أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

الشيخ على عبدالرازق.. كتاب عمره 90 عاما

السبت، 17 ديسمبر 2016 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى سنة 1925 أصدر الشيخ على عبدالرازق كتابه المهم «الإسلام وأصول الحكم» وأثارت الأفكار التى قدمها الشيخ الكثير من الضجة فى وقتها وحتى الآن، وبعد 50 عاما على رحيل الشيخ الذى رحل 1966 فكرت وزارة الثقافة فى الدفاع عنه، خاصة بعد ظهور داعش وغيرها ممن يدعون البحث عن خلافة إسلامية، فنظمت مؤتمرا للحديث عن كتابه ورؤيته.
 
طبعا عندما ألف الشيخ على عبدالرازق الكتاب كانت هناك ظروف معينة أهمها أن مصطفى كمال أتاتورك تخلى عن فكرة «الخلافة» 1924 وأصبحت تركيا دولة لا علاقة لها بالعالم الإسلامى فى الشرق، واشتعل الصراع بين الباحثين عن الخلافة فى الحجاز ومصر، فالملك فؤاد أصبح يتطلع إلى الخلافة، لذا رأى على عبدالرازق أن الخلافة ليست أصلا من أصول الدين فلا داعى لوجود خليفة، وبالتالى لا داعى لأن يترشح الملك فؤاد للخلافة.
 
ورأى الكتاب أن الخلافة ليست أصلا من أصول الحكم فى الإسلام، بل طرأت عليه فى عصور متأخرة، وأن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لم يتطرقا لموضوعها، وأن اتفاق المسلمين لم ينعقد قط على خليفة، كذلك رأى أن كل ما جاء به الإسلام من عقائد ومعاملات وآداب وعقوبات إنما هو شرع دينى خالص لله ولمصلحة البشر الدينية لا غير.
 
بعد نشر الكتاب قامت هيئة كبار العلماء فى الأزهر بمحاكمة الشيخ على عبدالرازق، ووجهت الهيئة سبع اتهامات تصف الكتاب بالضلال، حيث قالت إن الكتاب تسبب فى جعل الدين لا يمنع من أن جهاد النبى كان فى سبيل الملك لا فى سبيل الدين، ولا لإبلاغ الدعوة للعالمين، واعتبار نظام الحكم فى عهد النبى موضوع غموض أو إبهام أو اضطراب أو نقص وموجبًا للحيرة، واعتبار مهمة النبى كانت بلاغًا للشريعة مجردة عن الحكم والتنفيذ، وإنكار إجماع الصحابة على وجوب نصب الإمام وأنه لابد للأمة ممن يقوم بأمورها فى الدين والدنيا، وإنكار أن القضاء وظيفة شرعية، واعتبار حكومة أبى بكر والخلفاء الراشدين من بعده كانت لا دينية.
 
بالمجمل الأزهر رأى فى الكتاب خروجا عن حد المعتقدات، لذا حاكم على عبدالرازق، أمام هيئة كبار العلماء الأزهريين، وأخرجه من زمرتهم، وتم فصله من عمله فى القضاء.
 
وخارج الأزهر أيضا هاجمه رجال سياسية وصحفيون فى البلاغ والأهرام والمقطم ومجلة المنار التى اتهم صاحبها محمد رشيد رضا المؤلف بالزندقة والإلحاد، بينما وصفه الشيخ محمد قنديل فى البلاغ بأنه نار محرقة وأنة ترديد لسياسة الكماليين فى تركيا.
 
هذا ما لقيه على عبدالرازق من المخالفين، لكن بعد مرور نحو 90 عاما على الكتاب، هل أصاب الشيخ أم أخطأ؟ وذلك فى مقال الغد.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة