أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

السلام بين الأديان

الجمعة، 18 مارس 2016 04:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك أشياء جيدة تحدث من حولنا تكشف عن وعينا وقدرتنا على المقاومة وفهمنا للآخر ومعرفة طريقة تفكيره وأساليبه العقلية، من ذلك ما فعله الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر فى لقائه بأعضاء البرلمان الألمانى على هامش مؤتمر «الأديان العالمى» المقام فى ألمانيا تحت عنوان «السلام عليكم»، حيث كشفت كلمة «الطيب» التى ألقاها على أعضاء البرلمان عن وعيه الشامل بطريقة مخاطبة المختلف وحتى المتربص.

كنا نعول فى هذا المؤتمر على لقاء شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان البابا فرانسيس لكن لم يحدث، وظننا أن الغرض الأسمى من الزيارة وهو تقديم صورة جيدة وانطباع إيجابى عن الإسلام لدى الغربيين وتحسين صورة المسلم التى شوهها البعض بأفعالهم الفردية السيئة، أن هذا الغرض قد فسد، لكن فى الحقيقة غياب بابا الفاتيكان رغم أهميته ، تم تداركه فى الكلمة الإضافية التى ألقاها شيخ الأزهر أمام البرلمان الألمانى.
وفى كلمته لم يعتمد شيخ الأزهر على الإنشاء ولم يعمد إلى استدرار عطف الغربيين، لكنه انطلق من النص الذى يمثله وهو القرآن الكريم والحديث النبوى الشريف، وتحدث للبرلمان وهو يعرف أن الشعب سيسمعه، وخاطب الألمان وهو يدرك تماما أن جميع البلاد الغربية سوف تسمع هذه الكلمة، وتحللها وتتوقف عندها، لذا اختار الإجابة عن مجموعة من الأسئلة المتعلقة بقضايا تمثل الهاجس الأخطر فى الغرب عن الإسلام وأتباعه.

ولعل أهم ما تحدث عنه شيخ الأزهر فى كلمته ما تعلق بالبحث عن السلام بين الأديان وبين رجال الدين أنفسهم قبل أن يبثوا السلام للجميع، حيث قال فى نهاية الكلمة (ولعلكم تتفقون معى فى أنَّه لا مفر للشرق والغرب حيال هذا الإرهاب العابر للقارَّات من انفتاح حقيقى متبادل بين الأديان والمؤمنين بها، بل لا مفر من صنع السلام أوَّلًا بين رجال الأديان وعلمائها، وأنا مِمَّن يؤمنون بقوة بالشعار الذى أطلقه منذ وقت قريب اللاهوتى المعاصر هانس كونج «Hans Kung» وأعلن فيه أنه: «لا يمكن أن يكون ثم سـلام بين الشــعوب مادام لا يكون ثَمَّ ســلام بين الأديــان» وهو نفس الشعار الذى أطلقه شيخ الأزهر محمد مصطفى المراغى فى لندن عام (1936) عندما نادى بالزمالة العالمية والفهم الصحيح المتبادل بين حضارة الغرب وحضارة المسلمين)، وهنا وضع شيخ الأزهر يده على الجرح الحقيقى للأمر، فالناس يتبعون علماء دينهم ويسيرون على خطاهم.

والمعروف أن السلام بين الأديان بالطبع يعنى البحث عن المتشابه بينها، والوقوف على أرضية واحدة يكون غرضها طمأنة الإنسان، وحينها يمكن البدء الصحيح لمواجهة الإرهاب فى العالم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة