"افتح قلبك مع د. هبة يس".. وحيدة وسط الزحام

الأربعاء، 09 سبتمبر 2015 01:00 م
"افتح قلبك مع د. هبة يس".. وحيدة وسط الزحام الدكتورة هبة يس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسلت (...) إلى افتح قلبك تقول:

أنا شابة عمرى 24 سنة, مشكلتى أنى أفتقد إلى الحب بشدة فى حياتي, لم أشعر أبدا من قبل بأن هناك من يحبنى أنا أو يهتم بى بشكل شخصي, أنا اصغر أخواتي, والدى طوال الوقت لم يكن يهتم إلا بعمله ثم الأكل و النوم,وبعد المعاش أصبح شغله الشاغل القهوة والأكل و النوم أيضا, و أمى لا اذكر لها إلا أننا دائما فى شجار و مشاكل مع بعضنا البعض, منذ طفولتى وأنا لا اشعر منها بأى حنان, لا كلمة حلوة ولا مشاعر طيبة,حتى أنى لا اذكر أنها احتضنتى من قبل !!!.

لى خالة ليست بالشخصية الجيدة, فبشهادة الجميع هى إنسانة طماعة و أنانية وكاذبة, لا تحب الخير لأحد إطلاقا, و المشكلة الكبرى أنى أشبه خالتى هذه فى الشكل, مما جعل الجميع يلصق بى تهمة أنى أشبهها أيضا فى الطباع, فبدأوا جميعا _ أمى و أبى و إخوتي_ يعاملوننى على أنى هي, حتى أنهم ينادوننى باسمها كثيرا, و كلما صدر منى موقف يعايروننى بأنى مثلها, و أنى لا بد و أن أكون مخطئة و آثمة كما يصفونها دائما.

أمى لا تتحدث معى تقريبا, حتى إن لاحظت أنى صامتة و أن لدى مشكلة تذهب لتسأل أختى (هى مالها؟) , فإذا ردت أختى (اسأليها) تقول لها أنا لا اسأل أحدا, إذا أرادت هى الكلام أنا موجودة... فاعتدت أن اكتم كل مشاعرى بداخلى يوما بعد يوم, لا أتحدث مع أحد و لا أشرك أحدا فى أمري, إلا أختى الأكبر منى مباشرة, فهى الوحيدة التى أستطيع أن أتناقش معها فيما يخص مشاكل أبى و أمي, أو مشاكل بيتنا, أو المشاكل العامة, أما شئونى الخاصة فلا أحد يعرف عنها شيئا مطلقا, حتى صديقاتى لا أطلع أى منهن على ما بداخلي, حتى أنهم يطلقون على (الغامضة).

المشكلة أنى أتوق إلى الحب , و هنا أقصد الحب بجميع أشكاله, فأنا أحلم بمن أستطيع أن أتحدث معه و أثق به, وأفضفض معه, كما أنى كأى فتاة أتمنى أن أجد من يحبنى أنا و يهتم بأمري, يتعب لتعبى و يفرح لفرحي, لكن كيف سيحدث هذا و أنا شخصية خجولة جدا, أخشى على نفسى من خوض أى تجربة, وأقول فى نفسى كيف سأجد من يحبنى إذا كان أهلى نفسهم لم يحبوني؟؟؟.

أصبحت أبدو للجميع كأنى إنسانة صلبة جافة, لا تهتم بأى مشاعر, بالرغم من أنى على العكس تماما من الداخل, اشعر أنى رومانسية و عاطفية إلى أقصى درجة, بل و ضعيفة جدا أمام أى مشاعر أو كلمة حلوة.

أنا الآن أعانى أشد حالات الكبت, حتى أنى أصبحت أفكر فى الأمور الجنسية كثيرا, اعذرينى على هذا, لكنى أصبحت أفكر فى أنها ربما تكون وسيلة لإيجاد الحب, أعرف أن ما افعله حرام, و أتألم بشدة لأنى أغضب ربي, لكنى مفتقدة فعلا لشخص يشاركنى حياتى و يمنحنى المشاعر التى افتقدتها طويلا, و بأى طريقة... أنا خايفة جدا من نفسي, و من ربنا, و نفسى فى حد يقول لى أى كلمة تهدينى للصح.

و إليكى أقول:
أتفهم جدا جدا جدا ما تشعرين به يا حبيبتي, لأن الاهتمام و الود و المشاعر الإنسانية كالماء و الهواء بالنسبة للإنسان , إذا افتقدهم لفترة طويلة سيشعر باختناق و ضيق , و سيبحث عنهم بمنتهى اللهفة , و فى أى مكان , تماما كما يفعل إذا حرم القدرة على التنفس... أفهمك , وأشعر بك, و أعرف أن لك حق فى أن تشعرى بكل ما أنت فيه من ألم.

بل و سأخبرك أيضا بأنك لست الوحيدة فى هذا العالم التى تعيش هذه التجربة , مثلك كثيرون و كثيرات ممن تربوا مع أهالى لا يمنحون سوى الطعام و الشراب, أو ربما بلا أهالى من الأساس ...لهذا هونى على نفسك , فمشكلتك موجودة منذ الأزل, و لكن فى نفس الوقت هناك من استطاعوا التغلب عليها , و الحياة الجيدة رغما عنها.

ولأن الحب و الاهتمام أشياء ضرورية كما قلت فى البداية, فإن من يفتقدهم حتما سيجد طريق بديل لإشباع النقص فيهما, وهذا الطريق سيكون أحد طريقين لا ثالث لهما, إما طريق خطأ _وهو الأسهل_ الذى يلجأ فيه الشخص إلى الاندماج و الانغماس فى أى شئ بشكل فوق المعتاد, كالإفراط فى الطعام, أو التسوق, أو النوم, أو متابعة النت, و هى أمور كلها حلال و مباحة فى حد ذاتها, لكن ممارستها بشكل زائد عن الحد, أو دعينا نقول (إدمانها) هو الشئ الذى يجعلها مشكلة , و يوجب الانتباه إليها و الحد منها... أو ربما الإفراط فى أمور أخرى كالعلاقات مع الجنس الآخر, أو التفكير فى الجنس أو المحرمات _كما حدث معك_ او غيرهم من الأمور التى لا هى حلال و لا هى مباحة من الأصل, مما يؤدى إلى المزيد من العذاب النفسى للشخص , لأنه سيعانى من تأنيب الضمير إلى جانب المشاعر السلبية التى كان يعانى منها من البداية, فلا يشعر فى هذه الحالة إلا بأنه قد زاد الطين بلة... هذا هو الطريق الأول.

أما الطريق الصحيح _ وهو الأصعب_ وهو أن يصبر و يحفظ قلبه و نفسه و مشاعره و جسده إلى أن يجد (نصيبه) الذى سيتمكن معه من تفريغ كل ما لديه من طاقة و شوق للحب و المشاعر الحلوة كلها, وربما ستقولين لى مثل الكثيرين و كيف له أن يصبر إلى ذلك الحين؟, سأقول لك بأن يضع تركيزه و طاقته و كل همه حاليا فى أى شئ مفيد ينفعه فى المستقبل, كدراسة أو عمل أو بناء شخصية أو مستقبل, أو حتى عمل تطوعى أضعف الإيمان... صدقينى لا حل آخر سوى صرف ذهنك عن هذا الخلل فى حياتك إلى أن تقابلى من يستحق أن تمنحيه كل مشاعرك المتلهفة.

حبيبتى ...أتعرفين أكثر ما أخاف عليكى منه ؟... هو أن مثلك يصبحن فريسة سهلة جدا لكل من يريد و يجيد اللعب بالمشاعر و الحب, فهناك من يتربصون بأمثالك, و يستطيعون قراءتهم و فهمهم , و التقاطهم سريعا , ليبدأوا معهم اللعبة, فيبدأ بمنحك ما تريدين لأنه يعرف نقطة ضعفك, و يرسم عليكى الاهتمام و يشعرك بالحب الذى تتمنين, لتجدى نفسك تمنحى كل ما لديكى فى المقابل, لأنك أخيرا وجدتى ضالتك, و فجأة ... ينتهى كل شئ , لأنه أصلا لم يكن هناك شئ... وهذه هى القصة المعتادة و المكررة التى سمعناها مرارا و تكرارا من قبل.
لهذا سأقول لك بوضوح و بشكل مباشر...

أولا : لا تخجلى من نفسك ولا تشعرين بالذنب بسبب تفكيرك, فهذه هى الطريقة التى يمنعك بها الشيطان من الرجوع عن الخطأ, و المضى قدما فى أى شئ جيد, أنت قد تكونى أخطأتى ولكن من منا ليس كذلك؟, كلنا نخطئ و نذنب بل و نجرم أحيانا, ولكن لنا رب غفور لا يغلق بابه عنا لا بالليل و لا بالنهار, إلجأى إليه و ناجيه و استغفريه لضعفك و لقلة حيلتك, و اطلبى منه العون و القوة و الصلابة على المقاومة حتى يرزقك بالزوج الصالح.

ثانيا: لما لا تقوين علاقتك بأختك أكثر و أكثر, و تتخذى منها معينا على الفراغ العاطفى الذى تعيشينه؟, فالحمد لله أن لك أخت, و هى نعمة ليست عند غيرك, فكون أنكما من نفس الجنس, و أنكما متقاربتان فى السن, و بينكما تفاهم, فكل هذه أشياء جيده يمكنك الاستعاضة بها _مؤقتا_ عن ما أنت فيه.

ثالثا: انشغلى بأى شئ مفيد, حتى و إن كان بسيط, حتى وإن كان مجرد ممارسة هواية أو تعلم شئ جديد, أرجوكى أرجوكى أرجوكى إملأى وقت فراغك بأى شئ نافع, فهذا سيعصمك من التفكير فى شئ ضار من ناحية, و سيجعلك تشعرين بأن لك أهمية و دور فى هذه الحياة من ناحية أخرى.
رابعا: ابقى عيناك مفتوحتان جيدا, و لا تلقى بنفسك فى أى علاقة تجديها فى طريقك, لا تفرطى فى مشاعرك إلا لمن يستحق, و إلا ستكونين كمن استجار من الرمضاء بالنار...

الصفحة الرسمة للدكتورة هبة يس على الفيس بوك:
Dr. Heba Yassin











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة