السفير صلاح الصادق رئيس الهيئة العامة للاستعلامات: نواجه حرباً شرسة مدبرة.. والصحف الكبرى فى الغرب تتجاهل بياناتنا.. وتداوم على ترويج الشائعات عن مصر من أجل الأموال

الأحد، 01 مارس 2015 10:17 ص
السفير صلاح الصادق رئيس الهيئة العامة للاستعلامات: نواجه حرباً شرسة مدبرة.. والصحف الكبرى فى الغرب تتجاهل بياناتنا.. وتداوم على ترويج الشائعات عن مصر من أجل الأموال جانب من الحوار
حوار - أسماء مصطفى " نقلاً عن العدد اليومى"

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الكثير من الانتقادات وجهت للهيئة العامة للاستعلام مؤخرا، والعديد من الأسئلة طرحت حول دورها المنوط به التصدى ومواجهة الحملة الإعلامية التى تشن ضد مصر خارجيا، والمزيد من الاتهامات رددت عن تقصير العاملين بها فى نقل صورة حقيقية عما يدور فى مصر، فى ظل ما يروجه الإعلام الغربى من صورة مغلوطة، كل ذلك وغيره عن طبيعة عمل الهيئة، كان يستوجب أن نلتقى السفير صلاح الصادق رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، لسؤاله، ومواجهته بكل ما يقال، والتعرف منه على معوقات العمل داخل الهيئة، وذلك فى هذا الحوار:

تواجه الهيئة العامة للاستعلامات انتقادات واتهامات بالتقصير فى أداء عملها وإهدار المال العام، ما ردك على ذلك؟


- بداية أقول إننى منذ أن استلمت مهام عملى كرئيس للهيئة منذ عام، وجدت أن هناك قصورا نتيجة لضعف الكوادر البشرية التى تتماشى مع التحديات الجديدة غير المعروفة فى الإعلام الحكومى، خاصة وأن هيئة الاستعلامات العريقة تغير دورها بتغير أولويات الدولة من دور التعبئة إلى التثقيف والتنمية والتوعية، فأنا لست صانع المعلومة أنا مروج لها من خلال ما يتوفر لدى من الجهات الرسمية، وبالتالى فقصر ونقص الكوادر المؤهلة لمواكبة هذا التغير والتطور السريع والتحديات أثر فى أدائها.
ويرجع نقص الكوادر المؤهلة، بسبب أن هيئة الاستعلامات ليست جهة جاذبة لأصحاب الكفاءات العالية التى تعمل فى مجال الإعلام ولديهم حرفية فى التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة وتكنولوجيا المعلومات، كما أنه ليس لدينا مزايا نمنحها لهم كالتى يحصلون عليها نتيجة لعملهم فى مؤسسات أخرى.
ولا أنكر أن هناك الكثير من العاملين فى الهيئة استجابوا لدورات إعادة التأهيل التى نقوم بها بشكل دائم، وهناك آخرون أيضاً يصعب عليهم تطوير أنفسهم نتيجة لضعف قدرتهم الاستيعابية على التطور.
ومن ضمن المعوقات أيضا التى نعانى منها، وليست قاصرة على الهيئة فقط، القانون الذى يعطى الحق للموظف داخل القطاع الحكومى بالحصول على إجازة بدون أجر، ومد فترة الإجازة بدون حد أقصى، ولدينا داخل الهيئة قرابة 600 موظف حاصلين على إجازة بدون أجر، ولا أستطيع تعيين بديل لهم، لأنهم طبقا للقانون محسوبون على الهيئة ويقومون بدفع التأمينات الخاصة بهم، سواء كانوا داخل مصر أو خارجها، وبالتالى فهناك ضرورة ملحة لتعديل قانون العمل.
مع التأكيد أيضا على أننا نواجه مشكلة كهيئة فى سرعة التواصل، لأننى دائماً ما أنتظر المعلومة من الجهات الرسمية لأنى لست صانع الخبر إنما مروج له، ولا أستطيع التعامل مع الأحداث الساخنة وقضايا الرأى العام كما يفعل الإعلام الخاص، فلابد من انتظار البيانات من الجهات الرسمية، والتى أحيانا ما تصل متأخرة، فأجد نفسى واقفاً معتذرا أو مدافعا، وكلاهما موقف الضعيف لا يحترمه العالم، ولكن دورى الحقيقى أن أكون مبادرا بالمعلومة وهذا أمر لا أستطيع التحكم فيه.
كما أننى لا أنفى وجود قصور فى أداء الهيئة لا يتماشى مع حجم الحملة الإعلامية التى توجه ضد مصر، فى وقت نواجه فيه حربا شرسة مدبرة وهناك دلائل على ذلك، منها أن صحفا كبرى فى الغرب تداوم على نشر وترويج الشائعات عن مصر، كما أن هناك من يقوم بإعداد المقالات الافتتاحية لشن حملات هجومية علينا، وهناك أجهزة تدفع مبالغ مالية طائلة للهجوم علينا، وهذا معلوم لنا ونحن بدورنا نقوم بمخاطبة هذه الصحف، وإرسال بيانات وخطابات وتواصل دائم، ولكن هذه الصحف تتجاهل ما نرسله لها.

كيف نجحت الجماعة الإرهابية فى التواصل مع الإعلام الغربى، فى حين أن هناك قصورا لدينا؟


- لديهم الدعم المالى من الدول المالكة للقنوات والصحف، والتى ينفذون أجنداتها الخاصة، أما نحن صراحة فلا نملك 200 مليون دولار أو أكثر لإنشاء قناة مثل سى إن إن أو صحف مثل الجارديان وغيرها، وفى الفترة الأخيرة انتشرت شائعات أننا نمتلك مكاتب إعلامية كثيرة، وآلاف العاملين خارج مصر، ولكننا فى حقيقة الأمر ليس لدينا الآن إلا 15 مكتبا فقط من 70 مكتبا فى وقت سابق، منها 6 فى أفريقيا بالمغرب والجزائر والسودان وإثيوبيا وجنوب أفريقيا وكوت فوار، والباقى فى العواصم الكبرى فى واشنطن والصين وموسكو وبلجيكا وألمانيا وإنجلترا وفرنسا.
التغيير المنشود فى الخارج مسؤولية جماعية، لذلك نقوم بالتنسيق مع وزارة الخارجية والسفارات والمراكز الثقافية لتعويض النقص فى التمثيل الخارجى، فى ظل تجاهل متعمد للبيانات الصادرة عنا فى الخارج.

وما ردك على أن هناك عناصر إخوانية تسللت داخل الهيئة فى ظل حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، وأثرت فى رسالتها؟


- حتى أكون صريحا لم يتم تعيين أحد فى الهيئة أثناء حكم المعزول، ولكن العناصر الإخوانية كانت موجودة بالفعل داخل كثير من مؤسسات الدولة، وأنا لا أظلم أحدا، فمن يثبت تورطه بالدليل القاطع يتم استبعاده فورا.

وما الدور الذى يمكن أن تساعدك فيه القنوات الفضائية للتصدى لتلك الهجمات؟


- لقد عملت فى أفريقيا سفيرا وكنت لا أجد أمامى إلا قناة «الجزيرة»، أين القنوات المصرية التى يجب أن تصل لكل دول العالم.
فعندما يتعلق الأمر بالأمن القومى، أرى أنه لابد من تلاشى الخط الفاصل بين الإعلام القومى والإعلام الخاص، والذى كثيراً ما يعول عليه الرئيس، وهذا لا يعنى أنى أتنصل من المسؤولية التى تقع على عاتق الهيئة أو أقلل من الدور المعنية به، ولكننا نحتاج إلى تكاتف من جميع الجهات المختلفة.
كما أن هناك صورا ورسائل ينقلها الإعلام المصرى للخارج تصدر صورة سيئة عن مصر دون أن ندرى، ونحن فى أمس الحاجة لتوخى الحذر فى تداول المعلومات، وخاصة التى تتعلق بأمن مصر.
أنا بالطبع لا أطلب التعتيم أو عدم المصارحة، ولكن مصر من أكبر الدول التى لديها عدد من المراسلين الأجانب والممثلين للقطاعات الإعلامية فى الخارج، حيث لدينا أكثر من 1200 شخص ينقلون إلى بلادهم ما يرونه على الشاشات المصرية، وهذا مصدر معلومات بالنسبة لهم، وهناك صورة يصدرونها دائماً أن مصر بلد غير آمنة.

كيف استعدت الهيئة للمؤتمر الاقتصادى؟


- لدينا تنوع فى جميع الأنشطة التى تقوم بها الهيئة، ونقوم بالتنسيق مع جميع الجهات المسؤولة عن المؤتمر من توفير كل المطبوعات المطلوبة بكل اللغات لتسيير الأمر على الوفود المشاركة، بالإضافة إلى غرفة عمليات تعمل على مدار 24 ساعة للرد على كل الاستفسارات التى ترد إلينا من الإعلام الخارجى، وذلك لمراعاة فروق التوقيت خارج مصر، وأيضاً سوف يتواجد أثناء المؤتمر ممثلون عن الهيئة يتحدثون اللغات المختلفة لتسيير التواصل، فالعمل الآن يجرى على قدم وساق، وهناك مركز صحفى مجهز بكل الأجهزة وخدمات الإنترنت، ونقوم بإجراء الحوارات المختلفة مع رؤساء التحرير فى الصحف الأجنبية المختلفة، ودعوتهم لزيارة مصر والتعرف على المشروعات الاقتصادية داخل مصر.

التعليق - 2015-03 - اليوم السابع









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة