د.خالد عمارة يكتب: خلع مفصل الفخذ فى الأطفال

مفصل الفخذ من المفاصل المستقرة فى الإنسان، حيث إنها تتكون من سطح رأس عظمة الفخذ الذى يشبه نصف الكرة وسطح مفصل الحق فى الحوض، والذى يشبه الفنجان الذى تستقر فيه رأس عظمة الفخذ.

ومن العيوب الخلقية الخطيرة التى تؤثر على المشى والنمو مرض الخلع الخلقى لمفصل الفخذ، وهو أن يكون المفصل غير مستقر فى مكانه، مما يؤثر على ميكانيكية حركة الإنسان، ويؤدى فى المستقبل إلى العرج ثم الألم والخشونة فى الفخذ، والظهر والركبة، فضلا عن القصر فى الطول.

ويتم تشخيص هذه الحالة فى المراحل المبكرة عن طريق الفحص الطبى، حيث يكون مجال حركة مفصل الفخذ أو فتح الفخذ للخارج محدودا بسبب هذا الخلع، كما أن هناك علامات القصر فى الطول وبعض الفحوصات الطبية التى يتقنها أطباء عظام الأطفال وأطباء الأطفال أيضا.

ولكن فى حالات عديدة يكون هناك شك مثل حالات وجود تشوهات خلقية أخرى أو تاريخ مرضى لأمراض الفخذ فى العائلة بخاصة فى الفتيات والطفل الأول، والوضع المقلوب فى الرحم، وفى هذه الحالات يجب عمل أشعة بالموجات فوق الصوتية للتأكد من عدم وجود هذا التشوه الخطير.

وفى الحالات المبكرة يمكن العلاج بالرد المغلق مع استعمال جبيرة أو جبس طبى لعدة أسابيع، لكن مع تأخر العلاج يتحول نمو العظام إلى مسار غير طبيعى، مما يستلزم تدخلا جراحيا لإصلاح التشوه ورد المفصل مكانه، ونسبة نجاح هذه الجراحات عالية، ولكن كلما تمت فى سن مبكرة كلما كان أفضل.

وقبل الجراحة يجب عمل أشعة عادية ومقطعية لتقييم شكل العظام والمفصل والتخطيط الجيد للجراحة، وبعد الجراحة عادة يحتاج الطفل إلى جبس لبعض الوقت ثم يتم استبداله بجبيرة بلاستيكية يتم استعمالها أثناء النوم.

أما الحالات المتأخرة بعد سن 6 سنوات فتكون الجراحة فيها لها مواصفات، خاصة يكون من المتوقع أن يظل هناك نوع من العرج أو الألم رغم إصلاح المفصل، لكن تتم الجراحة فى السن الكبيرة لمنع تدهور الحالة، والحفاظ على باقى المفاصل، وتأخير حدوث خشونة مبكرة والاحتياج إلى جراحات المفاصل الصناعية وما يصاحبها من مشاكل.

أما فى سن الشباب فهناك جراحات مفصل الفخذ التحفظية لتحسين الأمور وتعديل التحميل على رأس عظمة الفخذ، وهذه الجراحات تساعد على إطالة عمر المفصل وتقليل الألم وتأخير الخشونة.

ويجب على الأهل والأطباء عدم التقصير أو التأخير فى علاج هذه الحالات وعمل الجراحات بالأسلوب الصحيح، والوقت المناسب لتفادى معاناة الطفل فيما بعد، وضمان حياة سليمة.