"اليوم السابع" يحاور والد محمد الدرة فى الذكرى الـ15 لاستشهاده.. جمال: انقلاب حماس فتت قضية فلسطين.. بدون مصر لن تكون هناك أمة عربية.. ومستعد لفتح قبر ابنى أمام العالم لكشف أكاذيب إسرائيل بأنه حى

الأربعاء، 30 سبتمبر 2015 05:30 م
"اليوم السابع" يحاور والد محمد الدرة فى الذكرى الـ15 لاستشهاده.. جمال: انقلاب حماس فتت قضية فلسطين.. بدون مصر لن تكون هناك أمة عربية.. ومستعد لفتح قبر ابنى أمام العالم لكشف أكاذيب إسرائيل بأنه حى حادث محمد الدرة
حوار - أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد جمال الدرة، والد الشهيد الفلسطينى محمد الدرة الذى استشهد على يد قوات الاحتلال الإسرائيلى فى الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، «أن مصر هى الأم، وبدونها لن تكون هناك أمة عربية، وموقفها شعبا وحكومة من القضية الفلسطينية مشرف جدا»، مناشدا الدول العربية والإسلامية بأن تستعيد عافيتها.

ورأى والد الشهيد محمد الدرة، فى حوار خاص لـ«اليوم السابع» فى الذكرى الخامسة عشرة لاستشهاد نجله محمد على أيدى القوات الإسرائيلية، «أن دخول حركة حماس المعركة السياسية، وخوضها الانتخابات، أحدث تغييرًا فى مسار القضية الفلسطينية بشكل سلبى جدا»،

وإلى نص الحوار

.

بعد مرور 15 عاما على اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.. ما تقييمك للوضع الفلسطينى الآن؟


- فى البداية، استشهاد نجلى محمد كان فى 30 سبتمبر 2000، وصورته التى بثت قنوات العالم عبر شاشاتها مباشرة وحدت الأمة العربية والإسلامية، وانتفضت أمتنا العربية ليس من أجل محمد الدرة فقط، بل من أجل كل أبناء الشعب الفلسطينى، فهناك العشرت مثل محمد، وإسرائيل معنية بقتل كل أطفالنا، وسقطت منهم أعداد كبيرة جدا شهداء جراء الاستهداف الإسرائيلى، والحقيقة أن دخول حركة حماس المعركة السياسية وخوضها الانتخابات بعد ذلك فأحدث تغييرًا فى مسار القضية الفلسطينية بشكل سلبى جدا، حيث تم تفتيت القضية، بسبب الانقلاب الذى حدث فى غزة وسقوط العديد من الشهداء نتيجة الاقتتال، وبالتالى فالقضية الفلسطينية الآن فى أسوأ أحوالها.

منذ 15 عاما اندلعت الانتفاضة بسبب اقتحام الأقصى.. واليوم ينتهك المسجد وسط صمت عربى؟


- عقب الاقتحامات الأخيرة لساحات المسجد الأقصى لم يكن هناك أى حراك بين الشعوب العربية كردة فعل لما حدث، فالمشكلة أن غالبية الدول العربية تعانى حروبا ودمارا.

وللأسف، بعض الدول العربية موقفها ردىء جدا، فقد استطاع الكيان الصهيونى أن يزرع نزاعا عربيا عربيا داخل بلادنا العربية لتفتيتها، وبدأ مخطط تدمير استهداف الجيوش العربية مع اجتياح العراق، ونجح مخطط إسرائيل فى القضاء على الجيش العراقى، أما جيش سوريا فيعيش أوقات عصيبة جدا، وهو ما دفع وزيرة العدل الإسرائيلية للتصريح منذ عدة أيام بضرورة ضم الجولان رسميا إلى إسرائيل.
فغالبية الدول العربية تعانى من الإرهاب والتدمير والحرب، بداية من سوريا واليمن وليبيا مرورا بما يحدث فى سيناء من عمليات إرهابية، إضافة لما يحدث فى العراق الذى يخوض حربا شرسة، فمن تبقى من العرب إذن؟!

كيف ترى موقف مصر من القضية الفلسطينية؟


- مصر هى الأم، وبدونها لن تكون هناك أمة عربية، فموقف مصر وشعبها مشرف جدا من القضية الفلسطينية، فالجندى المصرى هو خير أجناد الأرض، وأتمنى أن تتعافى مصر، وأن يعم الأمن والأمان بها، حتى تتمكن جميع دولنا العربية والإسلامية من استعادة عافيتها، كما أتمنى أن تنتهى مظاهر الأسلمة، وتواجد من هم بعيدون عن الإسلام ويقومون بقتل أبناء أمتهم، أقولها بكل فخر واعتزاز «مصر هى أمنا كشعب عربى وأم الأمة العربية وبدونها لا توجد أمة ولا قرار».

بعد الانقسام بين حركتى فتح وحماس.. هل ترى أن دماء محمد وشهداء فلسطين ذهبت سدى؟


- دماء الشهداء لن تضيع هَدرًا مهما طال الزمن أو قَصُر، فدماء الشهداء هى النور الذى ينير دربنا فى النضال، ويزيد تصميمنا على النضال ضد إسرائيل كى ننال حريتنا، وللأسف الانقلاب الذى حدث فى غزة هو من شتت القضية الفلسطينية، فغزة أصبحت مستقلة وكذا الضفة الغربية، وهناك ما يقرب من مليون ونصف فلسطينى يعيشون تحت راية حكومة، وباقى الشعب فى الضفة يعيش تحت راية حكومة أخرى، وهذا عار علينا كفلسطينيين، وأناشد كل الفلسطينيين، وبالأخص حماس وفتح، بأن يتحدوا من أجل القضية وليس من أجل مصالح شخصية أو حزبية، فالوطن أغلى من الجميع.

صف لنا يوم استشهاد محمد الدرة وحتى مقتله على أيدى الجيش الإسرائيلى؟


- ويوم استشهاد محمد كان 30 سبتمبر 2000 ويعد هذا اليوم بمثابة بداية اندلاع شرارة الانتفاضة الفلسطينية، فقد كنت متوجها يرافقنى محمد إلى سوق السيارات فى غزة كى نشترى سيارة جديدة تتسع لكل أفراد العائلة، وكان هذا مطلب محمد، اصطحبت نجلى الصغير وتحركنا من مخيم البريج وسط قطاع غزة، ومررنا عبر المفترق إلى مدينة غزة، وللأسف لم نجد السيارة التى كنا نرغب فى شرائها، وفى طريق عودتى كان الشارع مغلقا بمتاريس حجارة أمام الموقع العسكرى الإسرائيلى، وكان الشباب الفلسطينى يقذفونهم بالحجارة، فالسائق لم يستطع الدخول عبر المفترق، ونزلت من السيارة وأخذت طريق التفافى فى المنطقة الشرقية بعيدا عن طريق صلاح الدين الذى يصل غزة ببعضها بدءا من معبر رفح لبيت حانون، أخذت طريق المطار وابتعدت عن الموقع العسكرى كى أدخل من المفترق وأعود للبيت. والتفت ناحية الشرق، ثم التفت نحو المفترق، وقبيل وصولى للمفترق بثوانٍ وبرفقتى محمد، تم إطلاق النار علينا بشكل لا يستوعبه العقل البشرى فقد كان مثل زخات المطر.

لم يكن أمامى سوى الاختباء خلف برميل أسمنتى وضع فوقه حجر، وتم محاصرتنا وإطلاق النار علينا وحاولت حماية ابنى لكن قضاء الله وقدره كان أكبر منى ومن نجلى الذى سألنى: لماذا يطلقون علينا النار؟.. وأصيب بعدها بطلق فى ركبته بقدمه اليمنى، وصرخ «أصابونى الكلاب..أصابونى الكلاب.. أصابونى الكلاب».

وقمت بإجراء اتصال مع زوج أختى وهو يعمل صحفيا، وطلبت منه أن يحضر عربة إسعاف على المفترق، واستمر إطلاق النار بشكل كثيف وقد حاولت حماية محمد، وكنت أتلقى طلقات الرصاص بيدى وقدمى وبكل السبل كى أحمى محمد. وناشدتهم أن يتوقفوا عن إطلاق النيران لكنهم أصروا على قتل نجلى، فاستشهد محمد برصاصة فى القلب، وأصبت أنا فى منطقة الحوض وفى يدى، وكانت حالتى سيئة للغاية.

وعلمت بعد ذلك أن المدة التى كان يطلق علينا فيها النار قاربت الـ45 دقيقة، وهى موثقة فى القناة الثانية الفرنسية التى وثقت ما حدث بواسطة صحفى فلسطينى يعمل لديها.

رئيس الوزراء نتانياهو ووزير الدفاع الإسرائيلى السابق موشيه يعلون صرحا أن محمد الدرة لم يستشهد وهو حى يرزق.. ما تعليقك؟


- كل عام إسرائيل تحاول الترويج لكذبة جديدة حول استشهاد محمد، ففى بداية الأحداث وقبل نشر الصور عبر التليفزيون اعترفت إسرائيل على الفور بأنها قتلت محمد الدرة وأصابت والده، وعندما تم نشر فيديو مقتل محمد عقب سماح الرئيس جاك شيراك لكل المحطات التليفزيونية بأن تنقله مجانا، وجدت إسرائيل غضبا عربيا وإسلاميا عارما فى الدول العربية الإسلامية.

ونشرت إسرائيل صورتى أنا محمد وادعت بأننا يهود وقتلنا الجانب الفلسطينى بدم بارد، وهو ما اكتشفه مسؤول ملف القدس وأكد للعالم أن محمد الدرة فلسطينى ووالده من غزة، ثم ادعت إسرائيل أن الشريط المصور من قبل القناة الفرنسية مفبرك وأنها تمثيلية، وأن محمد حى وأننى لم أصاب.

وفى محاولة أخرى، وعقب مرور 14 عاما على استشهاد محمد. صرح مكتب نتانياهو بأن محمد الدرة حى يرزق ويشترى الخضار لوالديه من أسواق غزة، وخرجت وقتها عبر وسائل الإعلام، وقلت لهم إننى جاهز لفتح قبر محمد أمام لجنة دولية يشملها عرب مقابل أن تلتزم إسرائيل بنتائج هذه اللجنة، وإلى الآن لم ترد إسرائيل على هذا المطلب.

فى الذكرى الـ15 للانتفاضة ما رسالتك للدول العربية عامة؟


- رسالتى للأمة العربية بأن تفيق، لأن كل ما يجرى فى أمتنا هو مخطط صهيونى لتفتيت بلادنا بأيدينا بدعم صهيونى أمريكى، كى يتحقق حلم إسرائيل من النيل للفرات، وأتمنى أن تتعافى أوطاننا لأن عدونا الأساسى والرئيسى هو الكيان الصهيونى.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة