بعد تأكيد الأوقاف سيطرتها على مساجد "الشوقيين".. نرصد التاريخ الأسود للتنظيم.. تأسس فى الفيوم.. واتخذ قرية "كحك" مرتعاً للتكفير.. وعناصره ترفض أكل اللحوم.. والسطو على محال ذهب الأقباط أبرز جرائمهم

الجمعة، 01 مايو 2015 04:10 م
بعد تأكيد الأوقاف سيطرتها على مساجد "الشوقيين".. نرصد التاريخ الأسود للتنظيم.. تأسس فى الفيوم.. واتخذ قرية "كحك" مرتعاً للتكفير.. وعناصره ترفض أكل اللحوم.. والسطو على محال ذهب الأقباط أبرز جرائمهم د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
كتب كامل كامل ـ إسماعيل رفعت ـ أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

باحث: تضاعف نشاط "الشوقيين" بعد ثورة يناير


شوقى الشيخ زعيم التنظيم مزج بين التكفير والجهاد



بعد تأكيد وزارة الأوقاف، سيطرتها على مساجد التنظيم المسمى "بالشوقيين"، وتصريح الدكتور عبد الناصر نسيم وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، أن مساجد الفيوم التزمت بالخطبة الموحدة وأن أئمة الوزارة خطبوا بمسجدين من مساجد الشوقين، يؤكد أن بقايا التنظيم لازالت موجودة فى معقلها ألا وهو محافظة الفيوم، وفى السطور التالية نرصد، التاريخ الأسود للتنظيم وكيف كانت نشأته ولماذا سمى بالشوقيين.

شوقى الشيخ مؤسس التنظيم


سمى هذا التنظيم بـ"الشوقيين" نسبة إلى شوقى الشيخ، الذى عرفته وسائل الإعلام فيما عرف بأحداث قرية "كحك" بمركز أبشواى فى محافظة الفيوم عام 1990 م، ولم يكن شوقى مجرد مهندس مدنى تتلمذ على الشيخ يوسف البدرى فى السبعينات أيام كان يدرس الهندسة فى جامعة حلوان فقد كان لشوقى ميول أخرى اختلفت عن شيخه البدرى، فشوقى الذى تحدر من أسرة كبيرة ومعروفة فى أبشواى قد تعرف على طارق الزمر فى منطقة الهرم وانضم عن طريقه لتنظيم الجهاد، وظل شوقى على ولائه لتنظيم الجهاد حتى بعدما دخل السجن فى سبتمبر 1981 وخرج من بعد اغتيال السادات بشهور عديدة.

داخل "شوقى" السجن مرة أخرى فى الثمانينات وأصبح نزيلا فى سجن استقبال طرة، وفى السجن تعرف على بعض دعاة وأقطاب مجموعات التوقف والتبين ودار بينه وبينهم نقاش متكرر نتج عنه أن تخلى شوقى الشيخ عن عقيدة تنظيم الجهاد، وتبنى عقيدة جديدة اشتقها هو بنفسه من عقائد مجموعات التوقف والتبين، وهى عبارة عن عقيدتهم كاملة لكنه أدخل عليها تعديلا مفادها أنه مادام أمر التوقف هذا بدعة فإنه عليه ألا يتوقف بل يبادر بالحكم بكفر من خالف عقيدته دون توقف وبعدها لو اعتنق عقيدته فإنه يدخل الإسلام من جديد.

شطط شوقى الشيخ


لكن شوقى الشيخ لم يكن مستوعبا لمفاهيم الإسلام الصحيحة فكان تربة خصبة للشطط الفكرى، ولم تكمن خطورة شوقى الشيخ فى شططه الفكرى فقط بل أن خطورته الأكبر تمثلت فى قدرته على التأثير خاصة فى مجال الحيز الجغرافى الذى كان يعيش وينشط فيه وهو مركز أبشواى والقرى المحيطة به، لقد كان شوقى الشيخ زعيماً حركياً ويتمتع بكاريزما حتى أنه نجح فى تجنيد ما يزيد على الألف شاب للفكر الجديد الذى كان شوقى الشيخ نفسه نجح فى التروج له.

ولقد مزج شوقى بين فكرة حمل السلاح ضد الحكومة التى تعلمها أيام عضويته لتنظيم الجهاد، وبين فكرة تكفير من ليس معه، وأدى ذلك لتسلحه هو والعديد من أتباعه وقيامهم بالعديد من الأعمال المسلحة التى سرعان ما أفضت لمواجهة واسعة بينهم وبين الشرطة أثر قتل شوقى الشيخ لخفير نظامى واستيلائه على سلاحه الحكومى.

المواجهات الإرهابية


لقد قتل شوقى الشيخ فى هذه المواجهات فى قرية كحك بأبشواى فى الفيوم عام 1990 م، وكأن شوقى كان هو الصمام لعنف الشوقيين إذ اندلع بعد موته عنف الشوقيين بأشد ما يكون وزاد من عنفهم أن بعض قادة الجهاد مثل نزيه نصحى راشد قد رأوا أن تسليح الشوقيين بالقنابل اليدوية أمر مفيد لاستنزاف قوة الحكومة وبالتالى فقد أمدوا الشوقيين بكل القنابل التى استعملوها فى صراعهم المسلح ضد الشرطة طوال الفترة الممتدة من عام 1990 م وحتى 1994 م عندما التأم شمل أغلب قادة الشوقيين وأعضائهم داخل السجون ليخرجوا منها عام 2006.

الأعمال المسلحة والسيطرة على محلات الذهب المملوكة للأقباط


وارتكب الشوقيون العديد من الأعمال المسلحة ضد الشرطة والمتعاونين معها ولكن أكثر أعمالهم كانت السطو المسلح على محلات ذهب مملوكة لمسيحيين، وكانوا يبيعون الذهب المسروق غالبا لتجار مسيحيين أيضا، ممن يتعاملون فى الذهب المسروق بأقل من ثمنه ثم يشترون به سلاح كما ينفقون منه على معيشتهم حيث كانوا هاربين من الأجهزة الأمنية ويعيشون متخفيين.

وكانت معظم اشتبكاتهم مع الشرطة تحدث عندما تحاصر الشرطة مجموعة منهم وتحاول القبض عليهم، واتسمت هذه الإشتباكات بشراسة منقطعة النظير مستخدمين الأسلحة الآلية والقنابل اليدوية.

وارتكز فكر التنظيم على تكفير الحاكم والمجتمع والدعوة إلى الخلافة الإسلامية بالقوة، من طريق إثارة الرأى العام وارتكاب جرائم هدفها إفقاد المواطنين ثقتهم بمؤسسات الدولة.

واعتبر الشوقيون أنفسهم فى حالة حرب مع أهالى القرية الذين اتهموهم بالكفر، فالذى لا يحتك بهم هو من وجهة نظرهم "كافر مسالم" والذى يحتك بهم "كافر محارب".

وموَّل التنظيم عملياته من سرقة الدراجات النارية والسيارات أولاً، ثم اتجه إلى السطو المسلح على محلات الذهب خصوصاً التى يمتلكها الأقباط استناداً إلى الفتوى التى أطلقها الشيخ وأحل فيها الأموال، ما عدا أموال أعضاء التنظيم، باعتبار الآخرين كفاراً.

الشوقييون يرفضون أكل اللحوم


وفى الوقت الحالى أغلقت وزارة الأوقاف 5 مساجد للشوقيين كانوا يصلون بها دون غيرهم ويخطبون لأنفسهم ولا يدخلون أحد بينهم ويرفضون الاندماج مع المجتمع، كما يرفضون أكل جميع أنواع اللحوم.

تجفيف منابع الفكر التكفيرى


من ناحيته، يؤكد هشام النجار، الباحث الاسلامى، إن سيطرة وزارة الأوقاف على مساجد الشوقيين بالفيوم خطوة مهمة لتضييق الخناق على الفكر التكفيرى وتجفيف منابعه فى واحدة من أهم معاقله بالفيوم ولابد من متابعة هذا الإجراء بعمل جاد وفق خطة تصحيحية شاملة.

ويوضح النجار لـ"اليوم السابع" أهمية أن يمتد نشاط علماء الأزهر ودعاة الأوقاف إلى خارج المساجد حيث المنتديات والنوادى وأماكن التجمعات الشبابية وكذلك من خلال التواصل بالشباب عن طريق وسائل الاتصال الحديثة، وألا يقتصر دور ومهمة الأزهر والأوقاف على تأميم المساجد والسيطرة عليها، موضحا أن هذا جانب فقط من المهمة الكبيرة التى تتطلب جهوداً كبيرة للتواصل مع الشباب وتستدعى جهداً مجتمعياً شاملاً ومكثفاً.

وأوضح أن إغلاق مساجد للشوقيين يشير إلى أنهم بقايا الفكر التكفيرى الذى انتشر فى السبعينات على يد شوقى الشيخ وغيره، لكن الخطورة الحقيقية فى استغلال الميليشيات التكفيرية المسلحة لتلك المنافذ التى تنشر تلك الأفكار ولو على نطاق ضيق لتجنيد عناصر جديدة أو حتى لإنشاء خلايا تابعة لها فى المحافظات التى تواجد بها عناصر تكفيرية مثل الفيوم والشرقية ودمياط وغيرها.

وتابع: "لم يكن لهم نشاط ملحوظ قبل يناير 2011 لكن الصراع السياسى والانفلات الأمنى والفوضى التى شهدتها مصر السنوات الأخيرة أتاحت لهم بعض الحرية فى التحرك والانتشار وتضاعف نشاطهم بعد ازدياد نفوذ التكفيريين المسلحين فى سيناء وظهور داعش".


موضوعات متعلقة..


- "أوقاف" الفيوم تؤكد خضوع مساجد "الشوقيين" لسيطرة الوزارة










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة