افتح قلبك مع د. هبة يس.. من اختار؟

الأربعاء، 29 أبريل 2015 01:00 م
افتح قلبك مع د. هبة يس.. من اختار؟ هبة يس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسلت (ش) إلى افتح قلبك تقول:
أنا شابة عمرى 23 سنة، من فترة بسيطة ظهرت فى حياتى 3 فرص للارتباط فى نفس الوقت تقريبًا، وأرسل لك لأننى فى حيرة شديدة جدًا، لدرجة أنى أشعر بعجزى عن الاختيار أو اتخاذ القرار.
الأول شاب مثالى فى كل شىء، شكله وأهله ووظيفته وإمكانياته وطبعًا أهلى وخاصة أمى (طايرة) بيه، لكنه به عيبان مهمان جدًا بالنسبة لى، أولهما أنه أكبر منى بـ12 سنة تقريبًا، وثانيهما أنه يعيش بالخارج، وبالتالى سأفارق أهلى فور الزواج، وهو الشىء الذى لم أكن أتمناه أبدًا.

والعريس الثانى هو قريب لنا من بعيد، أعرف أنه يحبنى منذ سنوات، لكنه لم يصرح لى بذلك يومًا، لأنه لم يكن قادرًا على الارتباط بشكل رسمى، لكنه الآن يعمل فى مكان محترم، وأصبح له دخل معقول يستطيع أن يفتح به بيتًا، إمكانياته متوسطة لكنها بالطبع تبدو متواضعة مقارنة بالعريس الأول، الأمر الذى جعله مرفوضًا إلى حد كبير بالنسبة لأمى خاصة وأنه ابن إحدى قريباتنا غير المفضلات لديها.. لكنه وبالرغم من ذلك فأنا أراه مميزًا عن الذى قبله فى أنه يحبنى أنا، ويريدنى أنا، ولا يسعى للارتباط بى لمجرد الزواج.

أما الثالث فهو زميل لى فى العمل، وهو الوحيد الذى أشعر بالميل تجاهه، لا أستطيع أن أقول أنى أحبه، لكنى أرتاح له وأتمنى أن يكون من نصيبى فى يوم ما، فنحن متشابهان إلى حد كبير، ومتقاربان جدًا فى أسلوب الحياة والتفكير، بل وفى الأذواق أيضًا، معه أشعر بأننى وجدت نصفى الآخر حقًا.. لكن مشكلته أنه لم يلمح لى بأى شىء بخصوص رغبته فى الارتباط بي، لا من قريب ولا من بعيد، ولا أعرف هل هذا لأنه لا يفكر فى أنا كشريكة حياته، أم لأنه لا يفكر فى الارتباط حاليًا من الأساس؟

كنت أعتقد أننى سأكون سعيدة إذا تعددت أمامى الفرص والخيارات، لكنى وللعجب أجدنى على عكس ذلك تمامًا الآن، فأنا شبه مكتئبة.. قلقة ومتوترة دائمًا، أكاد لا أنام، لأنى لا أتوقف عن التفكير، وليس لدى دليل واحد يرشدنى للاختيار الصواب...فهل أجده لديكِ؟.

وإليك أقول:
هل تعرفين لماذا تشعرين بكل هذه الحيرة؟ ولماذا تفتقدين الدليل؟.. لأنك تفتقدين إلى (المعيار)، فأنت أمامك اختيارات متعددة وجيدة فعلاً لكنك تجهلين الأساس الذى ستفاضلين بينهم على أساسه.

هل يجب أن تختاري بناء على (الإمكانيات المادية)؟.. فى هذه الحالة كنت ستختارين العريس الأول بدون شك، وكنتِ ستجدين نفسك (طايرة) به أنت أيضًا مثل أمك، لأنه توافق مع المعيار الذى تفكر به، وتحكم على أساسه.

أم هل يجب أن تختاري بناء على (المشاعر)؟... وفى هذه الحالة كنت ستختارين بين الشخص الثانى والشخص الثالث، ولكن هنا أيضا عليك أن تقررى أيهما ستختارى (من يحبك)؟ أم (من تحبيه أنت)؟.

فالبعض يتبع مبدأ (خدى إلى يحبك وماتخديش إلى تحبيه)، رغبة منهم فى أن يكونوا هم الطرف المدلل فى العلاقة، والذى يبذل الآخر من أجله.. وجهة نظر.. لكن البعض الآخر يعرف فى نفسه أنه لا يستطيع تحمل ومعاشرة شخص ما إلا اذا كان يحبه بصدق، وعليه فهو يجب أن يختار شخصًا يحبه للارتباط، حتى يتمكن من العيش وإكمال حياته معه.. وجهة نظر أيضًا.. لكن أين أنت من كل هذا يا صديقتى؟

أنت وحدك من تستطيعين تحديد المعيار الذى تفضلين، ووجهة النظر التى تتبنين، ربما لا تكون الرؤية واضحة لديك بعد لأنك ما زلت صغيرة السن إلى حد ما، أو ربما لأنها قد تكون المرة الأولى التى تجدين نفسك فيها بصدد الارتباط.. لكنه وفى النهاية لن يستطيع أحد أن يقرر بدلاً منك، فأنت وحدك عليك التفكير (مع نفسك) لتحددى الشىء الذى تبحثين عنه، والذى ستختارين على أساسه.

لكن دعينى أساعدك قليلاً.. مبدئيًا الشخص الثالث -زميلك- هذا لا يعتبر واحدًا من الخيارات المتاحة أمامك، لأنه لم يفاتحك أو يلمح لك برغبته فى الارتباط بك، وعليه فهو واقعى ليس من الفرص المعروضة لك، لكن دعينا نفكر فى (حيلة) تجعلنا نعرف موقفه بشكل أكثر تحديدًا، جربى أن تفتحى أمامه موضوع هذين الخطيبين، على سبيل الدردشة، أو على سبيل أنك تأخذين رأيه، وهنا حتمًا سيتضح موقفه تجاهك وبمنتهى السرعة، فإما سيتيقظ ويتحرك ويأخذ أى خطوة تجاهك لو كان يفكر فيكى أو سيكون عاديًا جدًا وحياديًا جدًا ولن يتأثر بأى شىء إذا لم تكونى تعنى بالنسبة له شيئًا.. وبهذه الطريقة ستكونين حددى موقفه، إما ستضعيه على قمة الخيارات -وهذا ما أشعر به من كلامك- أو تستثنيه تمامًا من الموضوع، وفى هذه الحالة نعود إلى حيث كنا، لنفاضل بين الأول والثانى.

لكنى أنصحك أن تتعبى نفسك قليلاً وتفكرى جيدًا، وتحددى معيارك للاختيار أولاً وقبل أى شىء لأنه سيكون دليلك الذى سيوضح لك الطريق طوال الوقت، سواء حاليًا أو بعد ذلك إذا لم ترتبطى الآن، فإذا كنت ستبحثين عن الراحة المادية فلا تضيعى الوقت فى انتظار قريبك أو زميلك، وإن كنت تبحثين عمن يحبك فهو متوفر الآن أيضًا فلا تخسريه، أما إن كنت تبحثين عمن تحبينه أنت فقد ترفضى الارتباط بأيهم إذا لم تجدى تجاوبًا من زميلك هذا، لأنه هو الوحيد الذى تشعرين بالميل نحوه.

أنا أعرف أنك ترسلين لى لأختصر لك المسافات، وأختار لك أنا أو على الأقل أفاضل لك بينهم وكان من السهل على أن أفعل بالمناسبة، لكنى سأكون بذلك قد اخترت من يناسبنى أنا، وفق معاييرى أنا، والذى ليس بالضرورة أن يكون هو الاختيار الأنسب والأسعد بالنسبة لك.

مشكلة أغلب الأزواج أنهم ينتبهون بعد فترة من الزواج أن الأشخاص الذين ارتبطوا بهم ليسوا هم من كانوا يحلمون بهم ويتمنون الارتباط بمثلهم، لماذا؟.. لأننا اعتدنا الاختيار وفق معايير الغير، سواء كانوا الأهل أو الأصدقاء أو غيرهم، إما لأننا لا نثق فى معاييرنا الشخصية، أو لأننا لا نعرفها من الأساس والضمان الوحيد حتى لا يندم الشخص على الاختيار بعد فترة من الارتباط هو أن يستخير الله أولا قبل اتخاذ أى قرار، ثم أن يختار وفقًا لمعاييره هو، والتى يجب أن يبذل جهدًا فى تحديدها ومعرفتها قبل أى شىء.

الصفحة الرسمية للدكتورة هبة يس على فيس بوك: Dr.Heba Yassin








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة