افتح قلبك مع د. هبة يس.. (لغات الحب)

الأربعاء، 16 سبتمبر 2015 02:04 م
افتح قلبك مع د. هبة يس.. (لغات الحب) د. هبة يس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسل ( ح ) إلى افتح قلبك يقول :
أنا زوج يائس.. أحفر فى الصخر منذ أكثر من 10 سنوات، ستسألين أى صخر؟..سأخبرك، إنها زوجتى وبكل أسف، وإليكِ التفاصيل حتى تعرفى بنفسك ما الذى أعانيه.

أنا عمرى 47 سنة، وتزوجت منذ 10 سنوات كما ذكرت سابقا، وكما تلاحظين تزوجت متأخرا، فقد حضر كل أصدقائى فرحى ومعهم زوجاتهم وأولادهم، وكنت أنا آخر من ارتبط فى عائلتى أيضا، لهذا فقد كنت مشتاقا جدا لأن أعيش الحياة الرومانسية الجميلة التى طالما حلمت بها مع شريكة حياتى، خاصة وأن إمكانياتى المادية مرتفعة إلى حد كبير مما لم يجعل لطموحاتى سقف فى حياتى المستقبلية، فقد كنت أخطط للسفر ولاكتشاف العالم مع زوجة المستقبل، ولطالما حلمت بأن نتشارك فى لحظات حلوة كثيرة.

لم أتوان عن التفكير فى كيفية إسعادها وتدليلها منذ أول يوم فى زواجنا، فقد سافرنا فى رحلة عسل أوروبية تنقلنا فيها من بلد لبلد لما يقارب الأسبوعين، وعدنا لتجد هدية جميلة كبيرة فى انتظارها، ودون حتى أن تطلب، وسيارة بسائقها تحت أمرها لتقلها إلى حيث تريد وقتما تشاء، كما كنت حريص على توفير كل الرفاهيات الممكنة فى منزلنا حتى تشعر بالراحة وتتفرغ هى الآخرى لإسعادى والتفكير فى حياتنا معا.

ولأنى كنت دائم السفر فى عملى، ولا أتواجد كثيرا فى البيت، كنت أحب أن نستغل وقت أجازاتى القليلة فى عمل شىء جديد دائما، فمرة نذهب لعمرة، ومرة داخل مصر، ومرة خارجها، وهكذا، ناهيكِ عن كم الهدايا التى كنت أحضرها لها من كل مكان كنت أذهب إليه، بمناسبة وبدون مناسبة، أرجو ألا تظنى أنى أمن عليها أو أعد خيراتى عليها كما يبدو، إطلاقا.. أنا فقط أنقل لك الصورة حتى تعرفى أن حياتنا كان يحسدها عليها الجميع، فقد كانت مرفهة ومتجددة إلى أبعدد الحدود، على عكس حياة كل صديقاتها وقريباتها اللواتى كن يشكون من الضغوط والأعباء والروتين.

وحتى وبعد أن أنجبت طفلانا التوأم بعد عامين من زواجنا، لم أترك ذلك ليقف عائقا أمام انطلاقنا طويلا، فقد كان هناك من يرافقنا دائما ليحمل معها وعنها عبء الطفلين لتتمكن هى من التنقل والتحرك معى بحرية..لكن وبعد كل هذا هل لك أن تتوقعى المقابل الذى كانت تكافئنى به؟.. عكس كل ما كنت أحلم به تماما، فقد كانت دائمة الانتقاد لى والشجار معى، ولأسباب لن تصدقيها، فتارة بسبب ملابسى التى لا أعلقها فى مكانها، وتارة بسبب التكييف الذى يحتاج إلى إصلاح، وتارة أخرى بسبب بالوعة المطبخ دائمة الانسداد!!.. تخيلى !!.

كنت أفاجئها بتذكرتين لحضور حفل رأس السنة فى أرقى الفنادق، فتفاجئنى بأن (الجو برد ومش بتاع خروج) !!، أرتب لها إجازة نقضيها معا فى الساحل مثلا، فتصدنى بأنها تفضل البقاء فى البيت لأنه موعد تجديد الاشتراك السنوى للنادى !!..و هكذا، حتى حطمت لى كل حلم حلمته فى الماضى، فأصبحت أسافر مع أصدقائى، واخرج معهم، وأقضى معهم معظم أوقاتى كالعزاب، كما لم أعد أشترى لها الهدايا كما سبق، ولما أفعل وقد أصبحت تكدسهم فى علبة كبيرة وتغلق عليهم تحت السرير، دون حتى أن تحاول أن تجربهم..انسانة جافة، جاحدة، يصعب إرضاؤها بشكل لا يصدق، وها أنا الآن أرسل لك علك تجدين لى حلا، كيف أتصرف معها وأكمل الحياة من أجل هذين الطفلين؟.

وإليك أقول:
أتعرف ما هى مشكلتك مع زوجتك بالضبط؟..المشكلة أن كل منكما يتحدث بلغة مختلفة تماما لا يفهمها الآخر، وهذا صدقا لا مجازا، فقد اكتشف الباحثون فى مجال العلاقات الزوجية أن هناك ما يسمى بـ(لغات الحب)، وهى الطريقة التى يعبر بها كل منا عن حبه للآخر، ويريد أن يحبه الآخر بها أيضا، وعندما لا نعرف ذلك، وعندما تكون لغات الحب مختلفة لدى شريكى الحياة يصبحون تماما كمن يتحدثان العربية والصينية مثلا، مهما تواصلا، ومهما كانا صادقين فى مشاعرهما لن يفهم أحدهما الآخر، ولن يصل لأيهما أى شعور إيجابى من الآخر.

لكل واحد منا ما يسمى بـ(خزان الحب) الخاص به، وكلما شعر الانسان بأنه راضى لأنه محبوب (بالطريقة التى يريدها ويحتاجها)، كلما امتلأ خزان الحب لديه، وبالتالى أصبح لديه الطاقة والرغبة على أن يحب هو الآخر، وأن يفيض حبا وعطاء على من حوله، والعكس صحيح، فكلما فرغ خزان الحب، كلما انخفضت القدرة على البذل والحب وإسعاد الإخرين، وهذا ما حدث معك انت وزوجتك بالضبط.

وسريعا دعنى أطلعك على لغات الحب الخمسة المتعارف عليها..
فاللغة الأولى تسمى (كلمات التقدير): فالشخص الذى يتحدث هذه اللغة لا يشعر أنه محبوب حقا إلا اذا أسمعه شريك حياته كلمات التقدير والتشجيع والإعجاب، وهو يفعل المثل عادة مع شريك حياته أيضا، فتجده دائما يعبر عن حبه لمن حوله بالإطراء عليهم، وإسماعهم كلمات الإعجاب والفخر والاعتزاز.

واللغة الثانية تسمى ( تكريس الوقت) : وفيها يحب الإنسان عن طريق تكريس وقته لمن يحب، فيقضى معه أكبر وقت ممكن، ويحاول مرافقته لأطول فترة ممكنة، وفى أغلب المناسبات، كما يشعر بالحب أيضا بنفس الطريقة، فهو يدرك كم هو محبوب عندما يرى شريك حياته يريد مرافقته دائما وفى كل مكان، وهذه هى لغتك بكل تأكيد، فكل كلمة فى رسالتك تؤكد على أنك دائما تسعى لقضاء كل وقت متاح مع زوجتك، وتحاول توفير كل فرصة لذلك، لأنك تحب بهذه الطريقة، وتعتقد أنه بذلك سيصلها حبك واهتمامك وصدق مشاعرك.

أما اللغة الثالثة فهى ( الأعمال الخدمية) : وهنا يشعر الشخص أنه محبوب عندما يؤدى له من حوله الخدمات الحياتية اليومية، فالزوجة مثلا تريد من زوجها إصلاح أعطال المنزل، ومساعدتها فى ترتيب المنزل، وربما فى رعاية الأطفال، والزوج يريد من زوجته البيت نظيف، والأطفال مهندمون، والطعام فى موعده، وملابسه مكوية ومرتبة باستمرار.. وهذه هى لغة زوجتك ولا شك، لهذا هى دائمة الشجار معك حول التكييف والبالوعة وملابسك المبعثرة فى كل مكان.

واللغة الرابعة هى (تبادل الهدايا): والتى يحب فيها الشخص عن طريق منح الهدايا فى كل وقت، فالهدية عنده معناها أنى أفكر فيك، وأشغل بالى بك، وأبحث دائما عن ما يناسبك فى كل مكان، وهذه أيضا لغة من لغات حضرتك، لهذا فأنت تعتقد أن مشاعرك بالاهتمام والحب ستصل لزوجتك مباشرة مع كل هدية تحضرها لها من كل بلد تذهب إليه.

أما اللغة الخامسة والأخيرة فتسمى (التواصل الجسدي): والتى فيها يشعر الإنسان بالحب كلما لامس محبوبه، بكل طريقة وبأشكال مختلفة، فالحرمان من لمسة اليد، والحضن ومداعبة الشعر، هو حرمان من الحب لهذا الشخص، لأن تلك هى وسائل توصيله للحب لمن يحب.

لكل منا لغة حب مختلفة يا سيدي، ولا مشكلة فى ذلك، كل المشكلة أننا لا نعرف هذا، ولا نفهم لغات بعضنا البعض، وصدقنى الأمر سهل جدا وقابل للحل جدا بمجرد أن يفهم كل منكما اللغة التى يتحدثها الآخر، فيعطى كل منكما للآخر ما يحتاجه، فيمتلئ خزان الحب لديه، فيصبح قادرا على الحب والتواصل والعطاء من جديد..ليس إلا.

الصفحة الرسمية للدكتورة هبة يس على الفيس بوك:
Dr. Heba Yassin








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة