صابر حسين خليل يكتب: التكافل الرمضانى

الجمعة، 26 يونيو 2015 02:00 م
صابر حسين خليل يكتب: التكافل الرمضانى صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا جاء امتدت يده تنزع ما بداخلك من مشاعر سيئة، يملأ أركانك بالخير وجنانك بالعطاء، إذا جاء تزينت له الدنيا بكل ما لديها، إذا جاء تغير كل شىء!.

إنه شهر رمضان الكريم، الشهر الذى ينتظره المسلمون كل عام، تتجمع الأسرة على مائدته التى تمتلئ بشتى أصناف الطعام والشراب، يأكل المرء حتى تكتظ معدته بأصناف الطعام التى يفشل فى مقاومتها، يصاب بالتخمة والكسل، وعلى نقيض ذلك تجتمع أسرة بكاملها على القليل من الطعام، وأسرة أخرى لا تجد الطعام الذى تجتمع حوله فى هذا الشهر الكريم، ولما كانت الحكمة من صيام هذا الشهر أن يشعر الغنى بما يكابده الفقير من جوع وحرمان كان لزامًا على الغنى أن يتحرك لمساعدة الفقير لرفع نير المعاناة عن عاتقه.

وفى شهر رمضان يظهر نوع من أنواع التكافل الاجتماعى وهو التكافل الرمضانى، أى التكفل باحتياجات الفقير فى هذا الشهر لما له من خصوصية تجعله مغايرًا لبقية الشهور.

ويمكن تقسيم هذا التكافل حسب مصدره إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: هو ما تقوم به الحكومة عبر مؤسساتها المختلفة وهذا الدور يحتاج إلى تفعيل أكثر، فهناك الكثير من الفقراء الذين لا تظلهم مظلة الشئون الاجتماعية، ولا بد أن تضاعف الحكومة من كمية السلع التموينية التى تصرف للمواطنين فى هذا الشهر الكريم.

القسم الثانى: هو ما تقوم به المؤسسات الخيرية من توفير للسلع التمونية مجانًا للأسر الفقيرة والمعدمة، ونشر الموائد الرمضانية فى المناطق الفقيرة، وهناك بعض الجمعيات تقدم وجبات إفطار جاهزة لمنازل الفقراء.

ويقوم تمويل هذه الجمعيات على تبرعات القادرين، وقد ازدادت هذه الجمعيات فى الأونة الأخيرة لكنها لم تستطع حتى الآن الوصول إلى كل المحتاجين.

وفى رأيى أن أفضل السبل التى يمكن أن تخدم به هذه الجمعيات المحتاجين هو أن تقدم لهم سلعًا تموينية من زيوت وبقول وشاى وسكر ولحوم وغيرها وتقوم الأسرة نفسها بطهى هذا الطعام بنفسها، وذلك يقلل من حرج الأسرة من الذهاب إلى موائد الرحمن أو قبول طعام تم إعداده ربما بذوق وطريقة لا تناسب الأسرة، كما أن الأسرة التى تعد طعامها فى منزلها تحفظ كرامتها أمام أبنائها.

أما القسم الثالث والأخير من أقسام التكافل الرمضانى فهو ما يقوم به الأفراد القادرون من أعمال خيرية فى شهر رمضان الكريم، ولكننا فى هذا المقال نود أن نحدد المسار الصحيح لمثل هذه الأعمال، فعلى سبيل المثال لا ينبغى أن أساعد فقيرًا ولدى قريب أشد حاجة منه إلى المساعدة، فالبداية الصحيحة أن أتكفل بقريبى الفقير ثم جار الفقير، وهكذا.

أما الطريقة المثلى للتبرع فتكون بالتبرع العينى كما سبق أن أشرنا، ويكون حسب مقدرة الفرد؛ فمن الناس من يستطيع أن يتكفل بإفطار أسرة ليوم واحد من الشهر الكريم، ومن القادرين من يستطيع أن يكفل أسرة طوال الشهر كله، وهناك من أعطاه ربه فيسطيع أن يكفل مئات الأسر كل يوم.

والكثيرون من القادرين يوجهون تبرعاتهم فى هذا الشهر الكريم إلى دور الأيتام ودور المسنين، والمستشفيات ورجال المرور ورجال النظافة فى الشوارع ويتنوع الخير بتنوع أصحابه.

أما ما يثير الدهشة من كرم هذا الشهر فهو شيوع موائد الرحمن التى انتشرت عبر البلاد طولاً وعرضًا حسب مقدرة أصحابها. إنه حقًّا شهر الكرم.

إن التكافل الرمضانى يملأ المجتمع بالوئام وينزع الاحتياج والعوز.
أخى القادر إنه شهر واحد إن صُمته أخذت أجر شهر، وإن تكفلت بإفطار فرد كان لك أجر شهرين، وإن تكفلت بعشرة كان لك أجر أحد عشر شهرا وهلم جرًّا...
واعلم أن أفضل ما يمكن أن تختم به هذا الشهر هو صدقة الفطر، وتقديم ملابس العيد إلى الأسر المحتاجة؛ فتكون فرحة أبنائهم فرحة لك.

عزيزى القارئ، ربما توقف دخولك الجنة على حسنة واحدة، فافعلها فى الدنيا لأنك لن تستطيع فعلها فى الآخرة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة