هالة أحمد الزقم تكتب : قواعد قلة الأدب

الخميس، 30 أبريل 2015 02:00 م
هالة أحمد الزقم تكتب : قواعد قلة الأدب صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عزيزى القارىء .... هل جذبك عنوان المقال ؟؟ هل ستسعى لقراءته لتتعلم قواعد قلة الأدب ؟ حسناً ... وماذا بعد أن تنتهى من قراءته ؟؟ ستصب على اللعنات وتتهمنى بالفسق لأنى علمتك تلك القواعد رغم أنك أنت من سعيت لقراءتها ؟!

إذن فقد مارست دون أن تدرى أولى قواعد قلة الأدب و هى .. أن ترتكتب كل الموبقات و الرذائل فى السر و تلعنها فى العلن !

وعفواً لأنى سأخيب ظنك .. فأنا سأتحدث هنا عن قلة أدب الاختلاف، فإن شئت أكملت المقال وإن شئت بحثت عن غايتك فى مكان آخر.

وحيث لإننى قد بادرت بذكر القاعدة الأولى أعلاه وهى قاعدة مشتركة فى شتى أنواع نقص الأدب ، فسأنتقل مباشرة للقاعدة الثانية وهى ببساطة شديدة أن تختلف.. وليس المقصود هنا حاشا لله أن تتميز، و لكن المقصود إنك تِتشاكل مع طوب الأرض لأى سبب و السلام - اختلاف دين .. مذهب ..عرق .. فكر .. اتجاه سياسى .. ركن سيارة .. غسيل منشور ...الخ ، وفور وقوع الاختلاف بادر فى الحال بتطبيق القاعدة الثالثة ألا و هى قاعدة رفع الصوت لأعلى ترددٍ تستطيع الوصول إليه ، لا تمنح الآخر فرصة للتحدث أو التعبير، قاطع .. شوش ... هاجم ...استفز .. اسخر .. حطم الأعصاب ، و لا تلتفت لمن يقول إن صاحب الصوت العالى ضعيف الحجة ، مطلقاً ... فهذا فى بلادٍ أخرى غير بلادنا يقوم النقاش فيها على المنطق و الحجج ، أما هنا فلا أحد يُمنطّق الأمور أو يُصغى لعقل نبعت منه ! وتذكر أنه لا بد للصوت العالِ أن يكون مصحوباً بفواصل منتقاةٍ من السب و الشتم تستخدم فيها كل ما تعلمت من قباحة ، لا تبالِ بمستواك التعليمى و لا الاجتماعى و لا تربية أهلك اللى طفحوا الدم عشان يعلموك الأدب و لا حتى دينك الذى ينهى عن البذاءة ! ولا تنسى يادمث الخلق عندما تضبط مسئولاً بذيئاً أن تلعن زمن السفالة و الانحطاط !

والقاعدة الرابعة هى السعى لتشويه كل من تختلف معهم، وما عليك إلا أن تدِّعى بكل ثقة أنك تعلم بواطن الأمور و خبايا الضمائر، اتهمهم فى أخلاقهم أو دينهم أو وطنيتهم ، روج لوصفهم بالزندقة أو الفسق أو الخيانة أو العمالة أو العُهر، و لا بأس مطلقاً أن تدخل فى أروقة الحياة الخاصة فتفتش علّك تجد نقطة ضعف هنا أو هنا ، صورة أو خبراً أو تعليقاً أو تلفيقاً ، فتسلط عليها الضوء الساطع الفاضح ، و إن لم تجد شيئا يُذكر فابتكر ما شئت ، ففى معركة الخلاف المقدسة كل الأسلحة مباحة ، و لكن حذار أن تترك بابك أنت مفتوحاً دون تحصينات فلو دخل منه أحد و نقَّب فستكون الفضيحة مدوية ً .

أما إذا فشل كل ما سبق ، فستحتاج لبعض العنف المشروع ، فيمكنك الاشتباك بالأيدى أو الضرب بالأحذية أو بالطوب و الحجارة أو حتى بالأسلحة التى أصبح معظم مواطنينا يملكونها ، و لله الحمد لا يسعى أحدٌ لجمعها ! و تلك كانت القاعدة الخامسة .

أما القاعدة السادسة التى لاقت رواجاً منقطع النظير فى تاريخ الأديان جميعاً فهى التكفير و إدعاء ملكية الجنة ، فالتكفير كان و مازال حق لكل مواطن ، كفـِّر للاختلاف و كفّر للاجتهاد و كفر للتفكير و محاولة النقد أو التغيير لما وجدنا عليه الآباء و الأجداد بصرف النظر عن صحته أو خطئه ! و لكن حذار أن تطالب أصحاب الملل و الثقافات الأخرى أن يفكروا بعقولهم فى موروثاتهم و معتقداتهم ويحاولوا تغييرها ! و لا تعجب إن كان حكم الله فى الآخرة مخالفاً لقناعاتك !

و القاعدة السابعة و الأخيرة التى توصلك لقمة قلة الأدب فى نظرى هى الشماته فى موت كل من يخالفك و يعارضك ، فموت هؤلاء موتٌ من نوع خاص لا قدسية ولا جلال له ! اشمت و العن و اسخر ممن يدعو لهم بالرحمة ، و قل "إن و لاد التييييييت نقصوا واحد و ربنا يفرحنا فى الباقيين " .

ها قد تعلمت القواعد ، سر فى طريقك و لا تنس أن تدعو الله أن يبارك لك ممارساتك العملية فى قلة الأدب و تأكد أنك لن تستوحش الطريق لكثرة السائرين فيه !!!!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة