(افتح قلبك مع د.هبة يس.. "وقفة رجالة")

الأربعاء، 26 أغسطس 2015 01:00 م
(افتح قلبك مع د.هبة يس.. "وقفة رجالة") هبة يس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسل (ت) إلى افتح قلبك يقول:
أنا شاب عمرى 28 سنة، كنت مرتبط عاطفيًا بفتاة منذ 15 سنة تقريبًا، نعم لا تتعجبين فقد كانت زميلتى فى المدرسة منذ المرحلة الإعدادية، بدأت العلاقة من طرفها، حينما لمحت لى بأنها معجبة بى، ففرحت طبعًا كأى مراهق فى هذه السن، وإن كنت أخذت من جرأتها ومبادرتها، لكنى استجبت وأصبحنا (مرتبطين) سريعًا، شعرت بأنها تحبنى فعلاً، فقد كانت تصرفاتها تنم عن ذلك طوال الوقت، وكان الكثير من أصدقائى يؤكدون لى ذلك أيضًا، كما أنها كانت ترضى غرورى وإحساسى بنفسى فى هذه المرحلة، لكنى أبدًا لم أشعر بأنى أحبها فعلاً لهذا حاولت التخلص من هذه العلاقة أكثر من مرة، فى بداية المرحلة الثانوية، وفى بداية المرحلة الجامعية، وفى كل مرة كنت أستجمع شجاعتى وأخبرها بأنى لا أريد أن نكمل معًا، فتبكى وتنهار وأضعف أمامها، فنعود كما كنا، حتى كان يوم من أيام الإجازة عندما كنا فى السنة النهائية بالكلية، فاستغليت فرصة أننا لا نرى بعضًا كل يوم كما فى الدراسة، واتصلت بها لأخبرها أنى لا أريد أن أخدع نفسى وأخدعها أكثر من ذلك، وأنى قررت أن أنهى هذه العلاقة، وأغلقت هاتفى ثم اختفيت تمامًا.. لم تران غير فى الدراسة بعدها بحوالى شهرين، حاولت التهرب منها والبقاء فى مجموعة طوال الوقت حتى لا تنفرد بى لكنها وللغريب لم تحاول، بل على العكس شعرت أنها هى نفسها تحاول التهرب منى والابتعاد عنى، ففرحت جدًا وارتحت، وكأن همًا قد انزاح من على صدرى.

كنت فى قمة سعادتى فى هذه السنة، شعرت أخيرًا أنى حر، وأنى ملك نفسي، فقد كانت غيورة جدًاـ وتحاسبنى على النظرة والكلمة بل والنفس، لهذا شعرت أنى ولأول مرة مالك أمرى منذ سنوات طويلة، انشغلت فى البكالوريوس هذا العام، ثم وفقت للعمل بإحدى الشركات بعد تخرجى بفترة قصيرة، فإذا بى أقابل نموذجًا مختلفًا تمامًا عن فتاتى الأولى هناك، عكسها فى كل شىء شكلاً وموضوعًا، وأكثر ما لفت انتباهى لها أنها واثقة فى نفسها جدًا، شعرت أنها من المؤكد لن تكون (خنقة) مثل فتاتى الأولى بكل تأكيد، فمهدت لها رغبتى فى الارتباط بها، تدللت على فى البداية، وشعرت بأن هناك غيرى كثيرين يطلبون ودها، لهذا تأخر ردها علي، لكن عندما لمحت لى بالقبول خطبتها فورًا، بعد حوالى سنتين من العمل ولقائى بها، وصدق إحساسى نحوها، فهى لا تقف إطلاقًا عند (هيافة البنات)، فشعرت أنى وجدت ضالتي، فلا علاقة بالارتباط والخنقة، وممكن أن أكون مرتبطًا وفى نفس الوقت حرًا.

بدأنا مشوار تجهيز الشقة والأثاث والفرح وغيرها، فوجدت نفسى أمام إنسانة صلبة جدًا، لا تلين ولا تتراجع، لا هى ولا أهلها، لا يمكننى القول بأنها طماعة أو أنها تتجاوز الحدود، لكنها تعرف قيمة نفسها جيدًا، لهذا فهى لا تسمح بأى تنازل، ولا تقبل بأى شىء فيما عدا ذلك هى شخصية جيدة جدًا، وبالفعل يحسدنى عليها كثيرون.. لكنى وللعجب أيضًا لم أشعر أنى أحبها بصدق، بل وشعرت بالنفور منها وبرغبة فى الابتعاد بعد أقل من 6 أشهر من ارتباطنا، وأعترف أنه ليس لخطأ منها، وإنما هو مجرد شعور خاص بى أنا.

ما زاد الطين بله أنى قدرًا رأيت صور خطوبة فتاتى الأولى على فيس بوك بعد خطوبتى أنا بفترة، وبعد أن انفصلنا لسنوات، فإذا بها إنسانة أخرى، أنقصت وزنها بشكل واضح، ولم تعد ترتدى النظارة الطبية، وكانت شيك جدًا، قلت ربما ذلك لأنها فى خطوبتها، ولكنى عدت لأتابعها من جديد على فيس بوك، وتأكدت أنها فعلا تغيرت كثيرًا، واضح أن خطيبها له دور فى ذلك، فهو شيك جدًا هو أيضًا، وواضح من الصور أن مستواه المادى مرتفع فقد علمت أنه يعمل بالخارج.

لن تصدقى الندم الذى أنا فيه، أنا نفسى لا أصدق لقد عدت أفكر فى فتاتى الأولى وأتمناها، لم أعد قادرًا على منع نفسى من متابعة أخبارها وصورها يوميًا، بشكل لم أكن أتخيله، وأعود لأسأل نفسى أليست هذه هى التى حاولت التملص منها مرارًا وتكرارًا؟ أليست هى التى تركتها بمحض إرادتك؟، أليست هى التى سعدت بفراقها وببعدها عنك؟.. لماذا كل هذا الإحساس بالحسرة والندم؟، ولماذا لم أعد أشعر بخطيبتى منذ رأيت صورها مجددًا؟، وهل يعنى هذا أنى كنت أحبها دون أن أدرى؟، وهل يعنى هذا أيضًا أنى تسرعت عندما اخترت خطيبتى؟.. والأهم من كل هذا ماذا أفعل؟، هل أكمل فى خطوبتى أم أحاول العودة لفتاتى الأولى أم ماذا؟.

وإليك أقول:


أنت لم تحب هذه ولم تحب تلك يا صديقى، الأولى فرضت نفسها على حياتك ففرحت بوجودها لكن دون أن تشعر بها، ودون رغبة حقيقية منك فى شخصها، وهذا ما كنت صريحًا مع نفسك فيه من البداية، لكن من الواضح أنك شخص يهتم جدًا بالمظاهر، فبمجرد أن اهتمت هذه الفتاة بشكلها بعض الشىء (حليت فى عينيك)، مع إن صدق حبها لك لم يشفع لها عندك من قبل، ولم يجعلك تتراجع عن فكرة التخلص منها.

أما الثانية فواضح أنها شخصية قويةـ ومظهر متميز أيضًا، ما جعلك تشعر بالانبهار بها، وأعتقد أن أكثر ما جذبك لها هو أنها عكس الأولى شكلاً وموضوعًا كما قلت، فأنت لم تكن تبحث عن مواصفات معينة، بقدر ما كنت تبحث عمن هى على النقيض من فتاتك الأولى، كنت تبحث عن الاختلاف ليس إلا، لهذا شعرت بفتور مشاعرك نحوها سريعًا، بعد ما سعيت للارتباط بها لنحو عامين كما قلت.

يؤسفنى أن أخبرك أنك إن بقيت على حالك هذا لن تسعد يومًا، لا مع خطيبتك ولا مع فتاتك الأولى ولا مع غيرهما، لأنك ببساطة لا تعرف ماذا تريد حقيقة، فالخطوة الأولى على الطريق الصحيح الآن هى أن تقف مع نفسك (وقفة رجالة) وتفكر فى المواصفات التى تريدها أنت فعلاً فى شريكة حياتك، لا المواصفات التى يريدها المجتمع, ولا التى يحسدك عليها أصدقاؤك، ولا المواصفات العكسية للشخصية (الخنقة) التى كنت تهرب منها، خذ وقتك وفكر جيدًا حتى وإن تطلب الأمر أيام وأسابيع، ابذل جهدًا فى أن يصبح لديك ولو على الأقل الخطوط العريضة لشريكة حياتك المناسبة لك، استقر على هذا قبل اتخاذ أى خطوة بالنسبة لخطيبتك، فلا تتسرع بتركها لأنها من الممكن جدًا أن تكون هى الأنسب لك فعلاً، ولكنك لا تراها ولا تشعر بها تمامًا كما كنت تفعل مع الأولى، لا تتركها إلا إذا تأكدت أنها ليست هى من تبحث عنها فعلاً وإذا تأكدت فأتركها حتى لا تظلمها أكثر من ذلك معك.

أما بخصوص الأولى فأرجوك انسى أمرها تمامًا، وكفاك ما فعلته بها سابقًا، (سيبها فى حالها) تكمل مستقبلها مع الشخص الذى ربما عوضها الله به، وأحب أن اطمئنك وأؤكد لك أنك أبدًا لم تكن لتسعد مع هذه الإنسانة لو كانت ما زالت معك، حتى وإن كانت تغيرت واهتمت بشكلها هكذا وهى مرتبطة بك، فقد كنت تنظر إليها طوال الوقت على أنها (مفروضة عليك)، وكنت ستظل تشعر بأنك (مغصوب عليها) حتى وإن أصبحت ملكة جمال العالم.. ولكنه الإنسان الذى لا يشعر بقيمة أى شىء إلا بعد فقدانه.

لا تندم على الماضى فهو لم يحدث إلا ليعلمك عن نفسك، ويعرفك كم كنت سطحى التفكير ومأخوذًا بالشكل والمظاهر، الأمور التى يجب أن تتخلص منها أو على الأقل تحد منها إن كنت تريد مستقبلاً أفضل وأكثر استقرارًا.

الصفحة الرسمية للدكتورة هبه يس على الفيس بوك: Dr. Heba Yassin








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة