إبراهيم بدران يكتب: عقل مظلوم

الخميس، 16 يوليو 2015 08:31 ص
إبراهيم بدران يكتب: عقل مظلوم صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تدافعت الأقلام من القديم لكتابة وتحليل تلك العقلية التى احتار فى وصفها كثير من أدباء وفلاسفة ذلك العصر، سلبا وإيجابا، عمقا وسطحية، تناقض وواقعية، بساطة ومفهومية، علم وخيال، معانى للوهلة الأولى لا تجد لها محلا أو تركيبا منطقيا إلا فى عقل الإنسان المصرى.

باختلاف العصور وتوالى الأنظمة بقوالبها الحاكمة من الاستعمار إلى الملكية وأخيرا الجمهورية بلونيها الإسلامى والعسكرى وربما لم تذق مصر حكما مدنيا خالصا، إلا فى حكومة النحاس وكانت تلك أنجح الحكومات بعد ذلك تضاءلت المحاولات إلى أن قاربت على الانتهاء : فى كل ذلك تلونت طباع العقل المصرى بما أراد مالكو تلك الحقب زرعه فيه ... إلا أن هذ الشعب رافض لما لا يريده ناطق بما يتمناه حتى وإن كان فى طى الكتمان..

كباقى شعوب الأرض حلم الإنسان المصرى بتاريخه العريق فاندفع مجسدا صورة لذلك فى خياله الذى أراده واقعيا جميلا فكبلته فى بعض الأحيان ظروف السياسة المريضة التى مر بها ذلك الوطن ..معان متضاربة عاشها ذلك الإنسان كانت نتيجة حتمية لما عاصره فى حياته، فهو المتعلم المثقف رغم جهله فى تعليم الورقة والقلم .. وهو الذى يسعى للقمة عيشه كادا فى طلب ذلك وتراه أيضا ساعيا للفن الراقى وأنغامه التى ميزته فى تاريخ اللحن ليستمد منه مزاجه الجميل .. متدين بطبعه بدون عالم أو متفقه فهو الذى يسعى لمد جسر الروحانية والتعلق بربه ,,

هو الذى أخرج العلماء والأدباء فصار علم هذا البلد محجوزا فى محافل العالم وصار عقله عقلا رئيسيا من المتحكمين فى العالم ...تتناقص تلك المميزات وتتزايد وفقا لما يريده منها صانعى القرار .. فلتحسب معى كم نظاما ديمقراطيا مر على مصر ؟؟ الاجابة لك عزيزى فربما قلمى لا يمتلك رقما !

فى عصر العولمة إذا كان النفاق والمداهنة هما عنوانا لكل رأى فلن تجد للتقدم مكانا ...

قديما أعلنها الفاروق إذا رأيتمونى أعوججت فحاربونى بالسيوف....ونحن نعيدها اليوم إذا أردنا كرامة ورفعة لهذا الشعب فيجب تعزيز عقله وبناء ثقافته وتكوين رأيه من نفسه وليس بتشكيل أحد ..فما زالت حضارة إلا بوضع الحكيم فى موضعه.

نداء ربما كان من قلم غير معروف فى سلسلة سنحاول فيها الخوض فى فلسفة العقل وتطويره أولا أعيدوا لهذا الشعب غذاء عقله واحترامه لذاته فلن تجنوا من وراء تشييد الجسور إلا تكوين جسور حاقدة كافرة بكل أمل إذا لم تهتموا بهذا الشباب كما يريد هو وليس كما تريدوه أنتم ....










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة