خالد أبو بكر يكتب : ارفع رأسك يا سيدنا تغلّب على أحزانك فوطنك يحتاج إليك.. نحميه ونبنيه.. ونعيش فيه كما يعيش فينا .. ومصر الحزينة تبكى فراق أبنائها

الأربعاء، 14 ديسمبر 2016 04:00 م
خالد أبو بكر يكتب : ارفع رأسك يا سيدنا تغلّب على أحزانك فوطنك يحتاج إليك.. نحميه ونبنيه.. ونعيش فيه كما يعيش فينا ..  ومصر الحزينة تبكى فراق أبنائها البابا تواضروس وخالد أبو بكر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صورة قداسة البابا تواضروس، أثناء الصلاة على شهداء الكنيسة البطرسية، لخصت معان كثيرة جدًا، وكانت مليئة بالحزن، وبها أيضًا كثير من الخشوع أثناء الصلاة، وقد تأثرنا جميعًا بهذه الصورة مسلمين ومسيحيين.
 
ولو جاز لى أن أتخيل ما كان يدور فى بال البابا فى هذه الساعات، لأطلقت العنان لفكرى فى أشياء كثيرة، منها أنه مطلوب منه أن يكون القدوة والمثل فى عدم إظهار الغضب أو حتى الحزن، مطلوب أن يواسى أسر الضحايا وأن يقوى من عزيمتهم، مطلوب أن يتعامل مع الغاضبين الذين تختلف توجهاتهم، مطلوب أن يتعامل مع الدولة، مطلوب أن يتعامل مع المجتمع الخارجى والكنائس العالمية.
 
كل ذلك كان يجب على البابا أن يفعله فى ساعات حرجة ودقيقة، وهو محمل بأحزان وذكريات الماضى وأيضًا تخوفات المستقبل.
يفكر البابا تواضروس أننا على أعتاب عيد الميلاد، وأن المسيحيين فى مصر كلها سيذهبون إلى الكنائس ليصلوا ويحتفلوا، يفكر فى الحفاظ على أرواحهم، يفكر فيما ستوفره الدولة من استعدادات أمنية لهذه الاحتفالات. 
 
يفكر البابا فى أنه مطلوب منه أن يجاهد مع أجهزة الدولة كى يبنى كنيسة أو يرممها كى يصلى فيها. 
يفكر فى تركة ورثها من الماضى بها الكثير الذى لا يقال..
 
إن الحديث عن علاقة المصريين ببعضهم مسلمين ومسيحيين، حديث تستطيع أن تشعر به أنت المواطن المصرى أيًا ما كنت، فأنت وحدك بعيدًا عن الشعارات والصور تشعر مدى الصداقة والمحبة التى تعيشها مع أهل الشارع وأصدقائك فى العمل، سواء من المسلمين أو المسيحيين، نحن بالفعل بيننا مودة وترابط حقيقى، وهذا الأمر لا يحتاج إلى أغانى أو أناشيد.
 
لو قدر لى يومًا أن أختار قضية أترافع فيها لاخترت قضية حقوق المسيحيين فى مصر لأمثلهم دفاعًا عنهم، لكنى سأضعهم أنفسهم كأول المدعى عليهم فى هذه القضية لأسند إليهم أنهم قصروا فى المطالبة بحقوقهم وذهبوا إلى الكنيسة بدل أن يذهبوا إلى الدولة. 
 
الكنيسة مكان للعبادة لا لأخذ الحقوق، فحقك ثابت لا يستطيع أحد ولا يملك غيرك أن ينازعك فيه، تضمنه دولتك التى تصنعها بعملك مع شركائك فى الوطن، هل يعقل أنه كلما مرت بك محنة كما تمر بغيرك تذهب إلى الكنيسة!!! وكلما شعرت بالحزن تشارك الكنيسة وحدها أحزانك!! أبدًا.
 
عليك أن تشارك بلدك بأكملها همومك عليك أن تعرف وتتأكد أنه أنت وشركاؤك من المسلمين أصحاب هذه البلد بالتاريخ وبالحاضر وبالمستقبل أنت لا تحتاج إلى صك ملكية من أحد.
 
إن الإرهاب يطال المصريين دون أن يعرف محمد أو بطرس، فلا يعقل عندما يموت محمد نعزى شيخ الأزهر، وعندما يموت بطرس نعزى البابا، علينا أن نعزى مصر ونعزى المصريين جميعهم. 
 
ولا فضل لأحد على مصر فهى الأرض التى تجمعنا جميعا والتى من دونها لن نعيش فإن سالت الدماء عليها وقد قدر لنا ذلك فالله غالب لا مفر أن نضحى ونقاوم.
 
لكن الله جعلنا نبصر الأمور ونتدبر ما حولنا، ونحسن من أعمالنا ونجتهد أكثر كى نحمى هذه الأرواح البريئة، وهذه مسؤولية الدولة، فالحديث عن تقصير أمنى أو تقصير غذائى حتى لا يعنينى.
 
لكن ما يعنينى من الآخر أن ولادى ما يموتوش، حضرتك عاوز تصلى عشان ما يموتوش أو تغنى عشان ما يموتوش أو تقوم بإجراءات أمنية عشان مايموتوش، أنا معاك فى أى حاجة بس المهم النتيجة تتحقق، أنا المواطن اللى استحمل معاك كل حاجة وكل طلبى بس إنى أعيش فى أمن أنا وأولادى، كل طلبى إنى لما أروح أصلى أرجع بيتى تانى.
 
حضرتك ده يحصل إزاى أنا ما اعرفش ومش هادخل فى نظريات أمن وتحليل وبوابات، أنا الكلام ده فى ناس علمتهم وكبرتهم ووظفتهم وأمنتهم هذه الأمانة وهم أقدر منى على القيام بها، بس الحساب على النتائج.
 
ممكن العيشة تبقى غالية، ممكن يبقى فى تضييق فى بعض الأمور، ممكن استحمل حاجات كتير ما كنتش أتمناها، لكن موضوع الموت المتكرر ده مش هاقدر استحمله كتير، ومن غير زعل هو ما ينفعش أخدم مصر بطريقة أذكى من كده شويه بحيث إنى ما أضيعش عمرى وعمر ولادى؟ هى لازم التضحية تبقى بحياتى وحياة أهلى؟
 
احنا مستعدين نقف فى الصف لننفذ الأوامر، بس كمان الأوامر لازم تكون وفقًا لخطة تؤدى إلى نتائج، وأنا مش طالب غير نتيجة واحدة فى ظل الظروف الحالية، إنى أعيش أنا وأولادى وشركائى فى الوطن فى أمان على أرواحنا. 
 
أنا معاك لحد الآخر، وفى ضهرك لأن معنديش اختيار تانى بس أنا كمان ليا طاقة تحمل والضنا غالى.
 
إن ما تواجهه أمتنا فى هذه الأيام يحتاج منا أن نصارح أنفسنا أن الخطط التى توضع فى المكاتب لا تطبق كما هى على الأرض، فالكفاءات متفاوتة والالتزام متفاوت والضمير من شخص إلى شخص يختلف والهيئات والجهات انضباطها ليس واحدًا، إنما نظرية كله تمام يا فندم بهتت ولم تعد حقيقة لأن كله مش تمام يا فندم.
 
ولو نظرت إلى مسرح الجريمة البشعة فى البطرسية لوجدت عددا هائلا من الناس من جهات متعددة، ولم أفهم لماذا كانوا يقفون بهذه الصورة وامتدت وقفتهم لساعات، كان هناك عدم تنسيق. 
 
وحتى هذه اللحظة بعد كل هذه العمليات التى مرت بنا، مازال المواطن عائق للأجهزة الأمنية لحظة وقوع الحدث والدقائق التى تليها، بحجة أنه عايز يتفرج!!!
ومازالت القيادات أيضًا عندما تنتقل إلى موقع الحادث تأخذ معها نص الوزارة كدليل على الاهتمام.
وطبعًا من البديهيات فى مجتمعنا أن بعد الحادثة «التضامن» تقول فلوس للضحايا، و«الشباب» يقول رحلات فى الصيف، وبتاع التموين يقول رغيفين عيش زيادة وكل وزارة واللى تجود بيه.
 
ياسيدى خليك فى وزارتك بس اشتغل بجد، بلاش تشتغل عشان اللقطة، احنا بقينا مجتمع اللقطة اللى أحيانًا بيبقى إخراجها بايخ أوى.
ما علينا، يمكن هو ده الصح وأنا اللى شايف غلط، وتانى الرك على النتيجة والحساب فى الآخر، لكن أنا مش عاوز ولادنا يموتوا تانى إزاى ما اعرفش وده مش شغلى لكن ده حقى. 
 
مصر الحزينة تبكى فراق أبنائها.
 
 
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة