حكايات «الجنود المجهولين» وراء حفر القناة «اليوم السابع» فى منازل مهندسى قناة السويس بعد إتمام الإنجاز.. محمد سالم: «كنا بنروح البيت صدفة.. والفضل لزوجتى فى صمودى طوال الـ17 شهراً

الجمعة، 07 أغسطس 2015 03:28 م
حكايات «الجنود المجهولين» وراء حفر القناة «اليوم السابع» فى منازل مهندسى قناة السويس بعد إتمام الإنجاز.. محمد سالم: «كنا بنروح البيت صدفة.. والفضل لزوجتى فى صمودى طوال الـ17 شهراً قناة السويس الجديدة
كتبت: أسماء شلبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن العدد اليومى...


حين استدعاهم الوطن، تركوا أسرهم، وأبوا إلا أن يلبوا النداء.. إنهم الجنود المجهولون الذين ندين لهم بالفضل فى حفر القناة الجديدة، إنهم مهندسو وعمال المشروع الذين رسخوا على طول سنة كاملة معانى الوطنية والتفانى فى العمل والإخلاص، ومن أجل مصر وصلوا النهار بالليل، وغادر النوم عيونهم.

المهندس محمد سالم -اليوم السابع -8 -2015
المهندس محمد سالم


«اليوم السابع» تحدثت مع هؤلاء الأبطال، والتقت أسر المهندسين للاستمتاع لقصص العمل، وكيف قضوا السنة الماضية بعيدًا عنهم لتلبية نضال الوطن، ومن هؤلاء المهندس محمد سالم عبدالرحمن المشرف على أعمال التكريك فى المنطقة 5 الكيلو «84-95» المدخل الجنوبى لقناة السويس الجديدة، والذى أكد أنه بدأ العمل مع المهندس وجدى زكى مسؤول إدارة الكركات بقناة السويس الجديدة منذ شهر 5 قبل إعطاء الرئيس إشارة بدء حفر القناة، وذلك من أجل التجهيز للتحضيرات الأولية، وكيفية عمل المشروع.

ويحكى المهندس محمد سالم عن هذه الفترة، قائلا: «كنا فى حالة من الضغط، الوقت قليل وساعات العمل لا تنتهى، والشفيتات مستمرة 24 ساعة، ونحن فى غياب تام عن المنزل والأهل والأقارب».

وأكمل «سالم»: «بعدما أتممنا التعاقد مع الشركات المنفذة للحفر، جاءت المرحلة الأصعب وهى الإشراف على العمل وتنظيم المجهود فى موقع الحفر للقناة، وخلال تلك الفترة كان الفضل كله لزوجتى التى تحملت مجهودًا عصبيًا ونفسيًا غير معقول، خاصة فى شهر رمضان الكريم، الذى لم أستطع رويتها فيه إلا قليلا، حيث كان جميع العاملين من أصغر عامل لأكبر عامل يقضى الشهر فى موقع الحفر، وأحيانا نقوم بالإفطار ونحن نعمل على الكركات».

زوجة المهندس محمد سالم -اليوم السابع -8 -2015
زوجة المهندس محمد سالم


وتابع المهندس العامل فى قناة السويس: «زوجتى عمرها محستتنى إن البيت ناقصة حاجة، كانت قد المسؤولية وهى سبب نجاحى، وفعلا وراء كل رجل ناجح امرأة عظيمة، ورغم توترى وتعبى حاولت دائما أن تجعلنى هادى، وتصبرنى على العمل، وكانت بتقولى «شوف شغلك وربنا هيسر ليك الأمور».

وأشار المهندس إلى أن جميع أفراد أسرته التزموا بالسرية التى كان يتبعها المشاركون فى المشروع، قبل الإعلان عنه بشكل رسمى، بحكم خطورة تفاصيل المشروع، ومساسه بأمن مصر القومى كان يحترمها كل المقربين.

عنايات حسين والدة المهندس محمد سالم -اليوم السابع -8 -2015
عنايات حسين والدة المهندس محمد سالم


وسرد المشرف على أعمال التكريك، أصعب اللحظات التى مرت عليه خلال العمل بالمشروع، ومنها أنه كان يغيب بالشهور عن زيارة والديه، ولكنهما كانا مقدرين للعمل التاريخى الذى يقوم به، كما أن زوجته مرت بوعكة صحية، ورغم ذلك كانت وهى مريضة تقول له: «خليك فى الشغل».

وقالت «دعاء» زوجة المهندس محمد سالم: «كنا مستعدين نتعب مائة سنة عشان خاطر البلد، وزوجى كان مرابط على شط القناة مكنتش بشوفه بالأيام، وكان فى الموقع 24 ساعة، ولما بييجى يدوب ساعة ياكل وبعدها يخرج عشان يلحق يسافر، ويكون فى مقر الشغل فى الوقت المحدد، وكنت بحاول أخبى عليه أى حاجة ممكن تزعجه، لإن كان كفاية ضغط المشروع عليه، وهو وصحابه كانوا بييجوا على نفسهم عشان يسارعوا الزمن، وينفذوا أوامر الرئيس، وزوجى راجل مثالى ولما اتجوزته مكنتش أعرف إنى هتجوز اللى هيبنى القناة».

وتحدثت عنايات حسين محمد، والدة المهندس محمد سالم، قائلة: «أنا فخورة وفرحانة بابنى وزمايله اللى معاه فى مواقع الحفر واللى بيعتبرونى أمهم، وربنا يحمى ولادنا، وخصوصا اللى كانوا مسؤولين عن الجزء الجنوبى ورفعوا راسنا عشان الحلم يبقى».

المهندس عصام وأسرته -اليوم السابع -8 -2015
المهندس عصام وأسرته


ومن جانبه قص المهندس عصام على جودة، المسؤول عن التكريك بمنطقة البحيرات المسؤولة ضمن التحالف البلجيكى الأمريكى، والمتزوج والمقيم فى بورسعيد ويبلغ من العمر 33 عاما، حكايات العرق الذى بذلوه من أجل حفر القناة الجديدة، مؤكدا أنه «بعد اختياره للمشاركة فى المشروع الضخم، أصبح يومه عبارة عن متابعة 24 ساعة، حيث يقوم بتشغيل الكراكات وضخ المياه من الساعة الـ8 صباحا حتى 12 عشرة مساءً، ثم يذهب بعد ذلك للراحة، وخلال هذه الفترة يعد الجدول التخطيطى لثانى يوم».

ويضيف المهندس عصام جودة: «بحكم ظروف الإقامة والسفر كنا نغيب بالأسابيع عن منزلنا، وأحيانا لا أرى بناتى جنى البالغة عامين وتقى البالغة 4 سنوات إلا بالصدفة، ولما بتصل بلاقى بنتى تبكى عشان عايزة تشوفنى، وتقولى أنا زعلانة منك وعايزة أروح الملاهى، وكنت بحاول أصبرها واصبر نفسى، وأنا بحلم إننا نخلص المشروع ويخرج للنور».

واستكمل المهندس المشرف على أعمال التكريك: «خلال فترة المشروع كانت زوجتى متولية المسؤولية بنسبة 95%، وعمرها ما اشتكت ودائما لما أقولها أنا بحمد ربنا إنه وضعنى فى المكان دا، فكانت تقولى وأنا كمان فخورة إنى مراتك، وعمرها مخلتنى أحس بمشاكل البيت، وكانت قد المسؤولية حتى تعب الولاد كانت متكفلة بكل احتياجاتهم وكنت بعرف بالصدفة إنهم تعبانين».

المهندس أحمد وأسرته -اليوم السابع -8 -2015
المهندس أحمد وأسرته


وتحدثت «أسماء» زوجة المهندس عصام عن كواليس عمل زوجها فى القناة ودعمها لها مؤكدة: «من أول يوم عمل ليه فى المشروع وهو كان بيبقى على أعصابه، وكل كام أسبوع لما ينزل أجازة أقول للولاد ادخلوا سلموا عليه يبقوا مش مصدقين، ومن يوم ما اتجوزنا وهو بيقولى نفسى أعمل حاجة لبلدى».

المهندس أحمد جمال أحمد، هو الآخر كان أحد المهندسين المشاركين فى حفر القناة، وكان مسؤول المنطقة الثانية من الكيلو 57 ونصف حتى 67، وتحدث عن الحلم الذى تحقق قائلا: «إنه بتوزيع المسؤولية لكل مهندس عن كل منطقة، ترتب عليه غيابنا طوال الشهور 17 الماضية عن منازلنا، لأن القلق والتوتر والضغط من ضخ وسحب كميات المياه كانت هاجسا بالنسبة لنا.

اليوم السابع -8 -2015









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة