محمد محمد السيد عيسى يكتب: مشروع القرن لحل مشكلة التعليم

الخميس، 16 يوليو 2015 03:00 ص
محمد محمد السيد عيسى يكتب: مشروع القرن لحل مشكلة التعليم فصل دراسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مهما تحسن حال الاقتصاد ومهما وفرت الدولة المليارات من أجل التعليم ومهما تم تشييد مدارس على أعلى مستوى من الرقى والتقدم سيظل التعليم مشكلة وحالة تحتاج إلى مصادر دعم وتمويل طوال الوقت وأبد الدهر. فمشكلة التعليم ليست فى توفير الموارد ولكن فى النظام التعليمى نفسه القائم على تحويل الطالب إلى كائن مستهلك طوال 21 عامًا من عمره.

إذا أردنا أن نطور بلادنا يجب أن نؤمن بالثورة على ما توارثناه من معتقدات بالية عن دور الأسرة ودور المدرسة، يجب أن نغير سياسة التعليم النظرى الاستهلاكى إلى التعليم العملى الإنتاجى، يجب أن نثور على مفهوم أن الأب يذهب إلى العمل كى يوفر مصاريف المدرسة ومصاريف الدروس، ونعكس هذا المفهوم ونقول إن المدرسة يمكن أن تتحول من عائق اقتصادى إلى وسيلة لدعم الاقتصاد والنهوض بالمجتمع وفى أسرع وقت.

إن طريقة التعلم عن طريق الإنتاج هى أفضل وأحدث الطرق التى استطاعت أن تنقل اليابان من كبوتها بعد الحرب العالمية الثانية إلى دولة من الدول الاقتصادية الكبرى فى العالم، فلماذا لا نخطو نفس الخطوات ونجعل من كل مدرسة وحدة إنتاجية تتبع مصنعًا من المصانع؟

إن الثروة البشرية المصرية تستطيع أن تنقل مصر إلى دولة صناعية كبرى من دون الاعتماد على الخارج لو تم بذل قليل من الجهد لتحويل مسار التعليم المصرى من المنهج النظرى الذى يعتمد على الحفظ والاستظهار إلى المنهج العملى التطبيقى الذى يعتمد على الممارسة الفعلية والإنتاج الذى يعود على الطالب بالعلم والمعرفة ويعود على الدولة بالربح والنهضة الاقتصادية.

إن آلاف العاطلين من الشباب اليوم هم ثمرة التعليم النظرى الذى لا يواكب حالة السوق ولا يتماشى مع احتياجات المجتمع الاقتصادية ومهما فعلت الدولة من مشروعات تنموية سوف يذهب أثرها ويختفى سريعا نتيجة الزيادة السكانية التى تعتبر مشكلة كبرى طالما لا تستغل.

تخيل معى عزيزى القارئ أن يكون مشروع التخرج لمدارس المرحلة الإعدادية فى محافظة دمياط مثلا هو إنتاج مقاعد خشبية وطاولات مدرسية، ومن خلال هذا المنتج يتعلم الطالب مبادئ القياس ومعرفة المساحة والمحيط والطول والعرض وكذلك يستخدم الأدوات ويطبق ما تعلمه فى العلوم من قوانين على طبيعة المواد، ويدرس فى مادة الدراسات تاريخ محافظته التى تشتهر بصناعة الموبيليا ويذهب فى رحلة إلى مصانع الموبيليا كى يعرف أكثر عن مجتمعه. يقف فى معرض المدرسة كى يسوق سلعته بل ويتم تصدير المنتجات خارج المحافظة بل وخارج البلاد.

هل من الممكن أن يتحول هذا الطالب إلى نفس خريج عاطل فاشل جالس على المقهى أو منتمى لجماعات القتل و الإرهاب؟ هذا الطالب سيصبح رجلًا قادرًا على الإنتاج وتحسين دخله ودخل أسرته حتى قبل أن يتخرج. بل سيأتى اليوم الذى يتمنى فيه الأب أن يذهب ابنه إلى المدرسة كى يساعده فى مصاريف المنزل.

إن التعلم عن طريق الإنتاج هو الحل لمشكلة الدروس الخصوصية فلماذا يذهب الطالب للدرس الخصوصى طالما أن تقيمه سيكون على مشروع عملى ينفذه بنفسه داخل المدرسة بل سيسعى الطالب لتحسين مشروعه بكل الطرق ولن يكفيه الدرس الخصوص كمصدر للمعلومة بل سيحتاج للبحث والاطلاع كى يجعل عمله مميزًا على الآخرين.

إن التعليم عن طريق الإنتاج هو الحل لمشكلة التسرب من التعليم فالعمل اليدوى أو العمل البحثى الميدانى أو العمل الفنى وغيرهم من الأنشطة المتنوعة كفيلة بأن تجعل التعلم عملية ممتعة رائعة تجذب الألباب وتجعل الطالب مشتاقًا كى يذهب إلى المدرسة كى يكمل عمله صنيعة يده.

إن الأفكار غير تقليدية قد تبدو أحيانًا مستحيلة التطبيق ولكن حل المشكلات الكبرى غير التقليدية غالبًا ما يكون حلًا غير تقليدى.. عاشت مصر.. عاشت الأمة العربية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة