الأمير نصرى

فيس بوك.. الدبة التى قتلت صاحبها

الإثنين، 21 نوفمبر 2016 08:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"فيس بوك" وسيلة تواصل اجتماعى استخدمناها بطريقة خاطئة حتى أصبحت ضارة، استخدمها الأطفال والشباب وكبار السن والفتيات والأمهات والساسة ورجال الأعمال كل حسب مبتغاه، ولا ننكر أن لهذه الوسيلة فوائد، كما نؤكد فى نفس الوقت أن لها أضرارا كثيرة حسب طريقة الاستخدام.
 
زمان حرص أهلنا على تربيتنا منذ الصغر على التواصل مع الأقارب والجيران والأصدقاء لودهم وتوطيد العلاقة وصلة الرحم التى دعا لها نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فى المناسبات وغير المناسبات، واليوم شبكة التواصل تضرب المثل فى التأثير على هذه العادات الحميدة التى لابد منها فعملت على قطع الأرحام بصورة غير مباشرة والترابط والزيارات، فكل شخص يستخدم هذه الشبكة عندما تأتى له مناسبة يرد على أهله وأقاربه وأصدقائه بكل ببساطة على فيس بوك "معلش بعتذر عن الحضور وألف مبروك ربنا يتمم بخير"، وكأنه قام بواجبه دون أن يعلم بأن التواصل المباشر والزيارات المصحوبة بالهدايا لها رونق خاص بالتقرب من المزور، الذى يقوم بدوره على إكرام زائره.
 
يحكى صديق مقرب لى أن إحدى جيرانه تتواصل مع ابنتها وتطلب منها عمل شاى أو إعداد طعام عن طريق فيس بوك وهما فى نفس الشقة.
 
فيس بوك أقرب إلى أنه قاطع للرحم ومضيع للوقت، حيث إنه يسرق معظم أوقاتنا ويسحبه من بين أيدينا دون أن نشعر به ويضيع عند معظمنا دون الاستفادة أو استخدام هذه الوسيلة فى الخير أو المنفعة العامة أو الخاصة.
 
لا أنكر أننى أستخدم هذه الوسيلة كغيرى من مستخدميها ويسرق جزءا كبيرا من وقتى، ربما لظروف عملى لكنى لا أقتنع به كوسيلة اجتماعية تقرب وتجعلنى أتواصل مع الأهل، لكنى أستخدمها رغما عنى لبعد المسافة بينى وبين أهلى وأصدقائى.
 
كما لا أنكر أن لهذه الشبكة دور كبير فى نشر الوعى الثقافى بين الناس والشعوب من معلومات وعلاقات اجتماعية وتواصل علمى وعملى على حسب الاستخدام السليم لها، وأن هناك الملايين لا يستطيعون الاستغناء عنها، لكن عيوبها تخطت مزاياها، فالبعض يسب ويشتم ويشهر بالآخر ويخوض فى أعراض الغير، والبعض ينشر أخبارا كاذبة ومغلوطة، والآخر يسب فى مؤسسات الدولة بقصد أو غير قصد.
 
الملايين من المصريين يهدرون أوقاتهم فى الجلوس على مواقع التواصل الاجتماعى، خاصة فيس بوك، دون الاستفادة منها فى العمل أو التزود بالعلم والمعرفة، فكان لزاما علينا أن نطالب بحلٍ لما له من دور فى عملية التفكك الأسرى.
 
فالحل الوحيد هو الرجوع لعاداتنا والتماسك مرة أخرى والعمل والاجتهاد بجانب غلق هذه الشبكة التى لم تكن موجودة من قبل، ولم نكن نعتمد عليها فى حياتنا، فقد كنا نصطحب الكتب والقصص والمجلات والصحف والورقة والقلم فى سفرنا ورحلاتنا وفى الجامعة، وفى معظم أوقاتنا، والآن يا فرحة ما تمت أصبح فيس بوك هو الحياة بالنسبة للكثير منا وأصبح شيئا لا يمكن الاستغناء عنه، فأصبح فيس بوك كالدبة التى قتلت صاحبها، أفيقوا يرحمكم الله حياتنا ليست فيس بوك فقط، الحياة علم وعمل قراءة وتواصل، فالكتاب خير جليس، والأهل مدرسة علينا التقرب منهم ولا نهمل دورهم، وعليك أن تطوعه لأهدافك بدلا من أن يطوعك ويضيع وقتك وحياتك.
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة