وكانت النيابة الإدارية بالمطرية بمحافظة الدقهلية قد فتحت تحقيقا موسعا حول ما سبق نشره بالموقع الإلكترونى لجريدة "اليوم السابع" يوم 18/1/2015، والعدد الورقى بتاريخ 19/1/2015، تحت عنوان "وفاة طالب داخل مستشفى بالدقهلية بسبب عدم وجود أكياس دم".
وكشفت التحقيقات فى القضية رقم 401/2015 عن أن الشاب يوسف برهام حماد، 17 سنة طالب، وصل إلى مستشفى الجمالية يوم 15/1/2015 الساعة السادسة والنصف مساء مصاب حادث، والتشخيص المبدئى اشتباه ما بعد الارتجاج ونزيف داخلى وخدوش وسحجات متفرقة بالوجه والجسم، حيث استقبلها طبيب الطوارئ المقيم وأثبت عدم اكتمال درجة الوعى ووجود آلام حادة وتورم بالبطن وسحجات بالوجه والبطن على التذكرة الخاصة بالحالة، وحدد الإجراءات العلاجية التى اتخذها وقام بإجراء الإسعافات الأولية بتركيب اثنين أنبوب وريدى (كانيولا)، وأعطاه 1500 سم من محلول رينجر بسبب النزيف الداخلى وانخفاض ضغط الدم.
كما أعطاه محلول (هيستريل) وهو أحد بدائل الدم، وطلب تحديد فصيلة دمه من جانب الممرضة المسئولة عن بنك الدم بالمستشفى وتبين أنها (O-) ولا توجد منها أى كميات بالمستشفى، حيث أجرى اتصالا تيلفونيا بالدكتور استشارى الجراحة بالمستشفى، إلا أنه رفض الحضور رغم كونه نوبتجى الجراحة فى ذلك اليوم، وطلب من طبيب الطوارئ تحويل الحالة لمستشفى آخر.
ثم أجرى اتصالاً تليفونياً بالدكتور أخصائى الأشعة لإجراء أشعة فوق صوتية وتليفزونية للحالة، إلا أنه لم يرد وتبين تغيبه عن العمل بالنوبتجية المكلف بها فى ذلك اليوم، فقام بالاتصال بالنائب الإدارى بالمستشفى للتصرف، والتى بدورها أجرت اتصالا بمدير المستشفى فطلب تحويل الحالة لمستشفى المنزلة فاتصل بإسعاف الجمالية لنقلها لمستشفى المنزلة وطلب التنسيق مع المستشفى الأخير تمهيداً لنقل الحالة، فأخبروه بعدم وجود دم من الفصيلة المعنية ولدى استكمال الإسعافات تم إبلاغه من المستشفى المذكور بإمكانية توفير كيس دم (O-) فتم تحويل الحالة رفقة طبيب الطوارئ وتم استقبالها بمستشفى المنزلة، ودخلت الإفاقة إلا أنها توفيت فى الحال ولم تفلح محاولات الإنعاش القلبى الرئوى، وأن تقرير مفتش الصحة جاء به أن سبب الوفاة كسر بقاع الجمجمة ونزيف بالبطن والمخ.
وتبين من التحقيقات أن استشارى الجراحة بالمستشفى بالاشتراك مع وكيل المستشفى، قام باصطناع تذكرة علاجية مزورة عندما تم اكتشاف الواقعة، أثبت فيها على خلاف الحقيقه أنه كان متواجدا بالمستشفى وناظر الحالة التغطية على تخلفه عن نوبتجيته المكلف بها فى ذلك اليوم، وعدم استجابته لطلب حضوره من قبل طبيب الطوارئ رغم خطورة الحالة.
وأسندت النيابة إلى استشارى الجراحة، أنه تخلف عن نوبتاجية يوم 15/1/2015 ولم يستجب لنداء المسئولين بالمستشفى لمناظرة المصاب يوسف برهامى يوسف واتخاذ القرار المناسب بشأن حالته مما كان من شأنه تعرضه لمضاعفات أودت بحياته على النحو الوارد بالأوراق، كما ارتكب تزويراً فى الأوراق الرسمية بإضافة بيانات على تذكرة المصاب المذكور سلفاً تفيد على خلاف الحقيقة تعامله مع الحالة بقصد ستر ما أسند إليه بالبند الأول وذلك على النحو الوارد بالأوراق.
وأن استشارى الأشعة، تخلف عن نوباتجية يوم 15/1/2015 ولم يستجب لنداء المسئولين بالمستشفى لإجراء الأشعة اللازمة لحالة المصاب يوسف برهام يوسف مما أدى إلى عدم اتخاذ القرار الطبى المناسب بشأنه وتعرضه لمضاعفات أدت إلى وفاته، وأن الطبيب المقيم ارتكب تزويراً بالأوراق الرسمية باصطناع تذكرة للحالة المذكورة سلفاً على غرار التذكرة الأصلية بالمخالفة للحقيقة بناء على أوامر المتهم الرابع، وأن وكيل المستشفى أصدر أمراً كتابياً للمتهم الثالث لارتكاب التزوير المشار إليه سلفاً.
موضوعات متعلقة..
إحالة 5 أطباء وعامل بمستشفى الجمالية للمحاكمة لارتكابهم مخالفات إدارية
