساعد رجال المفرقعات، والمواطنين، ويغلق الطرق، ويحاول إبعاد القادمين عن موضع الخطر، ويشارك فى التنظيم، يفعل كل هذا متطوعًا، بلا أى رغبة فى الظهور، أو هدف إلا محاولة تقليل الخسائر بأكبر قدر ممكن، ومعاناته الأساسية تكون مع الشخصيات الأربع السابقة، فهو يحاول جاهدًا إنقاذ حياتهم دون فائدة، لكنه كلما حاول إبعادهم اقتربوا أكثر، ليرجع إلى بيته فى نهاية اليوم حزينًا عليهم، لا تحزن يا محترم، ربنا يخليك لمصر.

الشخصية السادسة: من خاف سلك
هو شخصية طبيعية، وهو عملة نادرة وسط الكثير من العملات المعدنية التى تزخر بها حصالة الوطن، إنسان عادى، يأكل ويشرب وينام ويتنفس ويخاف، فبمجرد أن يسمع بوجود قنبلة فى آخر الشارع يتجنبه تمامًا، ويسير من شارع آخر، وإذا علم من الأخبار بوجود قنبلة فى منطقة سيذهب إليها، فإنه يخلع ملابس الخروج بمنتهى الارتياح، ويظل فى البيت، ويتصل بمعارفه فى هذه المنطقة ليطمئن عليهم، ويتعجب تمامًا ممن يتزاحمون على القنابل، ويسأل باندهاش عن أسباب انتحارهم وإلقائهم لأنفسهم فى التهلكة، ثم يضرب كفًا بكف بعدم فهم، ويدعو الله أن يحفظ البلد، فإذا كنت من هذا النوع، فحافظ على نفسك، ولا تسمح لأحد باستدراجك، فأنت ومن على شاكلتك فقط ممن ستتبقون لبناء الوطن بعد انتهاء التفجيرات.

- 2015-02 - اليوم السابع

الشخصية السابعة: المفجر الأهبل
هو شخصية بنت «شتيمة يعاقب عليها القانون»، متخلف وجاهل وأحمق، حصل على تمويل، وعلى طريقة لصنع القنبلة البدائية، وأمضى وقتًا طويلًا يجهزها ويعدها للتفجير بدأب وصبر ووضاعة، حتى استوت، وتدورت، ونضجت، وخرطها خراط القنابل، وأصبحت جاهزة للتفجير، فحزم حقيبته وأخذها معه هو زملاؤه المفجرون، وحملوها إلى المكان الذى قرروا زرعها فيه، فانفجرت فيهم، فماتوا جميعًا والحمد لله، فى داهية يا ولاد التيت، جهنم وبئس المصير إن شاء الله.

- 2015-02 - اليوم السابع








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة