بالصور.. لوحة "قنصوة الغورى" آخر قطعة أثرية شاهدة على "درب الحج" بسيناء.. اللوحة تهدى قوافل الحج المصرى لبداية الطريق الصحيح إلى الأراضى الحجازية.. والهيئة العامة للآثار تقيم حائطا حديديا لحمايتها

الأربعاء، 23 سبتمبر 2015 01:31 م
بالصور.. لوحة "قنصوة الغورى" آخر قطعة أثرية شاهدة على "درب الحج" بسيناء.. اللوحة تهدى قوافل الحج المصرى لبداية الطريق الصحيح إلى الأراضى الحجازية.. والهيئة العامة للآثار تقيم حائطا حديديا لحمايتها لوحة قنصوه الغورى
سيناء - محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحتفظ جبال سيناء حتى يومنا هذا بلوحة قنصوة الغورى، الأثر الباقى من درب الحج الإسلامى القديم الذى كان أحد أهم دروب الحجاج من مصر وغرب أفريقيا، وهى لوحة نقشت عليها نقوش ذيلت بخاتم سلطان المماليك قنصوة الغورى، الأثر يقع فى سفح جبل يحاذى طريق سيناء الأوسط فى نطاق مركز نخل بوسط سيناء.

لوحة سلطان المماليك قنصوه الغورى


وفى تعريفه لهذا الأثر أوضح "محمود حسن الشوربجى" الباحث فى تاريخ وآثار سيناء، أنها لوحة تاريخية قديمة وأثر إسلامى معروف لدرب الحج الإسلامى على طريق "نِخِل - رأس النقب" بوسط سيناء

وتقع لوحة سلطان المماليك قنصوة الغورى فى طريق المسافر من مدينة نخل شمالاً إلى منطقة "رأس النقب" جنوباً منقوشة على تلة صخرية طباشيرية تسمى "تلة البغلة" وعرفت أيضاً بـ"تبة البغلة"، وعرفت قديماً بـ"عراقيب البغلة"، يبلغ ارتفاعها نحو أربعة أمتار محاطة بحواجز حديدية لحمايتها، وهى على مشارف منحدر عميق واسع، وعندها تنكشف البلاد والمناطق تجاه الجنوب للعابرين من شمالها لاستكمال طريق قوافلهم إلى مدينة العقبة ومن ثم إلى الأراضى الحجازية.

أهم الآثار الإسلامية لسلاطين مصر فى درب الحجاج


وأوضح "الشوربجى" أنه من أهم الآثار الإسلامية التى تركها سلاطين مصر فى درب الحجاج المصريين والعرب من بلاد المغرب إلى البلاد الحجازية هى: "النواطير" وهى أول درب الحج المصرى القديم شرق مدينة السويس المعروفة وهى المحطة الأولى فى سيناء، وقد صنعوا فيها ثلاثة عُمد من الحجر الصخرى عالية تبعد كل واحدة عن الأخرى مسافة 5 كم تقريبًا، والغرض منها هداية قوافل الحج المصرى إلى بداية الدرب الصحيح، وعرفت قديمًا بـ "عُمدان النواطير" وليس لها أثراً الآن بعد توقف هذا الدرب فى نهاية القرن الثامنة عشر، واستمر الطريق عامراً بمرور حجاج مصر وأفريقيا حتى عام 1885م حين اتخذت موانئ البحر الأحمر طريقاً بحرياً إلى جدة.

"نقب دَبّة البغلة" وهى اللوحة التأسيسية التى أنشأها سلطان المماليك قنصوة الغورى، والتى تبعد عن النواطير بنحو 170 كم تقريباً بين ممرات صغيرة بين جبال عالية، ولعلها المرحلة الثانية التى تعد نقطة إتصال بين المحطة الأولى - النواطير- والمحطة الثالثة نقب العقبة أو مدينة العقبة ومنها إلى البلاد الحجازية، قيل كان هناك ثلاث صخور طباشيرية منقوش عليها كتابات يرجع تاريخها إلى عهد
المماليك وقد عبثت الأيام والرياح والسكان بصخرتان، ولم يتبقى إلا صخرة واحدة منقوش عليها الآتي:-

"بسم الله الرحمن الرحيم إنا فتحنا لك فتحاً مبينا ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطاً مستقيما وينصرك نصراً عزيراً .. رسم بقطع هذا الجبل المسمى "عراقيب البغلة" ومهّد طرق المسلمين الحجاج لبيت الله تعالى ... وعمار مكة المكرمة والمدينة الشريفة والمناهل عجرود ونخل وقطع الجبل عقبة ايلا وعمار القلعة والآبار وقلعة الازلم والموشحة ومغارب ونبط الفساقى ... وطرق الحاج الشريفة مولانا المقام الشريف والإمام الأعظم سلطان الإسلام والمسلمين ... الملك الأشرف أبو النصر "قنصوه الغوري" نصرهُ الله نصراً عزيزاً ... "

وأما الصخرة الثانية فقد نُقش عليها بأحرف كبيرة : " لمولانا السلطان الملك الأشرف ابو النصر قنصوه الغورى عز نصرهُ " .

من أهم الآثار الإسلامية


هذا وتعد هذه اللوحة من أهم الآثار الإسلامية فى وسط شبه جزيرة سيناء ولعلها من المعالم الشهيرة وأحد المزارات السياحية للعابرين من بلاد الشمال والغرب إلى الجنوب، وقد أنشأت الهيئة العامة للآثار المصرية حائط حديدى لحمايته من الكتابات.

بوابة عبور الحجاج


ويرى الباحث أن موقع الأثر بوابة لعبور الحجاج القادمين من المغرب العربى إلى البلاد الحجازية، والشاهد لهذه التلة من مسافة بعيدة يرى أنها من أصل جبل صخرى طباشيرى واحد وقد شق إلى اثنان، ويخترقها طريقًا واحدًا وهو الطريق الواصل بين "نخل ورأس النقب"، ولم يسلم الأثر أيضاً من كتابات العابرين فى السنوات الماضية من أسماء وتواريخ وتوقيعات تحمل أسماء أصحابها، الأمر الذى تسبب فى إضاعة جمال ورونق الأثر الإسلامى القديم .

وبحسب المصادر القديمة فإن هذا الدرب لم يقتصر فقط على الحجيج وإنما اشتهر أيضاً بالقوافل التجارية المتبادلة بين مصر وبلاد الشرق فى ذلك الوقت، كان الدرب نقطة اتصال ومركز معلومات للأخبار التى تنقلها القوافل من الشرق إلى الغرب وكذلك العكس .

وفى الوقت الحالى اختلفت دروب العبور من أماكن مختلفة وظل هذا المكان هو نقطة العبور من شمال شبه الجزيرة إلى جنوبها وكذلك من غرب شبه الجزيرة إلى شرقها وجنوبها، ولا يوجد طريق آخر للعبور سوى ممرات ضيقة بين الجبال العالية.


اليوم السابع -9 -2015

اليوم السابع -9 -2015

اليوم السابع -9 -2015









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة