وزير خارجية السودان: علاقات الخرطوم مع القاهرة فى أفضل وأقوى حالاتها

أكد وزير الخارجية السودانى إبراهيم غندور، عمق ومتانة العلاقات التاريخية والأزلية التى تربط بين شعبى وادى النيل فى مصر والسودان ، مشيرا إلى توجيهات الرئيسين عبد الفتاح السيسى، وعمر البشير، خلال لقائهما الأخير بالعاصمة الصينية (بكين)، للوزراء المعنيين بالدولتين بضرورة المحافظة على تلك العلاقات فى أفضل وأقوى حالاتها.

وأكد المسؤول السودانى فى سياق حوار أجرته معه صحيفة "الرأى العام" السودانية ونشرته اليوم /الثلاثاء/ أن الإرادة السياسية القوية لدى الرئيسين البشير، والسيسى، ستسهم بشكل فاعل فى المضى قدما لدعم وتنمية العلاقات الثنائية بين البلدين فى كافة المجالات، بما يعود بالنفع على مصلحة الشعبين الشقيقين.

ونفى وجود "أزمة مكتومة " فى العلاقات بين القاهرة والخرطوم، مشددا على أن علاقات البلدين فى أفضل حالاتها، مطالبا فى هذا الصدد بضرورة الحرص على فصل قوانين العمل والإدارة فى بعض المؤسسات الإنتاجية والاقتصادية بمصر والسودان، عن عمل وتوجهات القيادة السياسية العليا للبلدين.

وحول علاقات الخرطوم بجوبا ، قال الوزير السوداني، "أنا لا أسمى علاقتنا مع الجنوب بعلاقة المواجهة، لكنها علاقة مدافعة، لذلك أول فرصة سنحت لاستقامة هذه العلاقات فى المبادرة الروسية وافقنا عليها"، مؤكدا دعم بلاده لمبادرات الاتحاد الأفريقى والآلية الأفريقية برئاسة ثابو أمبيكي، لتحسين العلاقات بين السودان وجنوب السودان لللتطلع إلى علاقات طبيعية.

وأضاف أن السودان يطالب بتنفيذ الاتفاقيات التسع التى وقعها الرئيسان، عمر البشير، وسلفاكير ميادريت، موضحا أن أولى هذه الاتفاقيات هو "الخط الصفرى المؤقت " والحدود منزوعة السلاح بين الطرفين، ونقاط العبور العشر، وآليات المراقبة بين الجانبين، لافتا إلى أن جوبا كانت ترفض تنفيذ هذه الاتفاقيات، ووافقت على تنفيذها خلال المباحثات التى تمت فى روسيا مؤخرا، معربا عن أمله أن يكون هناك التزاما بذلك.

وردا على سؤال بشأن علاقات السودان بإثيوبيا، أكد أن علاقات الخرطوم بأديس أبابا فى أفضل حالاتها، ووصف ما يثار مؤخرا حول احتلال أثيوبيا لنحو مليون فدان من أراضى "الفشقة" السودانية على الحدود مع ولاية القضارف، بـ"أنه أمر قديم وليس جديدا"، مشيرا إلى أن هناك لجنة فى الحدود بين البلدين، يفترض أن تعقد خلال الأيام القادمة، وتم تأجيلها بطلب من الجانب الإثيوبي، منوها بأن هناك اتفاقا على موعد جديد.

وحول تواجد قوات "اليوناميد" بدارفور، أكد غندور، أن الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقى بدأتا فى سحب بعض القوات من عدة مناطق بولاية غرب دارفور، على وجه الخصوص، مشيرا إلى أنه تم سحب بعض قوات الشرطة التى ليس لديها مسئوليات فى تلك المنطقة، لافتا إلى أن هناك محاولات من البعض للإبقاء على "اليوناميد " للإيحاء بأن دارفور غير آمنة، لاستخدامها "كعصا" لجلد ظهر السودان متى أرادوا- على حد تعبيره - منوها بأن قوات "اليوناميد ستغادر البلاد يوما ما.

وحول الوضع الليبى ، قال الوزير السودانى ، إن بلاده مع الحوار بين الأطراف الليبية للوصول إلى تفاهم مشترك، مشيرا إلى أنه التقى بوزير خارجية ليبيا خلال زيارته الأخيرة لبكين، وتم الاتفاق على تكرتار اللقاءات للتحاور فى هذا الأمر، معتبرا أن ليبيا بالنسبة للسودان بلد مهم جدا ، مؤكدا أن الأمن فيه والحفاظ عليه يعد أمرا مهما، مشددا على دعم الخرطوم الحوار بين الأطراف الليبية ورفض أى تدخل عسكرى خارجى.