البريطانى ﭙول ستاركى يفوز بجائزة سيف غباش بانيبال للترجمة الأدبية لعام2015

الإثنين، 11 يناير 2016 02:05 م
البريطانى ﭙول ستاركى يفوز بجائزة سيف غباش بانيبال للترجمة الأدبية لعام2015 البريطانى پول ستاركى
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حصل المترجم البريطانى بول ستاركى على جائزة سيف غباش بانيبال للترجمة الأدبية من العربية إلى الانجليزية للعام 2015 عن ترجمته لرواية الكاتب المصرى يوسف رخا "كتاب الطغرى: غرائب التاريخ فى مدينة المريخ" الصادرة بالانجليزية عن منشورات انترلنك فى الولايات المتحدة الأمريكية، والطبعة العربية صادرة عن دار "الشروق" فى القاهرة عام 2013.

وأشادت لجنة التحكيم بالمترجم جوناثان رايت على ترجمته لرواية "حيث لا تسقط الأمطار" للكاتب الأردنى أمجد ناصر الصادرة بالانجليزية عن منشورات مؤسسة بلومزبرى- قطر، وبالعربية عن دار الآداب البيروتية.

تشكلت لجنة التحكيم من رئيس المحكمين روبن أوسل، الباحث الفخرى فى كلية سانت جون، أوكسفورد؛ سميرة قعوار، مترجمة أدبية؛ ألسيتر نيفِن، كاتب ومحاضر؛ وسوزان طربوش، مدوِّنة وصحافية ثقافية. وقد توصلت اللجنة إلى قرارها خلال اجتماع عقدته بتاريخ السابع عشر من ديسمبر 2015 تحت إشراف باولا جونسون سكرتيرة جوائز الترجمة فى جمعية المؤلفين البريطانيين، وأعلن رئيس لجنة التحكيم القرار التالى:

الفائز بول ستاركى


عن ترجمته لرواية يوسف رخا "كتاب الطغرى: غرائب التاريخ فى مدينة المريخ"

"هذه الرواية التى نشرت فى ذروة الثورة المصرية عام 2011 واحدة من أكثر الروايات العربية التى ظهرت خلال السنوات الأخيرة جرأة وتجديداً علاوة على امتياز ترجمتها الانجليزية بالبراعة والمهارة. هذا الكتاب سبرٌ رائع واستثنائى لأغوار التشظيات والتناقضات التى تهيمن على شخصية بطلها مصطفى الشوربجى وما يوازيها على مستوى المدينة والمجتمع اللذين يعيش فيهما. يصارع البطل، من خلال سلسلة من الرحلات الغريبة (والجنسية فى بعض الأحيان) عبر مدينته القاهرة الحديثة الغابرة معا، معضلاتِ الهوية التى تؤرق هذا الصحفى والمثقف والفنان الطامح. أما الحلول التى يلمّح إليها فتميل إلى أن تكمن فى شمولية الثقافة العربية وتنوعها الثرى لا فى إيديولوجيات أخرى.

هذا النص يجابه المترجم بتحديات غير عادية، إنه يعكس بجلاء ذلك الشد أو التوتر الجوهرى المبثوث خلال صفحات الكتاب ما بين التراث والحداثة من خلال الإحالة الدائمة على الموروث الثقافى الكلاسيكى. لقد اختار المؤلف فى سرده المتشعب الشكلَ القديمَ المتمثل بأدب "الرسائل"، أضف لهذا أن لغة النص تأرجحت ما بين الكلاسيكية الشديدة الفصاحة والعامية الأكثر معاصرة، مع ازدواج لافت لمستويات لغوية متعددة. ولقد نجح بول ستاركى فى التعامل مع هذه المشكلات بمهارةٍ فائقة فقدم لنا ترجمة انجليزية احترافية بارعة لهذه الحكاية المتشابكة المشاغبة (والكوميدية فى أحيان كثيرة) التى تحرك المشاعر العميقة".

إشادة لجنة التحكيم بترجمة جوناثان رايت لرواية أمجد ناصر "حيث لا تسقط الأمطار"


"أبدى المحكمون تأثرهم العميق بترجمة جوناثان رايت لرواية "حيث لا تسقط الأمطار" التى تمثل تناولا ملهَما وملهِما لموضوعة متواترة فى الأدب العربى الحديث ألا وهى تجربة المنفى والعودة. إنها حكاية عودة البطل بعد عشرين عاماً من المنفى إلى بلدٍ عربى متخيل تسيطر فيه دكتاتورية عسكرية بشكل كامل على مقاليد النظام السياسى فى إصرار عنيد على ديمومة حكمها القمعى. يواجه القارئ، عبر لغة بارعة شديدة الإيجاز والإحكام، بسلسلة متعاقبة من الثيمات مثل حفريات الذاكرة، الذات المنشطرة للسارد، والطريقة التى يواجه فيها الأفراد السلطة التى تهدد حياتهم فى جو من الخطر المحدق الدائم. إن الميزة البارزة لهذا الكتاب هى النثر ذو الشحنة الشعرية العالية التى نجح جوناثان رايت فى نقلها إلى الانجليزية بلمسة اسلوبية واثقة لا تقل عن الأصل العربي".

تعليق من الناشر الأميركى للرواية الفائزة


من جانبه علّق ميشيل موشاباك، مدير منشورات انترلنك الأميركية، قائلا: "لقد تأثرت كثيراً بسماعى نبأ فوز ترجمة بول ستاركى لرائعة يوسف رخا "كتاب الطغرى" بجائزة سيف غباش بانيبال لعام 2015. لقد التزمت منشورات انترلنك خلال السنوات الثلاثين المنصرمة دون تردد بنشر ترجمات لخيرة نتاجات الأدب العربى. وإنه لامتياز مشرف لأى مترجم أن يحظى بتقدير هذه الجائزة ولا سيما أنها المرة الثانية التى تفوز فيها إحدى عناوين انترلنك بهذه الجائزة المرموقة. لقد أبديت ثنائى على باكورة روايات يوسف رخا منذ اللحظة التى أنهيت فيها قراءة هذا العمل الذى تدور أحداثه فى مصر المعاصرة. رواية تفرض نفسها بعذوبتها وجدّتها كتبها رخا بطريقة لم أعهدها عند غيره من الروائيين. ولقد شعرت بسعادة فائقة عندما وافق بول ستاركى- هو فى رأيى واحد من أفضل المترجمين الناشطين فى الترجمة من العربية فى يومنا هذا- على التصدى للتحدى الذى تشكله ترجمة "كتاب الطغرى" إلى الانجليزية. وأنا سعيد بأن ترجمة بول ستاركى الرائعة قد نالت ما تستحقه من تقدير، وآمُل أن تجذب هذه الجائزة انتباه أعداد متزايدة من الجمهور الغربى لهذه التحفة الفنية ليوسف رخا".

وعلّق جوناثان رايت، مترجم رواية "حيث لا تسقط الأمطار" قائلا: غمرتنى السعادة لسماع قرار المحكمين بالإشادة برواية أمجد ناصر. كانت هذه الرواية واحدة من أكثر الأعمال الأدبية التى سعدت بترجمتها من حيث الذكاء والبراعة. إنها مليئة بالمشاهدات المتبصرة لأثار المنفى على الفرد واستحالة العودة إلى الوطن دون تعرضه لتحولات عميقة، وهى تستكشف مواضيع الهوية والتحول والهرم بطرق مبتكرة وتعكس فى الوقت نفسه الصراعات الفكرية التى هيمنت على العالم العربى فى أواخر القرن العشرين. إن أمجد يكتب بحساسية شاعر واقتصاده ليستحضر سلسلة متعاقبة من المدن الموزعة فى أرجاء أوروبا والشرق الأوسط أثناء العقود الأخيرة. وهو، من خلال رسم الأحداث فى إطار مجازى غامض يمنحها أهمية كونية لا تستطيع بلوغها دون ذاك. كلى أمل فى أن تشجع هذه الإشادة المزيد من الناس لقراءة "حيث لا تسقط الأمطار" والاستمتاع بها.

كما علّق فخرى صالح، مسئول النشر العربى فى مؤسسة بلومزى – قطر للنشر (التى باتت تعرف الآن بمطبوعات جامعة حمد بن خليفة) قائلا: "نحن فخورون للغاية بالعمل مع مترجمين وكتاب موهوبين مثل جوناثان رايت وأمجد ناصر. إن توفير فرص الوصول إلى المؤلفين والأعمال الأدبية من مختلف بقاع العالم عن طريق الترجمات الممتازة يقع فى صميم عملنا فى المؤسسة، وإن لنا المزيد من الفخر بأن تحظى إحدى عناويننا بالتكريم من قبل هذه الجائزة المرموقة –جائزة سيف غباش بانيبال للترجمة الأدبية من العربية".

عن الجائزة


تمنح جائزة سيف غباش بانيبال السنوية البالغة قيمتها 3 آلاف جنيه إسترلينى إلى المترجم الذى يقوم بترجمة عمل أدبى عربى إبداعى كامل إلى اللغة الانجليزية يتمتع بأهمية أدبية. ويقوم السيد عمر سيف غباش برعاية الجائزة ودعمها احياء لذكرى والده الراحل سيف غباش من خلال إطلاق اسمه على الجائزة. وكان الراحل سيف غباش، من الشخصيات الدبلوماسية والفكرية الهامة فى دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن عشاق الأدب العربى والآداب العالمية.

وتشرف جمعية المؤلفين فى المملكة المتحدة على إدارة جائزة سيف غباش- بانيبال، مع عدد من الجوائز المعروفة فى المملكة المتحدة للترجمات الأدبية، مثل "جائزة سكوت مونكريف" من الفرنسية، "جائزة شيغيل – تيك" من الالمانية، "جائزة بريميو فاله اينثيلان" من الاسبانية، و"جائزة برنارد شو" من السويدية. وجائزة فوندل من الهولندية. جميع هذه الجوائز ستمنح للفائزين يوم 17 (فبراير) المقبل فى حفل كبير فى "مقر المفوضية الأوروبية" فى لندن، برعاية جمعية المؤلفين البريطانيين وملحق التايمز الأدبى الشهير.

نبذة عن المترجم بول ستاركي:


بول ستاركى كاتب ومترجم بريطانى، ولد فى لندن عام 1947. درس اللغة العربية واللغة الفارسية فى جامعة أوكسفورد، حيث كتب رسالة الدكتوراة حول أدب توفيق الحكيم. عمل رئيسا لقسم الدراسات العربية فى جامعة درام حتى تقاعده عام 2012، ويشغل حاليا منصب معاون مدير مركز الدراسات المتقدّمة للعالم العربى. ترجم ستاركى العديد من الروايات العربية إلى الانكليزية، وله دراسات اكاديمية عديدة حول الأدب العربى بشكل عام، والمصرى بشكل خاص. من أعماله المترجمة، "عزيزى السيد كاواباتا" لرشيد الضعيف، "حجارة بوبيللو" لادوارد الخراط، "الشميسي" لتركى الحمد، "متاهة مريم" لمنصورة عز الدين، "ريح شرقية، ريح غربية" لمهدى عيسى الصقر، وفى العام الحالى ستصدر ترجماته لكتابين لصنع الله إبراهيم ومصطفى خليفة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة