بداية فإنه من الواجب هنا أن نشير إلى أن هذه المعركة كانت متوقعة، لكن التفاصيل هى ما تخبرنا بكيفية إدارة الوزارة لشؤونها وكيفية إدارة الوزير لمعاركه، وقبل أن نبدأ، محمد عفيفى وهو صاحب المعركة الأحدث، يجب علينا أن نشير إلى أن وزير الثقافة أصدر منذ أيام قرارا بتولى «أسامة عمران» رئاسة قطاع مكتب الوزير خلفا لحسن خلاف الذى تمت «ترضيته» بمنصب «مساعد وزير»، وهنا يجب أن نشير إلى حوار دار منذ أشهر فى مكتب الوزير فى الاجتماع الذى سبق بيان الوزارة الذى قيل فيه إن الوزير لم يقل أحدا، فقال له خلاف: أنا أعرف أنك ستقيلنى وستأتى بعمران بدلا منى، وهو الأمر الذى نفاه الوزير وقتها، وأكده بعد الواقعة بأسابيع قليلة.
نعود إلى أزمة محمد عفيفى التى بدأت بتداول البعض خبرا حول تقديم استقالته أو اعتذاره لوزير الثقافة عن الاستمرار فى منصبه، ثم نفى مقربون من «النبوى» هذا الخبر وأكدوا أن «عفيفى» مستمر فى عمله، لكن عفيفى تغيب عن الحضور إلى المجلس الأعلى للثقافة صباح يوم انعقاد مؤتمر الثقافات الأفريقية، حتى ظهر بشكل مفاجئ فى منصف النهار، مبديا عدم رغبته فى الحديث حول الاستقالة سواء بالتأكيد أو بالنفى، لكن فى الخلفية من هذا المشهد كانت هناك تفاصيل محتدمة تؤكد أن الوزارة لا تمر بأزهى أيامها، فقد أرسل محمد عفيفى خطابا منذ ما يقرب من شهر إلى مكتب وزير الثقافة يخبره بأن ميعاد انتهاء ندبه قد اقترب، وأن إجراءات تجديد الندب تستغرق ما يقرب من ثلاثين يوما، ولهذا طلب الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة تحديد موقف الوزير، سواء من تجديد الندب أو رفضه، لكن الوزير لم يرد على هذا الخطاب لا رسميا ولا حتى وديا، وهو ما دفع الأمين إلى إعادة إرسال الخطاب مرة أخرى لكن الوزير لم يرد أيضًا، حتى قابل عفيفى النبوى فحدثه عن الخطاب فلم يجبه بشىء، وهو ما دفع عفيفى إلى الغضب الذى فسره البعض بأنه «اعتذار».
ولم يكن عفيفى هو الوحيد الذى يمر بنفس الظروف، فأنور مغيث رئيس المركز القومى للترجمة، هو الآخر سينتهى قرار ندبه فى 11 يونيو ولم ترسل الوزارة خطاب تجديد ندبه أو إنهائه، وكذلك الأمر بالنسبة لأحمد مجاهد وحلمى النمنم، حيث ستنتهى مدة ندبهما بعد حوالى شهر، لكن أغرب ما فى الأمر هو ورود معلومات حول رغبة الوزير فى إقالة الدكتور حمدى أبو المعاطى فى أغسطس المقبل، فى حين أن قرار تعيين أبو المعاطى لم يمر عليه شهر واحد، وعلى ما يبدو أن المعركة القادمة ستكون بطلتها الدكتورة إيناس عبدالدايم رئيسة دار الأوبرا الذى ينتهى قرار ندبها فى مارس المقبل، ويبقى مصير الدكتور عبدالحافظ ناصف رئيس هيئة قصور الثقافة معلقا حتى الآن، حيث إنه يمارس عمله بقرار «تيسير أعمال»، بينما يبقى المهندس محمد أبو سعدة رئيس صندوق التنمية الثقافية وحده فى المنطقة الدافئة، وهو ما يؤكد أن الوزارة ستعيش حوالى عام آخر من الاضطراب وعدم الحسم، فى ظل توارد معلومات حول إرسال الوزير قائمة بالأسماء المقترحة لرؤساء قطاعات وهيئات الوزارة إلى الجهات الرقابية للاستعلام عنها تمهيدا لتعيينها، وهى الأسماء التى ستسبب «صدمة» للوسط الثقافى.
![اليوم السابع -6 -2015 اليوم السابع -6 -2015](http://img.youm7.com/images/NewsPics/gallery/pics/620155164615829p.jpg)