شيماء الشاعر تكتب: تعالوا نصنع آباء وأمهات المستقبل

الخميس، 12 مارس 2015 08:07 م
شيماء الشاعر تكتب: تعالوا نصنع آباء وأمهات المستقبل شيماء الشاعر استشارية تربية أطفال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ينظر إلى الطفل فى المجتمع السليم كطاقة تنبض بالحيوية والنشاط والثقة هو متعة الحاضر وطُمأنينة النفس وأمل المستقبل الباسم، والطفل الذى يحصل على تربية متكاملة بالتأكيد تتضافر فى شخصيته، الصحة الفسيولوجية، والنفسية، والذهنية، والروحية، ولمّا كانت الأسرة والأبوان خاصة هما مدخل الإنسان إلى المجتمع، فإنهما يصوغان البنية الأساس لشخصية إنسان المستقبل.

واقعنا الآن وحتى ونحن فى القرن الحادى والعشرين يكذّب ادّعاءاتنا التى نرفعها ونحاول أن نقنع بها أنفسنا، بأن أبناءنا حالهم أحسن من حالنا لمّا كنّا فى عمرهم فعلا الظروف المعيشية تحسنت ومستلزمات الحياة العصرية توفّرت، الوعى الفردى والاجتماعى ارتفع، المستوى الفكرى للفرد تحسّن بفضل التعليم وتيسّر طرق كسْب المعرفة وتنوّعها، لكن بكل أسف أغلبنا يتعامل مع أبنائه وأفراد أسرته نفس معاملة جدّه لجدّته وأبيه لأمه، روح السيطرة والقهر سائدتان فى أغلب بيوتنا، كل تحركات أبنائنا هى فوضى لا نطيقها، كلّ سعى نحو التفتح واكتشاف المحيط مضيعة للوقت كلّ طفرة فى وضْعٍ كهذا قد تبرز لدى أحد الأطفال تُخنق فى المهد لا نلتفت إليها، بل نحتقرها ونعيّر صاحبها لكونه يتلهّى بما لا فائدة فيه، يحدث هذا فى أسرنا وفى مؤسساتنا التعليمية.. أطفالنا أغلبهم فى نظر الأساتذة والمعلمين متمرّدون، عصاة، فوضويون، يكرهون المعرفة هم فى حاجة إلى الترويض عن طريق العقاب البدنى، أكثر ما هم فى حاجة إلى التهذيب والتعلم والتعليم والتثقّف والتثقيف.

فصناعة وبناء جيل واع ومستقل وتوجيهه لبناء شخصية سوية جسميا ونفسيا وروحيا وفكريا، لا يحتاج إلى موهبة، وإنما يحتاج معرفة بطبيعة مرحلة الطفولة التى يمر بها طفلك ومتطلباته الفسيولوجية والنفسية والعقلية والروحية، ولكى نحقق ذلك احرصى على بناء وتنمية الذكاء الوجدانى، والحب وفهم متطلبات بناء الشخصية السوية، ويكون ذلك بإشباع حاجات الطفل الطبيعية من الأمن والاستقرار والإبداع لتحقيق السكينة النفسية والاجتماعية، فقد أثبتت الدراسات النفسية أن الشخص الذى يعيش حرماناً عاطفياً وكبت فى طفولتهِ يصعب عليه محبة الآخرين أو تقبُّل محبتهم له، وبالتالى يصبح شخصا غير مقبول وينفر منه الكثير ولا يصبح عضواً فعالاً للمجتمع، لذلك يجب وضع الطفل منذ اليوم الأول من ولادتهِ موضع حب واهتمام للأسرة بكاملها وذلك عند طريق عدة وسائل نصائح مثل:

نمى لديه التفكير فيجب على الآباء الوصول للصورة المثلى لتحفيز واستثارة كل الجوانب التى تفعل من شخصية الطفل سواء أكانت من النواحى المادية أم المعنوية، بحيث تتجمع كل تلك العوامل لتصب فى مجرى فائدة الطفل، فإذا استفسر عن شىء لا تتم الإجابة عليه فوراً وإنما يمكن التوصل للإجابة عبر إلقاء عدة أسئلة حتى يتمكن من التوصل لتلك الإجابة، أن مثل تلك الأسئلة المقابلة تجعله يتذكر تلك الإجابة، أما إذا أجبته فوراً فإنه سرعان ما ينساها، فحينما يعتاد طفلك على التفكير.

استغلال المواقف اليومية لننمى قدرة الطفل على الملاحظة والاستكشاف مثلا تمسك الأم بلعبه وتتركها وتسأله لماذا سقطت على الأرض؟ أين ذهب السكر الذى وضعناه فى كوب الشاى؟

نمى لديه الطموح.. اكتشفى ميول طفلك بنفسك، وابحثى فيما يبدع فيه طفلك ويميزه عن الآخرين، تنمية هوايته وإشراكه فى نادٍ يساعده على تنمية مواهبه وميوله، لا تركزى على الأشياء التى لا يحبها طفلك وعلى على سلبياته بل شجعيه دائما وركزى على مهاراته وقدراته، فإن كل طفل بداخله الكثير من الاختلافات فقد تكون لديه نقاط قوة ونقاط ضعف مثل كل البشر.

علميه حب العطاء السماح له بمرافقة والده لتوزيع الزكاة، والتبرع بملابسه وبعض ألعابه، عودى طفلك على الاعتراف بخطئه، فإذا أخطأ الطفل وجاء يصارحنا بخطئه نثور ونغضب ونعاقبه، فتكون النتيجة الجبن والخوف وبالتالى عدم مصارحتنا بخطأ يرتكبه بعد ذلك ويعتبره منهجا بحياته وبهذا نضع أولى بذور الشخصية الكاذبة المخادعة الجبانة، وإذا أخطأ لا بد شرح الخطأ للطفل وشرح كيفية عدم الوقوع فيه مرة أخرى.


موضوعات متعلقة:

شيماء الشاعر تكتب: موت الترابط الأسرى بمشنقة الموبايل والأيباد


شيماء الشاعر تكتب: أمهات تصرخ.. وأطفال مكبوتة!










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة