أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

ناهد صلاح واللعبة الخطرة

الأربعاء، 13 أبريل 2016 07:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«قال لها: احك حكايتك!/ قالت له: اتولدت، دخلت المدرسة، اتخرجت من الجامعة، اشتغلت./ قال: ياه. أنت عادية أوى!/ ابتسمت ولم تخبره أنها قتلت ثلاث مرات قبل أن تولد هذه المرة».. كنت كتبت من قبل أن القصة القصيرة فن لن يموت أبدا، وأنها قادرة على المقاومة وعلى تطوير ذاتها من حيث الشكل والمضمون، وأنها أصبحت تعرف جيدا طرق التعامل مع المتغيرات الثقافية المحيطة، وأنها فن مستقل وليس تمهيدًا للرواية، ومع ذلك فإنها تحتفظ ببعض السمات الروائية مثل النفس الطويل كما احتفظت من اللغة الشعرية بكثافتها، واحتفظت بحق أن تأتى فى شكل قصة قصيرة أو قصيرة جدا، ويمكن لنا أن نتلمس كل ذلك فى مجموعة «دومينو» للكاتبة ناهد صلاح، الصادرة عن مكتبة مصر العربية للنشر.

ربما يبدو فى الجولة الأولى من قراءة هذه المجموعة القصصية أنها تحتفى بالمرأة وتقلب فى روحها وتعرف مكنوناتها، وأن ذلك على حساب الرجل، لكن فى الحقيقة للرجل نصيب لا يقل عن المرأة فهو شريك أساسى فى كل قصص المجموعة سواء بالمشاركة الفعلية أم بكونه يختفى وراء الحدث يصنعه دون أن يبدو، لكنها فى الوقت نفسه لا تنتقم منه، وبالمجمل هى لا تنتمى إلى طرف على حساب الآخر، فكل منهما مأزوم ولديه مشكلة ما بها كثير من الاغتراب النفسى، وعادة ما يرجع ذلك لكون الشخصيات موجودة فى غير مكانها، فإما نساء عميقات الرؤية ورجال سذج، وإما رجال ظلمهم المجتمع ولم يعطهم حقهم الذى يستحقونه مثل قصة «الواد سعيد بتاع البوفيه»، التى تعكس رؤية مكتملة لشريحة كبيرة مجتمعيا، واستطاعت «ناهد» من خلالها أن تشرح المجتمع وظروفه، من خلال مراقبة أحلام سعيد المقتولة.

يمكن أن يطلق على ما تفعله ناهد صلاح فى هذه المجموعة «متوالية قصصية»، فالبطلة تقريبًا وإن كانت فى معظم الأوقات بدون اسم، لكنها امرأة واحدة بوجوه عدة ويتضح ذلك من خلال سماتها الشخصية والأشياء التى تتعلق بها ومن خلال المكان، فشارع شامبليون وشارع معروف هما مكان عمل بطلة المجموعة القصصية فى معظم الأحيان، كذلك اسم «سينابون» الذى يتردد فى أكثر من قصة، هذا بالإضافة إلى الحضور الطاغى لشعر محمود درويش الذى يتسلل فى قلب الحكايات، ومع ذلك تشعر بأن للمجموعة بطلات مختلفات، وأن كل واحدة منهن تقف على حافة الحياة وحيدة فى انتظار أن تتخذ قرارا مصيريا، وذلك يرجع لكون «ناهد» استطاعت أن تتوقف عند التنويعات المختلفة للمرأة التى تمارس لعبة خطرة مع الرجل هى لعبة الحياة التى يمكن أن تسميها «دومينو».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة