إبراهيم مجدى حسين يكتب: التحليل النفسى لجرائم داعش

الجمعة، 13 مارس 2015 06:13 م
إبراهيم مجدى حسين يكتب: التحليل النفسى لجرائم داعش الدكتور إبراهيم مجدى حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عكف أغلب الباحثين والعلماء فى مجال علم النفس السياسى على التحليل النفسى للمنظمات الإرهابية وتنظيمات الإسلام السياسى خاصة الإخوان والقاعدة والسلفيين ومحاولة المقارنة النفسية بينهم وبين المنظمات الإجرامية كالمافيا الإيطالية والروسية، وكيف تختار هذه المنظمات رجالها وأفرادها، وهنا سوف نحاول أن نقرأ هذه الظاهرة فى ظل المستجدات الطارئة على التركيبة النفسية والتنظيمية لهذه التنظيمات على العموم وتنظيم داعش على وجه الخصوص.

اختيار الأفراد


تغير منذ بداية القرن الواحد والعشرين فكرة اختيار الأفراد لانضمامهم لهذه المنظمات وأصبح مبنيا على أسس علمية، وتدخل علماء وأطباء نفس ينتمون فكريا لهذا المنظمات و لديهم القدرة على استخدام أحدث أساليب المخ وهناك مجموعة من أطباء النفس تم شراؤهم ماديا عن طريق هذه المنظمات بجانب أجهزة مخابرات.

معايير الاختيار


لم يعد عنصرا الفقر والجهل هما معيار الاختيار لقد انتهى هذا وأصبح عنصرا التعليم والغنى هما المعيار الآن والنموذج لهذا أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى ومحمد عطا والآن داعش، فأغلب الشباب الذين يتم اختيارهم على درجة عالية من التعليم وإتقان العديد من اللغات مع الوضع المادى الجيد ولكنه يخترق هؤلاء الشباب عن طريق ضحالة أو غياب الثقافة الدينية لديهم، بجانب استخدام المخدرات والجنس فى ترغيب الشباب فى الانضمام إليهم.

وكذلك يستغلون الذكاء الاجتماعى لدى هؤلاء الشباب وقدرتهم على جذب أشخاص للانضمام إليهم وعمل شبكات واسعة و دوائر اتصالات كبيرة.
• ولع هؤلاء الشباب بالمغامرة والعنف و التحرر من القيود فهناك اختبارات نفسية حديثة تحدد الشخصية المغامرة بسهولة.
• اختيار شخصيات سيكوباتية ضد المجتمع ليس لديهم اهتمام بمشاعر الآخرين و يتلذون بتعذيب الآخرين
• اختيار شباب فاقد للهوية أو الانتماء ويحتاج إلى الانتماء إلى أى كيان حتى لو كان هذا الكيان تخريبى

كيفية التوظيف


هناك قادة وأتباع القادة يتم تدريبهم على يد أجهزة المخابرات ويأخذون كورسات مختلفة عن الأتباع والقادة يتم اختيارهم عن طريق اختبارات نفسية عديدة والتعرض للعديد من المواقف تحت الضغط وكيفية التخلص منها بجانب الولاء الشديد للفكرة و الاقتناع به

• غسيل المخ هو ما يتم التعامل به مع الأتباع ومن يفشل يتم التخلص منه وتصفيته معنويا وجعله يصل لمرحلة الانتحار أى يتخلص من نفسه بنفسه وهذه طريقة جديدة للتصفية فلم تعد هذه المنظمات تعتمد على طريقة التصفية الجسدية التى تستهلك وقتا ومجهودا وتجعل المنظمة قابلة للاختراق لأن أى جريمة قتل يتم التحقيق فيها أما جرائم الانتحار فتغلق سريعا.

هذا تلخيص لما ذكرته دراسة التناول الإعلامى والتحليل لداعش والمنظمات الإرهابية فى ورقة بحثية أجراها أستاذ علم نفسى سياسى فى جامعة بيركلى وخبير متخصص فى شئون الإرهاب و الأمن القومى ومحلل سابق فى المخابرات الأمريكية فى شئون الشرق الأوسط على التناول الإعلامى والتحليل النفسى لداعش من عام 2013-2014 و قد رفعت الدراسة تقريرا مكونا من 1400 صفحة للبيت الأبيض والكونجرس، فالدراسة رصدت واخترقت داعش لكنها لم توضح كيفية الاختراق وتم التلميح إلى أنه تم الاختراق عن طريق تتبع نشاطات وتقارير مجموعة من عملاء المخابرات الأمريكية والعربية فى دول الخليج وبعد ذلك تم تحليل هذه التقارير بالدراسة ولم تذكر التفاصيل الدقيقة و لكنها اكتفت بنشر ملخص التقرير فى حوالى 10 صفحات.

استنجت الدراسة أن التناول الإعلامى لداعش والتضخيم منها وتصوير رؤوس الجثث وعمليات الذبح والمواكب والإعلام والرايات يحفز للأسف الشباب فى الانضمام ويلقى الرعب فى قلوب من يواجههم وهو نوع من الحرب النفسية وتعتمد هذه المنظمات على تصدير هذه الصور عن طريق اختراق العديد من دوائر الإعلام خصوصا الإعلام الالكترونى ووسائل التواصل الاجتماعى وهذا يعتبر تطبيقا حديثا لحروب الجيل الرابع والحروب النفسية.

توصيات الدراسة


• الامتناع عن أى بث لأخبار تتعلق بداعش وأى انتصارات و عمليات كبيرة لها.
• حذف جميع الفيديوهات المصورة لها على اليوتيوب وتتبع من يشارك فى رفع الفيديوهات.
• تثقيف دينى سياسى صحيح على أساس علمى ومنهجى للتغير مفاهيم وسلوكيات
بعد التكلم بشكل منهجى واستعانتا بدراسة حديثة بجانب دراسات أخرى ومراجع فى علم النفس السياسى والحروب النفسية. نأتى إلى التطبيق على الأرض و تحليل نفسى لحادثين أحدثوا ضجة و هزة فى العالم أجمع و هى حادثة حرق الطيار الأردنى معاذ الكساسبة حيا و بث المشهد، وفكرة القتل حرقا تعود لقديم الأزل فأشهر محاولة القتل حرقا كانت قصة سيدنا إبراهيم والمفارقة هى أنها حدثت على أرض الرافدين بالقرب من المكان الذى حرق فيه الشهيد معز الكساسبة، قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِى بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70)}سورة الأنبياء، هذا هو التأصيل التاريخى يا عزيزى وليس كما قالوا ونسبوا قصصا وروايات لسيدنا أبو بكر وسيدنا خالد بن الوليد.

وأتخيل أن بحثنا فى نسب وشجرة عائلة من قام بتنفيذ وبث فيديو الحرق سوف نجد أنهم أحفاد النمرود وورث جينات التعذيب بالحرق، فأغلب دراسات الطب النفسى الحديثة تربط بين السلوكيات والجينات وأثبت روبرت كلونجيير أستاذ الطب النفسى والبيولجى والجينات فى جامعة واشنطن أن جينات العنف والجريمة تورث وممكن أن تنتقل عبر الأجيال وأجرى العديد من الأبحاث المعقدة باستخدام الرنين المغنطيسى الوظيفى وتحليل الجينات لبعض مرتكبين الجريمة وتتبع تاريخهم العائلى وتاريخ ارتكاب الجرائم فى أسرهم.

كان هدف النمرود هو القضاء على سيدنا إبراهيم و يجعل منه عظة لكل من يفكر فى إتباعه .

لكن ما هو الدافع وراء بث مشهد الحرق. الهدف كان معرفة رد الفعل على الرأى العام وكيف سوف يتفاعل الإعلام العربى والغربى مع الموضوع فهذه المنظمات الإرهابية كما قلنا من الدراسات والتحليل النفسى من خلال أطباء نفسيين يعملون فى وحدة البحوث النفسية فى المخابرات الأمريكية وقد أنشا هذه الوحدة جيرولد بوست. وهو أستاذ الطب النفسى فى هارفارد و مؤسس مدرسة علم النفس السياسى الحديث فى الثمانيات ومن غير المفهوم تاما عن الطبيب النفسى وأصبح جيرولد بوست عضو فى لجنة الأمن القومى فى مؤسسة الرئاسة الأمريكية ومؤسسة وحدة علم النفس السياسى فى المخابرات الأمريكية والتى أدخلت الأجهزة الطبية الحديثة فى قسم الاستجواب مثل الرنين المغنطيسى الوظيفى و رسم المخ الديجيتال ورسم النوم. و أدخل أحدث أساليب غسيل المخ و كيفية استخدام الإعلام فى التأثير على الرأى العام والتحليل النفسى لسياسيين وزعماء وساهم تحليل جيرولد بوست لشخصية صدام حسين فى معرفة كيفية التخلص منه واستخدام شخصياته فى تحقيق مصالح لأمريكا.

وأشارت بحوث الوحدة أن التحليل النفسى لملفات بعد المنضمين الأمريكيين لداعش أنهم مجموعة من السيكوباتيين المرتزقة المتبلدين الشعور والمتعطشين لدماء وأن منهم من تم فصله من المارينز والجيش الأمريكى بسبب سلوكهم غير السوى. بجانب أن الأطباء النفسيين ذكروا التناول الإعلامى: التناول الإعلامى لداعش يبرز مدى السيكوباتية التى يعانى منها الداعشيون، فهم حريصون على مهاجمة المجتمع، إيلام الآخرين، لديهم من الذكاء ما يمكنهم من ابتكار طرق جديدة للقتل والتعذيب، ذوى خلفية دينية مزيفة و تصرفاتهم أبعد ما تكون عن الدين.

وأكدوا أن الرسالة الأساسية التى يعلنها الفيديو الداعشى هى عجز جميع الحكومات عن التصدى لهم، مشيرا إلى ضرورة الأخذ فى الاعتبار أن هذا الفيديو من الممكن أن يكون تمويها لعملية إرهابية أكبر ينوون القيام بها.

وأشاروا إلى خطورة بث الفيديوهات الخاصة بداعش لأنها تنمى بداخلهم الرغبة فى زيادة حدة العنف بهدف الحصول على مزيد من الشهرة، فضلا عن كونها تغرى الشباب المتعطشين للدماء فى الانضمام إليهم.

نأتى إلى الفيديو الثانى وهو نحر واحد وعشرين مواطنا مصريا وأكرر مصريا لأن السيكوباتى والقاتل المحترف لا يفرق بين مسلم ومسيحى.

آخر المعلومات التى حصلت عليه من خلال دراسة أجراها مركز لدراسات الإرهاب فى هولندا عن عدد الأجانب غير المسلمين المنضمين لداعش وصل إلى 1500 شخص ومنهم إسبان وأمريكان ومن السويد والدنماراك و النرويج وألمانيا ووظيفة هؤلاء فى المنظمة هى العمليات القذرة والقتل الجماعى والذى يلاحظ الفيديو يجد أن أجسام الملثمين بها ضخامة وطول وهذه ليست طبيعية أجسام البلاد العربية والشرق الأوسط. إنما طبيعية البلاد الإسكندنافية و ألمانيا و منهم محاربو الفايكينج. إذا فالهدف من الرسالة إلصاق التهمة بالإسلام و إشعال حرب دينية و فتن داخلية و هذا أيضا من ضمن آليات حروب الجيل الرابع.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة