فداحة المعاناة اليومية فى "الضوء يسرق ظلى" للعراقى على حسون لعيبى

الإثنين، 24 أغسطس 2015 05:00 ص
فداحة المعاناة اليومية فى "الضوء يسرق ظلى" للعراقى على حسون لعيبى غلاف الكتاب
كتب شريف إبراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر عن دار "أمل"، فى دمشق مجموعة شعرية بعنوان "الضوء يسرق ظلى" للشاعر والكاتب العراقى على حسون لعيبى، وتحمل المجموعة الشعرية سماتها الخاصة، وهى تحلق بنا نحو الأرجاء البعيدة مبتدئا بنص افتتاحى ينبئ عن فداحة المعاناة اليومية حيث الليلة التى أقفلت أبوابها، ومخاطبا القارئ عن حزنه اليتيم والقمر الفضى الغائب وعن القلب الذى أغشاه حزن شفيف.

يسأل الشاعر على حسون لعيبى فى بداية مجموعته الشعرية "الضوء يسرق ظلى" عن عصفور الحقل قائلا "أين أنت يا عصفور الحقل/ ما عادت الحرب مهنة/ تعال/ ونغلق فوهات البنادق.

لقد نأى الشاعر فى مجموعته عن التقريرية أو اللغة المباشرة وأحسن التعبير عن مكنوناته الشعرية، وهى تلج الخصائص المرعبة للوضع الراهن وهو يسحبنا إلى فوضاه وعبثيته:

لكن الحزن يلازمني/ والموت هنا/ ينام / مستريحا عند أبواب المقابر"، وأيضا جاءت تراكيب نصوصه متوائمة مع حجم الجزع والخيبة ويبرز تعاطفه مع الإنسان الذى حطمه اليأس والوحدة وقسوة الظروف.

ولأننا نعيش على زاد سراب الأمنيات فلقد صدقنا أن بشارة قادمة "هناك مكرمة آتية فى أول حنجرته/ ننتظر وصولها/ لكم منى ملايين الأمنيات"، أو كما فى قصيدة "زمن تتمزق فيه القلوب بلا وجع" التى أدانت الساسة حين أهدروا دماءنا رخيصة "بين مالك مستبد/ وقاتل أحمق/ لا نسمع زقزقة العصافير الصباحية/ لا نسمع سوى/ هدير مدفع، ورصاص مجهول.

ولا جديد حين نقول إن الدور التنويرى للأدب فى تعرية الواقع وكشف علله هى المهمة الأساسية له حين ينحاز للإنسان وحريته وكرامته وتحريره من براثن الجهل والغيبيات. لذا يدعو الشاعر إلى تحرير الإنسان فى زمن تتسارع أحداثه مخلفة ضحايا ونازحين ومغتربين بين جهات الأرض الأربعة.

وفى قصيدة هى رثاء لطفلة بائعة الشاى التى تمزق جسدها أشلاء بفعل الإرهاب الذى يطال الأبرياء فقط "كم أنت رديء أيها الزمن/ أمقت صمتك/ السكاكين تحز رقابنا/ وفضائيات الكون/ تشبع بصور نحرنا.

إنه ينعى صورة الإنسان وهى تتشوه بفعل عوامل التغيير، التى جاءت مع دبابات المحتل، لتضع المصير الإنسانى أمام بوابات جهنم ويغرد الجهل منتصرا حين تسبى النساء وتباع فى أسواق القرن الواحد والعشرين، يقول لعيبى "سبايا الزمن الرخيص/ هل مازلت أيتها السماء/ تزاولين لعبة السحب الهاربة" أو "الشارع العام/ عند أول نخلة منكوبة/ بالحروب.


موضوعات متعلقة..


اليونسكو تدين تدمير دير "مار إليان" فى سوريا









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة