افتح قلبك مع د. هبة يس.. "كفاك إثمًا"

الأربعاء، 29 يوليو 2015 12:11 م
افتح قلبك مع د. هبة يس.. "كفاك إثمًا" هبة يس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسلت ( ف ) إلى افتح قلبك تقول:
أنا زوجة عمرى 32 سنة, تزوجت زواجا تقليديا منذ 8 سنوات, لم أكن أعرف شيئا عن زوجى وطباعه قبل الزواج, لهذا توالت على الصدمات بعد الزواج, فزوجى رجل جاف جدا, صامت جدا, منعزل جدا, لا يتحدث إلا ليقول شيئا يريده فقط , ولا يضحك أو يتواصل أو يبذل أى مجهود فى التقارب مع الآخرين, حتى مع أولاده, فبالرغم من صغر سنهم إلا أنهم يدركون بشكل تلقائى أن أبوهم ليس هو الشخص المناسب للكلام أو الحياة, لهذا فهم يتجنبونه طوال الوقت, ويحكون لى أنا فقط كل ما يريدون قوله.

هذا عن الحياة اليومية, أما عن حياتنا العاطفية أو الخاصة فهى أكثر جفاء وبرودة, فلا كلمة حلوة ولا نظرة حنونة, ولا أى نوع من أنواع القرب والود إلا للضرورة, والتى يحدد وقتها زوجى فقط بالطبع.. باختصار أنا زوجة مع إيقاف التنفيذ, أدركت ذلك بعد فترة قليلة من زواجى, ولكنى كنت حامل وقتها, لهذا لم يكن هناك مجال للتراجع, وبعد طفلى الأول تيقنت من هذه الحقيقية, وعرفت أنى سأعيش زوجة صورة فقط, لهذا كان قرارى أن أنجب المزيد من الأطفال وأن أعيش لهم ومعهم, وبالفعل أنجبت 3 أطفال فى أول 6 سنوات من زواجى, بالطبع ابتلعوا كل وقتى, وشغلوا كل ثانية فى يومى, لكن قلبى بقى فارغا, وروحى ظلت وحيدة بالرغم من كل هذا الزحام.

بعد أن التحق أصغر أطفالى بالحضانة شعرت بوحشة قاتلة, فها أنا بمفردى مرة أخرى 8 ساعات على الأقل كل يوم...ماذا أفعل حتى لا أفكر فى حالى وفى افتقادى للزوج والصديق والحبيب فى حياتى؟...قررت أن أكمل دراستى العليا التى كنت قد أوقفتها بعد زواجى, وبالفعل أكملت أوراقى وعدت للدراسة فى بداية السنة الدراسية الماضية, أى منذ حوالى 10 أشهر, فإذا بى أقابل ما لم أحسب حسابه أبدا, قابلته... فتى أحلامى بكل معنى الكلمة, رجل مهذب , لطيف , ودود , مرح, متواصل ومتفاهم إلى أبعد الحدود, ومع الجميع وليس معى أنا فقط... انبهرت به لأنى لم أكن أعتقد أن هناك رجلا مثله فى الواقع, أو لأنى كنت أقنع نفسى بذلك حتى أرضى بزوجى وأستطيع التعايش معه...و لكنى وجدته, شخص حقيقى أراه كل يوم أمام عينى يتحرك ويتكلم, وليس مجرد حلم أو أمنية أو وهم فى خيالى.

صدقينى أنا لا أريد أن أحمل لقب ( الزوجة الخائنة), ولا أتمنى أبدا أن أضر زوجى بأى شكل من الأشكال, ولكن هل لك أن تخبرينى كيف لى أن أتصرف فى موقفى هذا؟, كيف أمنع نفسى من أن أحبه؟, كيف أمنع نفسى من التفكير فيه ؟

أحب أن أحيطك علما بأن هذا الشخص هو المشرف المباشر على رسالتى, وبالتالى فالتواصل بيننا أمر حتمى لا مفر منه , كما أنى لن أتراجع عن إكمال دراستى لأنها الأمل الوحيد الذى أعيش عليه فى هذه الفترة من حياتى, لهذا لا تنصحينى بالتوقف عنها, لأنى لن أفعل.

و إليك أقول:


الحياة بلا مشاعر أمر شاق,لا يعرف مرارته إلا من جربه وعاشه, لهذا فأنا لن أهون أو أقلل من معاناتك , ومن صعوبة حياتك مع زوجك, فأنت أكثر الناس دراية بحالك مهما لام عليكِ الآخرون, لهذا أنا أتفهم جدا محاولتك لاستبدال ( المشاعر ) فى حياتك ب( العمل ), العمل مع أولادك تارة, ثم العمل فى دراستك تارة أخرى, وهكذا... وهو أمر يلجأ إليه الكثيرون, معتقدين أنهم عندما يصبحون مشغولين طوال الوقت , سيمكنهم حينها ( التشويش) على حاجاتهم العاطفية والإنسانية الطبيعية, لكنى دعينى أخبرك أن هذا المعتقد غير صحيح بكل أسف, وأنت نفسك جربتى ذلك بنفسك, فقد كنتِ فى قمة انشغالك برعاية 3 أطفال صغار ومع ذلك لم يشغلك ذلك عن إحساسك بالوحدة والافتقاد للونيس.

ستقولين لى كما سيقول آخرون... وما الحل إذًا؟, كيف يمكن أن يتصرف أو تتصرف من يفتقد الشريك المناسب؟, ما الذى يمكنه فعله غير الانهماك فى العمل أو فى أى شىء آخر فى محاولة لنسيان ألمه؟... الإجابة ببساطة هى إما أن يرضى بذلك بحق , وأن يقنع بأن هذا هو نصيبه أو رزقه فى هذا الجانب من الحياة _ الزواج _ وبالتالى لا يحاول التطلع لما هو غير ذلك, أو أن يكون صريحا وواضحا مع نفسه فى أنه لا يستطيع أو لا يريد أن يبقى على كل هذا الحال بقية حياته, فيقرر الانفصال ويختار المحاولة من جديد والبحث عن ما هو أفضل.

فالمشكلة أنه فى أغلب الأحوال المشابهة تكمل الناس حياتها وغير راضية أو قانعة, ولكنها تكملها لأنه لا يوجد حل آخر, أو لأنه لم يظهر البديل بعد , لهذا تنقلب الدنيا رأسا على عقب فور ظهور هذا البديل , ويستيقظ هذا ( الحلم المفقود) من جديد فجأة مع أى تطور فى الحياة.

صديقتى.. كونى شجاعة وصريحة مع نفسك, وافهمى أن ظهور مثل هذا الشخص فى حياتك ما هو إلا ( اختبار ) حتى تقررى موقفك من حياتك بوضوح, فإما أن تكملى مع زوجك وأنت راضية به على حاله, وإما أن تأخذى موقفا وتدركين أنك لن تتحملى هذا الوضع بعد الآن.

و أحب أن أوضح لك أن رضاك بزوجك لا يعنى أنه الزوج المثالى أو الذى كنتِ تتمنين, وإلا كنتِ سترضين به حتما دون أى مجهود, ولكن رضاك به يعنى قبولك بنقصه , وبمعاناتك معه, وبكل السلبيات الموجودة فى شخصه وفى علاقتكما, فى مقابل أنك تنعمين فى حياتك بكثير من النعم والإيجابيات الأخرى, التى قد تكون فى جوانب أخرى كثيرة لا تشعرين بها فقط لأنك _ مثلنا جميعا_ لا تركزين سوى على ما ينقصك وما يؤلمك.

قد يعتقد البعض أن ما أقوله مثاليا وخياليا, ولكنه حقيقيا جدا, فنحن نعيش فى الدنيا , التى هى ليست جنة, ولا نار, هى مزيج بين الاثنين, وخليط بين المكاسب والخسائر , وكلنا يقبل ببعض السلبيات فى حياته ولا شك, فى مقابل أن حياته ( ككل ) ترضيه وتعجبه , وتحقق له الحد المعقول من الإيجابيات.

لهذا عليكِ أن تعيدى حساباتك من جديد وأن تختارى بين حياتك الحالية كما هى , بما فيها من سلبيات عاطفية,و إيجابيات أخرى مثل الأولاد أو الصحة أو الحالة المادية أو الوضع الاجتماعى....إلخ, أو أن تقررى أنك لا تريدين ذلك, وأنك تحتاجين فعلا العاطفة والتواصل بشكل لا يمكن تأجيله أو الاستغناء عنه, وعليه فقد حان الوقت لأن تنهى هذه الحياة الجافة وأن تبدأى من جديد.

لكن أحب أن ألفت انتباهك إلى شئ مهم جدا جدا جدا, أن ظهور هذا الشخص فى حياتك يجب ألا يرتبط بقرارك هذا, أو بمعنى آخر لا تعلقى قرارك على هذا الشخص, فهو قد يكون مرتبطا, أو لا يريد الارتباط, أو غير مناسب للارتباط بك, أو أنت غير المناسبة للارتباط به , أو أنه شخص غير جاد أو أو أو...آلاف الاحتمالات, والتى فى الغالب ستكون فى غير صالحك , لهذا لا تهدمى حياتك لمجرد احتمال أن تكونى معه, لكن لا تكمليها أيضا فقط لأنه لن يمكنك الوصول إليه, فحياتك لن تستقر أبدا طالما أنك لم تحسمى أنت أمرك فى البداية, فقد يذهب هو ويأتى غيره, وتجدين نفسك تعيدين المأساة من جديد, لكن الضمان الوحيد لعدم تكرار ذلك فى المستقبل هو أن تغلقى هذا الباب تماما وبشكل جذرى, عندما تقررين مع نفسك أنك ترضين بهذا الزوج وبهذا النقص فى حياتك مهما ظهر لك أو جد فى حياتك من إغراءات.

لا أريد أن أفرض عليكِ رأيى , وأقول لك ببرود ابتعدى عن هذا الشخص فحسب, لأنك حتى وإن استطعتى فسيظل جرحك مفتوحا, وستظلين عرضة لأى فتنة أو أى اختبار آخر طالما أنك لم تحلى مشكلتك مع نفسك من الأصل, لكنى فقط أريد أن أنبهك إلى أن ( ليس كل ما يلمع ذهبا), وأننا دائما نسقط بسذاجة فى الفخ بمجرد أن نلمح الشىء الذى نفتقده فى حياتنا, غافلين عن أى سلبيات, ومتناسين لأى مشاكل أخرى قد تأتى من وراءه.

أنت لم تذكرى لى شيئا عن موقفه هو تجاهك, لكن لا أعرف لماذا أشعر بأنه لن يكون لهذه القصة أى مستقبل, ولا أرى لظهوره فى حياتك أى معنى سوى ( جرس إنذار لك, بأنه يجب أن تحسمى أمرك, وأن تقررى اختيارك قبل أن تكملى حياتك, تابعى دراستك, وانجحى فى حياتك, وعيشى لأولادك, لكن ليس كنوع من أنواع (المخدر) لتنسى شيئا آخر, اقبلى بوجه النقص فى حياتك حتى لا تكونى عرضة للانتكاس فى كل مرة تتعرضين فيها لشخص تظنين فيه أنه (فارسك ) المفقود.

أما عن كون هذا الشخص هو المشرف على رسالتك, فأنا لا أعرف ظروف وملابسات الموقف ولكنى أعتقد أنه يمكنك تغيير المشرف بشكل أو بآخر , فلا يمكننى أن أطلب منك التوقف عن دراستك وطموحك, لكنى فى نفس الوقت لا أرى بدا فى الربط بين استكمال دراستك وبين الاستمرار مع هذا الشخص بالتحديد.

كلمة أخيرة...يا كل زوج ويا كل زوجة...(كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول), كفاك إثما أن تكون جافا باردا وصعب العشرة ,فتضيع شريك حياتك, وتهدم له ركنا أساسيا فى حياته, وتجعله عرضة لكل فتنة , مع أنه كان يتزوج فى الأصل لتعفه, وليكون (محصنا ) بك.
الصفحة الرسمية للدكتورة هبه يس على الفيس بوك:
Dr. Heba Yassin








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة