أسامة الأزهرى فى خطبة عيد الأضحى.. تطور سمات الشخصية المصرية وكيفية تكوينها.. الله تعالى خص 3 أماكن بالأمان "الجنة والبيت الحرام ومصر".. ويؤكد: الجيش المصرى خير أجناد الأرض وكان للمعتدين بالمرصاد

الخميس، 24 سبتمبر 2015 10:37 ص
أسامة الأزهرى فى خطبة عيد الأضحى.. تطور سمات الشخصية المصرية وكيفية تكوينها.. الله تعالى خص 3 أماكن بالأمان "الجنة والبيت الحرام ومصر".. ويؤكد: الجيش المصرى خير أجناد الأرض وكان للمعتدين بالمرصاد الدكتور أسامة الأزهرى عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر
كتب أيمن رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ركزت خطبة الدكتور أسامة الأزهرى، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، فى صلاة عيد الأضحى المبارك، على ضرورة أخذ العبر والعظات من التاريخ المشرق لأرض الكنانة مصر وربطه بالحاضر، من خلال العمل الجاد الذى يليق بمكانتها التاريخية والعلمية والأدبية والدينية، موضحًا أن تطور سمات الشخصية المصرية التى وصلت لمرحلة الكمال بعد اكتسابها صفتين جعلتها محط أنظار العالم بعدما وصلت للقيادة والريادة.

وأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى خص ثلاث بقاع على الأرض بالأمان وذكر ذلك فى كتابه العزيز "القرآن الكريم" وهى "الجنة، والبيت الحرام، ومصر"، موضحًا أن ذلك يعد تأييدًا إلهيًا يجب الالتفات له، مشددًا على أن الصفات التى ميزت المصريين دفعتهم للعلم والعمل، الأمر الذى ترتب عليه مطامع القوى الخارجية، وتابع: "ولكن جيش مصر خير أجناد الأرض كان للمعتدين بالمرصاد فدحرهم".

واستدل "الأزهرى" بمكانة مصر من خلال الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والعلماء والمؤرخين من بينهم جمال حمدان، والدكتور ميلاد حنة فى كتابه "الأعمدة السبعة للشخصية المصرية"، المؤرخ حسين مؤنس، مشددًا على أن مصر محط الحجاج الأفارقة والمغاربة ومجمع للمسلمين والمسيحيين.

وإلى نص الخطبة

:
الحمد الله رب العالمين الحمد الله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه نحمدك اللهم بالمحامد اللائقة بعظمة ربوبيتك وكمال ألوهيتك ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله اللهم صلى وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.. يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.. الله أكبر الله اكبر الله اكبر لا اله إلا الله .. الله اكبر الله اكبر الله اكبر ولله الحمد ..الله اكبر وكبيره والحمد الله كثيرا وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلا.. لا اله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده واعز جنده وهزم الاحزاب وحده لا شئ قبله ولا شئ بعده ندعوه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ..اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وعلى أصحاب سيدنا محمد وعلى ازواج سيدنا محمد وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليم كثيرًا..ثم أم بعد
قال الله تعالى "وَأَذِّنْ فِى النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ"، فبين الله سبحانه وتعالى فى هذه الآية الكريمة الممجدة أن الحج يشتمل على المنافع الدينية والدنيوية والتعبدية والأخلاقية والمنافع الاجتماعية والاقتصادية والمنافع العرفانية والعمرانية ولقد كانت الديار المصرية لها مع موسم الحج تاريخ عريق اسهم فى صناعة الإنسان المصرى على نحو رحيب واسع الأفق وذلك ان الحجاج فى القارة الافريقية كلها لا تكاد تقترب أيام الحج وتلوح فى الافق إلا وسائر حجاج بيت الله الحرام من العمق الافريقى الكريم تمر عليهم الليالى والأيام والأسابيع والشهور وآمالهم وخواطرهم وأحلامهم متعلقة ببيت الله الحرام لكن كيف السبيل إلى الحرم الشريف إنها مصر إنها القاهرة فاذا بقلوب الحجيج قد تعلقت ببلوغ قاهرة المعز وبحط الرحال فى رحاب الكنانة الطاهرة حتى يقوموا بصحبة محمل الحج الذى يخرج من القاهرة إلى البلد الحرام وقد اندمج واندرج فيه الحجيج من المغاربة والافارقة جميعاً.

صفحات مجيدة من تاريخ مصر كانت تفيض فيها الدروب والطرق والمسالك من اعماق القارة لينصب الحجيج جميعاً فى ارض القاهرة فى الكنانة .. فقى كنانة الله فى أرضه .. حيث كان يأتى وفد الحج المغربى ليخرج من مدينة فاس او مراكش وربما كان وفد الحجيج المغربى يشتمل على 50 الف من الحجاج أو زيادة فلا يزالون يسيرون حتى يحطوا رحالهم فى القاهرة ليقموا فيها أيام واسابيع وشهوراً أمنين ينتظرون انطلاق وفد الحج المصرى ليصحبوه.

وأما بلاد السنغال والنيجر وتشاد ومالى والسودان ونيجيريا وغير ذلك من بلاد القارة الإفريقية السمراء الكريمة فقد كانوا يسلوكون طريقاً عريقاً يخترق قلب القاهرة ويعرف بطريق الحج الإفريقى وربما وضعوا رحالهم فى مدينة قوص فى صعيد مصر حيث كانت عاصمة الصعيد على مدى قرون ليعرجو مع النيل شمالاً حتى يلتئموا مع وفد الحجاج المغاربة وينتظرون ان يخرج حجيج مصر وقد حملوا معهم المحمل الشريف كسوة الكعبة المباركة.

كان الإنسان المصرى الكريم يرقب هذا المشهد أمام عينيه ليعرف قيمة وطنه وبلده وأنها مطمح الآمال وملتقى الشعوب وانها مجمع الحضارات ينزلوا فيها ضيوف مصر الكرام واذ بالإنسان المصرى قد ازداد ثقة فى نفسه وإدراكا لقيمة وطنه ونهض لتشغيل وطنه لأكرام ضيوفه وسار بذلك الإنسان المصرى واسع الأفق رحيب الصدر لا ينغلق على نفسه ولا يكفر البشر ولا يتخذ منحى من الدين يفيض بالتشدد بل هو سعة ورحابة وافق واسع واما من لم يكن يأتى إلى مصر لإدراك وفد الحجيج المصرى فقد كان يقصدها على مقصد آخر شريف وهو الازهر الشريف صانه الله حيث كانت الأمم والشعوب والحضارات والثقافات تلقى إلى مصر فلزات اكبادها من بلاد الملايو والهند والصين وحضر موت اليمن والعراق والشام والحرمين الشريفين ..فمن لا ينزل إلى أرض مصر لإدراك وفد الحج فأنه كان ينزل إليها ليتعلم فى الأزهر الشريف فصارات أرض مصر جاذبة للخيار والأكرام من ابناء الأمم ثم أن مصر مقصداً لأهل الإسلام فقد أذ قصدتها السيدة العذراء البتول مريم بنت عليها صلاة الله وتسليماته وبين يديها نبى الله وكلمته سيدنا عيسى بن مريم عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام.

فصارت مصر مجمع للمسلمين والمسيحيين يجتمع الجميع فيها على كامل التقدير والتوقير لهذا الوطن وليس هذا بتاريخ نتغنى به فأن من تغنى بالتاريخ وعجز عن صناعة الحاضر كان عجزه مضاعف انما هو مفتاح لإعادة إحياء طريق الحج القديم كما نهضت الصين بإحياء طريق الحرير بالتعاون مع منظمة اليونسكو حيث كان الطريق 186 مدينة تعمر فيها التجارة وتروج فيها الاقتصاد والنظر البعيد يفضى إلى إحياء شذرات من ذلك التاريخ تصنع الحاضر والمستقبل كانت طرق الحج التى تفضى على القاهرة تعمر بها التجارات ويستفيض بها العمران ويمتزج بها الناس.

الذى يعنينى من هذا كان له اعمق الأثر فى صناعة شخصية الإنسان المصرى حيث كان الإنسان المصرى يتميز بعد من الخصائص رصدها العلماء والباحثون كالعبقرى جمال حمدان والدكتور ميلاد حنة فى كتابه "الأعمدة السبعة للشخصية المصرية" وعدد من الدارسين ..كان الإنسان المصرى متدين عميق التدين دائم الأرتباط بالسماء شديد التعلق بالغيب كريم اليقين فى الآخرة يأخذ من الدين مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم ويصنع به الحضارة، كان إنسان متدين ثم راء أن التدين يجتنب له أبناء الأزهر ويجمع له الاشقاء من أفريقيا فانتقل من ممارسة التدين إلى السمة الثانية من شخصية الإنسان المصرى ل وهى سعة الأفق ليستوعب الجميع ويكرمهم.

فلما أن قام بالتدين واتسع بالتدين نهض بتشغيل وطنه لإكرام اضيافه فظهرت السمة الثالثة لشخصية الإنسان المصرى وهو أنه إنسان معمر شغوف بالعمران قائم بالأعمال والتجارة تجارته رابحه واقتصاده متحرك وافقه واسع فلما ان تدين واتسع افقه وقام بالعمران طمعت بعض الأمم فى إرادته فسعت للعدوان عليه فجرد جيش كريماً هو خير اجناد الأرض فسبتت شخصية الإنسان المصرى فصار إنسان قوياً فبرزت السمة الرابعة وهى أنه إنسان قوى الإرادة قوى العلم والمعرفة قوى القلب واليقين لا يعتريه يأس ولا إحباط ولا حزن قادر على إعادة البناء ويخرج من كل نازلة تنزل به أشد صلابة إنسان متدين إنسان واسع الافق إنسان معمر إنسان قوى فتبلورت من ذلك صفته الكبرى وهى أنه إنسان رائد وقائد يعرف قيمة نفسه وعنده الإدراك بمقدار وطنه ومنزلته بين الأوطان والامم ..قائد ورائد.

ثم السمة التى بعدها أنه إنسان محب للعلم ولاإبداع دائم العكوف على المعرفة يصنع العلم يمهد مدارسه يصنع العقول العبقرية يخرج منه العباقرة على كل أنحاء الدنيا لينيروا الكون بالعلم والمعرفة والبصيرة ثم هو إنسان يقدم الخير للإنسانية ثم هو إنسان وطنى عميق الإنتماء لهذه الأرض الطبية فنتج من ذلك أنه صار إنسان متوازن متوسط وربما على هذه المعالم العريقة من شخصيته ما ينزل بها أو يعرضه للتصحر والتجريف إلا أن الإنسان المصرى من اجل خصائصه أن شخصيته متجددة وان همته متجددة.

أيها السادة الحضور الكرام فى عيد الأضحى المبارك وقد لهج الحجيج بالتكبير والتسبيح والتمجيد وأفاض الله تعالى الأمان عليهم بسر قوله سبحانه وتعالى فى بيته الحرام ومن داخله كان آمناً اعلموا ايها السادة الكرام ان الله تعالى بقاع ثلاثة فى القرآن بالامان لا رابع لها اولها الجنة ادخلوها بسلام آمنين وثانيها فى الحرم الشريف فى قوله تعالى ومن دخله كان آمناً وثالثة أرض الكنانة مصر فى قوله جل جلاله ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين رباط وضمان الهى زين الله به أرض الكنانة وحفظ الله به مواطن التجدد فى هذا البلد واختم الخطبة الأولى بكلمة جليلة طالما هزت وجدانى لمؤرخ مصر الكبير الدكتور حسين مؤنس رحمه الله قال : "كان المصريون يقولون أن مصر أم الدنيا حقيقة كبرى يقولونها ولا يدركون مغزاها.. نعم هى أم الدنيا بل هى الدنيا ولو عرف كل مصرى قدر مصر لما كفاه أن يعمل من أجلها بيديه وأسنانه وعقله 20 ساعة فى اليوم وبهذا يكون المصرى جدير بمصر"، اقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم وادعو ربكم.

الخطبة الثانية


الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه الله
الله اكبر الله اكبر الله اكبر لا اله إلا الله .. الله اكبر الله اكبر الله اكبر ولله الحمد ..الله اكبر وكبيره والحمد الله كثيرا وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلا.. اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا ومولانى محمد وعلى آله واصحابه وذريته وسلم تسليماً كثيراً ثم أم بعد..
ايها السادة الكرام اتوجه إلى فخامة الرئيس بخالص التهانى بعيد الاضحى المبارك سائل الحق سبحانه وتعالى ان يرزقه كما التوفيق فى مساعيه فى رفعة شأن مصر ثم إلى حضاراتكم جميعاً ثم شعب مصر العظيم إلى الامتين العربية والإسلامية ثم على البشرية كلها والإنسانية كلها فى يوم كريم مجيد جعل الله سبحانه وتعالى الرحمات تصب فيه صباً على حجاج بيته الحرام فنسالك اللهم فى يوم عيد الأضحى المبارك وقد جعلته يوماً كريماً مجيداً تتجلى فيه على عبادك وتفيض فيه على قلوبهم المسرة والبهجة والسرور نسألك اللهم ان تقسم لنا جميعاً بالحظ الأوفر والنصيب الاكبر مما افضته على حجاج بيتك الحرام من الرحمة والمغفرة والنور والبصيرة والعلم والحكمة والفتح والولاية والأمان ونسألك اللهم ان تحفظ مصر بحفظك الجميل.

اللهم احفظ مصر بحفظك الجميل اللهم انزل السكينة على مصر وأهلها واجمع من شمل اهلها ما تفرق وافتح لهم بركات من السماء والأرض ..اللهم نسالك ان تديم فى أرض مصر العافية والامان والهدى والعلم والحكمة والبصيرة ..اللهم انك علمتنا وعودتنا ان مصر بلد كريم عليك من اكرمها اكرمته ومن ارادها بسوء قسمته ..اللهم ادم فى مصر عافيتك وامانك وانزل فيها بركتك ورحمتك وجعلنا يا مولانى من ارحم الأمة بالامة ومن انفع الأمة للأمة ومن اهدى الأمة اللأمة ومن ابرك الأمة على الامة ..ورد حجاج بيتك الحرام إلى اهلهم سالمين غارمين بذنب مغفور وعطاء واجور وبصيرة ونور .. ونسألك اللهم ان تقسم مثل ذلك لآبائنا وأمهاتنا وأرحامنا وأقاربنا وذريتنا ومشايخنا ومن اوصانى ومن له حق علينا ..وأدم يا مولانى السرور والعافية فىأرض مصر واجعل ايامها جميعاً اعياد وسرور وحبوراً وفتح وتوفيق ونصر وأمان وعافية وحفظ .. وصلى الله على سيدنا ومولانى محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليم كثيراً وكل عام وحضارتكم بخير.


موضوعات متعلقة..


- بالفيديو والصور..الرئيس وكبار رجال الدولة يؤدون صلاة عيد الأضحى بمسجد المشير طنطاوى..رئيس الوزراء وشيخ الأزهر ورئيس الأركان والمفتى بمقدمة الصفوف..وأسامة الأزهرى:مصر دائما موطن الحجاج بالعمق الأفريقى








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة