أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

إيرينا بوكوفا «المحبَطة».. أحرقت كل شىء

الإثنين، 17 أكتوبر 2016 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أعرف لماذا يصر كثر من الشخصيات العامة على تحطيم أسطورتهم فى أيامهم الأخيرة، فيسعون بكل حرص على تشويه أنفسهم والإساءة لكل ما فعلوه، وعن نفسى أشعر بتعرضى للخداع عندما يقوم هؤلاء بالكشف عن وجههم الآخر، وآخر المنضمين لهذه القائمة «إيرينا بوكوفا» المديرة العامة لمنظمة اليونسكو. أعرف جيدا أن البلغارية إيرينا بوكوفا محبَطة بعدما كانت قد أعدت نفسها لتصبح السكرتيرة العامة للأمم المتحدة، وبدأت جولة كبيرة فى أكثر من مكان، لكن بلدها غيرت رأيها، منذ أقل من 15 يوما، وطالبتها بالانسحاب، لأنها لن تكون قادرة على النجاح ورشحت بدلا منها كريستالينا جيورجييفا التى تمثل بلادها حاليا فى المفوضة الأوروبية بصفتها مفوضة شؤون الميزانية والموارد البشرية.
 
أعتقد أن بوكوفا «المحبَطة» جلست كثيرا تفكر فى أسباب عدم قدرتها على فرض نفسها، واكتشفت أن جزءا كبيرا من ذلك يرجع لموقفها الطيب مع القضية الفلسطينية قبل ذلك، وأنها بهذه القرارات وأشهرها انضمام دولة فلسطين لليونسكو 2011، خسرت أمريكا وإسرائيل وأتباعهما، ولم تجد من العرب البديل القوى والسند الحقيقى الذى يحقق لها أحلامها، بدليل أنهم غير قادرين على الاستقرار على اسم واحد يخوضون به انتخابات اليونسكو المقبلة، مما سيؤكد فشلهم الحتمى فى الحصول على هذا الكرسى المهم، فكرت «بوكوفا» فى ذلك، واكتشفت أن قضيتها خاسرة، وتحت تأثير هذا الإحباط الذى تعيشه وقبل أن تترك منصبها فى اليونسكو قررت أن «تنكد» على العرب، وأن تحرق نفسها وكل شىء جميل فعلته.
 
حدث فى الأيام القليلة الماضية أن أعلنت اليونسكو عن مشروع قرار يؤكد أنه لا توجد علاقة تاريخية بين اليهود والقدس، وهلل العرب لهذا الأمر وضجت صفحات التواصل الاجتماعى بهذا القرار التاريخى، بينما اشتعلت إسرائيل ومن خلفها أمريكا بالغضب، وقرر جيش الاحتلال إيقاف تعاملاته مع المنظمة العالمة، لكن قبل أن تكتمل الفرحة تراجعت اليونسكو متمثلة فى إيرينا بوكوفا التى قالت «إن مدينة القدس القديمة مقدسة بالنسبة للديانات السماوية الثلاث»، وانتقل الإحباط من إيرينا بوكوفا إلينا نحن المندهشين من هذا التغير الكبير فى شخصتها.
 
أعتقد أننا، نحن المسؤولون عما وصلت إليه إيرينا بوكوفا من توتر، فقد خذلناها بكل ما تحتويه الكلمة من معنى، لقد كانت هذه السيدة شيئا جميلا أفسدته الأحلام والطموحات المشروعة، كنت أتمنى منها أن تنتقم من الظالمين لا أن تنكأ جرح فلسطين، لقد فعلت بوكوفا ما يفعله أبطال الأفعال العربية عندما يشعرون بالظلم ينتقمون من أنفسهم ومن البسطاء المحيطين بهم. 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة