من التقنين للتجريم..حكاية "الدعارة" بمصر..القرن السابع الميلادى شهد أول تسجيل للبغايا فى أقسام الشرطة.. والفرنسيون وضعوا قوانين خاصة لبيوت الدعارة وادخلوا فيها الخمر..والبداية الرسمية للمهنة عام 1885

الأربعاء، 12 أغسطس 2015 12:00 ص
من التقنين للتجريم..حكاية "الدعارة" بمصر..القرن السابع الميلادى شهد أول تسجيل للبغايا فى أقسام الشرطة.. والفرنسيون وضعوا قوانين خاصة لبيوت الدعارة وادخلوا فيها الخمر..والبداية الرسمية للمهنة عام 1885 أرشيفية
كتبت رضوى الشاذلى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دعوات منظمة العفو الدولية بعدم تجريم ممارسة الرذيلة، أعادت فتح الحكاية التى أغلقها التاريخ منذ سنوات طويلة، وكنا نغض عنها الطرف، لأنها بالنسبة لمجتمعاتنا العربية أمر شائك، لا يصح أن نخوض فيه، أما الآن فالأمر أصبح متاحًا للنقاش بعد مطالبة منظمة العفو بأن تكون ممارسة الدعارة "مقننة"، قصص كثيرة لم ينسها التاريخ عن هذه التجربة، وكيف كانت تدار الأمور فى مصر فى الزمن الذى أعطت فيه السلطات المصرية "رخصة للعاهرات"، وقبل المجتمع وجودهن بدون هجمات الشرطة، أو ملفات الآداب.

تاريخ المهنة فى مصر


اختلف الكثيرون عن بداية الدعارة فى مصر، ولكنهم اجتمعوا على أن المحروسة عاشت هذه الفترة من قبل، كثير من المؤرخين يؤكدون أن القرن السابع عشر هو البداية لمهنة الدعارة، وآخرون يرجعون الأمر إلى الفراعنة، ويذكر المؤرخون أن هذا يعود لاكتشاف غرفة فى سقارة كانت مخصصة فقط لممارسة الدعارة والبغاء، مؤكدين أن الدليل على ذلك، هو وجود رسوم على جدران الغرفة، وظهور أشكال الممارسة الجنسية، وأطلق على العاهرات فى هذا الوقت اسم "بغايا المعبد".

القرن السابع الميلادى، شهد أول تسجيل للبغايا فى مقر الشرطة، وكانت مهمة الشرطة فى هذا الوقت حصر جميع النساء اللاتى لا ينمن فى منازلهن، ومن ثم يتم جمع الضريبة منهن عن طريق مجموعة من الأفراد كان يطلق عليهم.

الدعارة أثناء الحملة الفرنسية


أيام الحملة الفرنسية كان الوضع مختلفًا بعض الشىء، حيث كانت الباغيات يلبسن ملابس خاصة تميزهن عن باقى النساء، كما أن الفرنسيين وضعوا قوانين خاصة لبيوت الدعارة فى مصر، وسمحوا فيها بالغناء والخمر والموسيقى، كما أنه أصبح ممنوعًا لأى شخص أن يدخل إلى مثل هذه المنازل إلا بتذكرة مدفوعة الثمن، وكان فى بعض الأوقات تعطى السلطات الفرنسية تذاكر مجانية للبعض لكى ينضموا إلى هذه المنازل.

بدايتها رسميًا


أما عن البداية الرسمية لهذه المهنة كما يؤكد بعض المؤرخين، وقت أن أصدر ناظر الداخلية أو "الوزير" لائحة فى عام 1885 تلزم جميع النساء اللاتى يعملن بهذه المهنة تسجيل أسمائهن فى الدفاتر الخاصة بالحكومة، وإما سيتم معاقبتهن، لأنهم بذلك يعملن دون ترخيص، حيث وجدت كثير من الدلائل على دفاتر مسجل بها أسماء النساء العاملات بالدعارة وأرقام تليفوناتهن وعناوين منازلهن، كما أقر وزير الداخلية فى هذا الوقت لائحة تجمع عددًا من القواعد الواجب على من يمارسن الدعارة اتباعها، مثل لا يجوز لأصحاب بيوت العاهرات ترك أحد يلعب بألعاب القمار على مختلف أنواعها مثل لعب الباكارا واللانسكنيه والواحد وثلاثين والفرعون والروليت وماكينة الخيول وما أشبه من أدوات اللعب، وذلك لوجود أماكن أخرى مخصصة لذلك.

طلب لفتح بيت الدعارة


كان كل من يرغب فى فتح بيت للدعارة يتقدم بطلب للمحافظة قبل الفتح بـ15 يوما، ويحدد فيه الاسم والسن ومكان الميلاد، وكانت من الشروط أن يكون المتقدم بالغا وغير محكوم عليه بعقوبة جنائية ، أو سرقة أو تزوير أو نصب أو خيانة أمانة من قبل، ولا يجوز للبوليس دخول هذه البيوت نهارا لضبط المخالفات، ولا يجوز لهم الدخول ليلا إلا عند حدوث ما يخل بالأمن العام أو عند حدوث استغاثة، وكانت هذه هى الشروط التى كانت عقدا رسميا بين الشرطة والعاهرات.

وكانت شوارع "كلوت بك ـ ووش البركةـ ودرب طياب ـ ودرب مصطفى ـ والجنينة ـ والجبيزة ـ والحوض المرصود"، أشهر الأماكن التى كانت تمارس بها الدعارة فى مصر، وهنا
تفاصيل
أكثر عن هذه الأماكن بالصور، وما هو حالها الآن.

تجريم الدعارة


إلغاء الدعارة فى مصر، فى عام 1949 وكان للنائب العام وقتها "سيد جلال" الفضل فى هذا الأمر، وكان هذا الأمر قبيل ثورة 23 يوليو، كما أنه بعد هذا التاريخ وتحديدًا فى حكومة الوحدة، أصدر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر قرارا بإلغاء الدعارة من مصر، فى عام 1958.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة