شنودة فيكتور فهمى يكتب: سيب وأنا أسيب

الجمعة، 15 مايو 2015 02:22 م
شنودة فيكتور فهمى يكتب: سيب وأنا أسيب صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
زادت مظاهر التسيب والانفلات الأخلاقى فى المجتمع المصرى بعد ثورتى يناير 2011 ويونيو 2013 بصورة مفجعة، وظهر هذا جلياً فى كل مناحى الحياة اليومية فى الشارع المصرى من بلطجة بشكل عام وانفلات أمنى ومرورى وعدم الاحترام للغير أيا كان كبيرا أو شيخا أو سيدة أو مسنا.

أصبح الشعار الأكثر وضوحًا هو التبجح فى الغير دون مراعاة لأبسط قواعد الأخلاق والأصول.
تتطور وتتعدد تلك المظاهر والأخلاقيات المؤسفة من مكانٍ لآخر ومن ثقافة مجتمعية لأخرى ولكن يتحد الجميع فى التحدى الصارخ لكل ما نشئنا وتربينا عليه من قيم وأخلاقيات ومُثل عليا تأخذ طريقها سريعًا إلى الانقراض من مجتمعنا ما لم ننتبه لتلك الكارثة .

توقفت قليلًا أمام مصطلح شعبى مصرى دائمًا ما كنا نسمعه كثيرا فى ظل وجود أى خلافات تتطور إلى عراك قد يصل إلى الأيدى والأرجل معاً وهى ثقافة... "سِيب وأنا أسيِب "....

لم أقصد هنا المعنى الحرفى لتلك الجملة الشهيرة، ولكنى أعنى التسيب المجتمعى بصفة عامة أو بمعنى آخر فكلما ازداد المجتمع والدولة تسيباً وفوضى وانفلات.. ازداد التسيب بين الأفراد ولم يعد هناك ظابط ولا رابط فى كل ما هو نعيشه من تفاصيل الحياة اليومية من أبسط الأشياء وحتى أعقدها .

لا أريد أن أتداخل فى افتراضات كنا نظن حتى وقت قريب أنها أساسيات يجب أن تراعى فى كل تعاملات الأفراد داخل المجتمع ولكن ما استجد على مجتمعنا من ثقافات وأحداث متتابعة من بداية السبعينيات وإلى الآن أدى بنا لما نحن فيه واحتفظنا بهذه المثل والأخلاقيات فى دولاب الفضيات والانتيكات نتباهى به دون عمل أو تطبيق لها فى حياتنا سوى التشدق بها أمام الشاشات .

قصدت أن أتطرق إلى هذا الموضوع لسببين رئيسيين، أولهما: أننا واقعيا فى مفترق طرق أمان نكون مجتمعا متحضرا ومتقدم أخلاقيا واقتصاديا وخلقيا بعد كل التجارب التى حلت بنا،
وثانيهما هى دعوات الرئيس السيسى دائما منذ تقلده مقاليد حكم البلاد إلى العودة للتمسك بمكارم الأخلاق والقيم المصرية الأصيلة وتعاليم الأديان السماوية وتأكيده الدائم على ذلك.

ولكن اسمح لى سيدى الرئيس أن أتوقف مع سيادتك هنا بعضا من الوقت فلا غبار ولا اختلاف عما تدعو إليه فى أحاديثك وما يربوا إليه أى مواطن مصرى وطنى حر يشعر بقيمه وطنه ويراعى قيم وأخلاقيات دينه ولكن دعوتك سيدى بينها وبين الواقع فجوة كبيرة جدا ازدات وتزداد يوميا.

فجوة سنوات من التردى الأخلاقى والعلمى والثقافى تداخلت وتشابكت فيها عوامل كثيرة يتحمل تبعاتها ويسئل عنها الكثيريون من المسئولين السابقين فبكل أسف مجرد الدعوات فقط للعودة لتلك المثل لا تكفى لأنها تباعدت عنا كثيرا خلال أكثر من أربعين عاما مضت وإلى الآن.

رائع أن تكون الدعوة للعودة لها كى نبنى مجتمعا متقدما راقيا من كل الأوجه لكن ليس بالكلام وحده سيدى. فهذا التسيب الأخلاقى الذى عشناه طويلا يستتبع مزيدا من الجهود والتفعيل على أرض الواقع بنظام الثواب والعقاب وبكل قوة وحزم دونما تفرقة مجتمعية أو طبقية أو علمية تستدعى منا مزيدا من الحزم حتى نظبط تسيب مجتمع اعتاد الفوضى والفهلوة لسنوات طوال بل وإبدع فى تلك الفوضى وهذا التسيب.

المواطن المصرى العادى لن يضيره تطبيق النظام بكل حزم وقوة طالما هو ملتزم يراعى ضميره وربه فى تصرفاته مع الجميع ويرى تطبيقه دونما محاباه أو تفرقه بل سيكون هو السلاح والدافع الأول والأقوى لتطبيقه ولكن المعترضين دائما هم من اعتادوا الفوضى ليصنعوا من ورائها المصالح الآلاف والملايين والمليارات فمزيدا من التسيب يرضى هولاء فقط "فئة المنتفعين والمتربحين".

سيدى لسان حال أى مواطن مصرى شريف هو" أظبطنى شكرا" واجعلنى أرى وأعيش القانون والنظام على الجميع وللجميع دونما تفرقه أو تمييز بين أفراد المجتمع كبيرًا أو صغيرًا غنياً أو فقيراً فحينما يسود الشعور بالعدل والمساواة نستطيع أن نبنى وطنًا نبغاه.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة