بانفعال حقيقى وإحساس صادق بالمشهد التمثيلى تربعت النجمة هيفاء وهبى على عرش الدراما المصرية هذا العام بمسلسلها "مريم" إخراج محمد على، فبدت النجمة الأكثر شهرة فى الوطن العربى فى المسلسل وكأنها فراشة تتنقل بين المشهد والآخر بخفة ودلع، تُمثل وتبدع بتعبيرات صادقة ومشاعر محسوسة.
هيفاء بعد نجاحها فى الحلقات الأولى من مسلسل "مريم" أثبتت أن لديها أسلوبا خاصا فى الأداء التمثيلى، لا يقف عند حاجز الانفعال مع المشهد الدرامى، بل يمتد للتعبير عنه بالصمت والدمعة والابتسامة ونظرات العيون، برز هذا فى مشاهد "التوأم" إذ جسدت هيفاء الشخصيتين ببراعة، خصوصا لحظات العتاب.. الصمت.. الشرود.. التفكير.. حتى البكاء فى صمت، وكأنها تعيش مفردات الشخصية فى الواقع، هذا الصدق فى التعبير والأداء الرفيع لفت الانتباه إليها من الحلقة الأولى وباتت حديث الجمهور صباحا ومساء، وربما تطلق النساء على بناتهن اسم "مريم" حبا فى هذه النجمة التى تظهر على الشاشة فى ثوب "ملكة".
تفوقت هيفاء على النص الدرامى فى تجسيد شخصية "مريم" تلك الفتاة التى كانت تعيش حياة المجون والترف، وفجأة تعرضت لأزمة تفقد على إثرها النطق، لتعتمد فى أدائها على قسمات وجهها وتعبيراته، وهو ما احترفته فى مشاهد الحلقة الرابعة والخامسة، فى مشهد الخناقة مع شقيقتها التوأم، وكما أبدعت فى شخصية "الخرساء" تألقت فى تقديم شخصية سيدة الأعمال "ملك" بشياكة فلا توجد نجمة فى عمل درامى تضاهى "شياكتها" وأناقتها سواء عندما تخطو برشاقتها أو تتكلم أو تضحك، ويحسب لها تقديم مواهب صاعدة معها فى العمل مثل هند رضا ورمزى لينر.
ولكونها ممثلة تعرف قدر موهبتها التمثيلية جيدا، اختارت أن تتمرد على النمطية وتتخلى عن "شياكتها" بتقديمها مسلسل "مولد وصاحبه غايب" للسيناريست الكبير مصطفى محرم والمخرجة شيرين عادل، بشخصية "نوسة" الفتاة الفقيرة التى تعمل فى الموالد، وقدمتها بتلقائية وبراءة، وابتعدت فيها عن التقليدية، فـ"نوسة" نموذج يختلف عما قدمته صفاء أبو السعود فى مسلسل "غوايش"، أو سلوى خطاب فى "الضوء الشارد"، بل هى إحساس يتحرك على الشاشة فى ثقة وكبرياء.
وتبقى هيفاء وهبى المطربة والمغنية الوحيدة التى تصدرت المشهد التمثيلى دون جميع المطربات، فلم يسبق لنجمة غناء أن حققت نجاحا مثلها سواء فى الدراما أو التلفزيون.
