حسن مجدى

سفير بريطانيا فى مصر.. هل يتعلم أحد؟

الجمعة، 22 أبريل 2016 08:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على عربة فول.. يحتسى كوب سحلب.. مشجعا الاتحاد السكندرى.. معلقا على مباراة لمصر على طريقة "أولاد البلد".. مع خروف الأضحية.. تلك المشاهد التى لعب بطولتها جون كاسن، السفير البريطانى لدى مصر، والتى تلفت أنظار الجميع، وتتمكن من دعم ارتباط المصريين به وتهدئ كثيرا من احتدام أصعب المواقف بين البلدين حتى حينما قررت بريطانيا وقف رحلاتها لمصر هى التى تدفعنا للتساؤل ببساطة.. هل يتابع مثلنا السفير المصرى فى بريطانيا تلك الأنشطة.. والأهم.. هل يحاول أن يتعلم منها؟

النشاط الذى يقوم به السفير البريطانى فى مصر، وغياب نظيره فى بريطانيا يدعونا للتساؤل، من يحتاج أكثر للآخر؟، من الدولة التى تحتاج أن يتمتع سفيرها بنشاط أكبر وعمل أكبر ونزول وانخراط فى الشارع بشكل أوسع لتوثيق العلاقات وجذب السياحة، وتخفيف حدة التوتر، ومن تتمتع برفاهية أن يجلس سفيرها فى مكتبه المكيف لينتظر ان يهتم به مسئولين تلك البلد ويتوددون له؟

الأدوار المعكوسة بين السفيرين، بل ومع معظم سفراء مصر حول العالم، الذين ترد عشرات الشكاوى من غياب اهتمامهم بالجالية المصرية فى بلادهم وعدم القيام بأدوارهم التقليدية ناهيك عن العمل خارج الصندوق والمبادرة وتحويل أنفسهم لنجوم فى المجتمعات التى يعيشون فيها تظهر أكثر مع الأزمات ففى لحظة كانت مصر فى قمة غضبها من بريطانيا بعد قطع رحلات الطيران لمصر، وتوجيه ضربة قاسمة للسياحة المصرية، لعب السفير البريطانى دورا كبيرا فى طمأنة الشعب المصرى بعشرات الطرق، ورفع من تواجده ونشاطه وتصريحاته الموفقة للغاية رغم عنف قرارات حكومة بلاده والتى كان آخرها تعليقه بالعامية على لقائه مع وزير الطيران المصرى عبر تويتر "سفراء القرن الـ21 لازم يكونوا خبراء أمن مطارات كمان.. اجتماع مثمر مع وزير الطيران المصرى الجديد".

بالحديث عن تويتر دعونا ندعم ما نقوله من عالم التكنولوجيا، ففى هذا العصر تقول الأمثال أن "اللى يجوجل ما يتوهش" وهنا أدعوك عزيزى القارئ أن تبحث عن كلمة السفير البريطانى فى مصر على جوجل، وتشاهد كم الفعاليات والأنشطة التى يقوم بها، وأن تجرب نفس الأمر مع السفير المصرى فى بريطانيا، سواء باللغة العربية أو الإنجليزية لتتمكن من مشاهدة الفارق بعينيك، أو أن تشاهد نشاط صفحة أبن بريطانيا على توتير ووصول عدد متابعيها إلى أكثر من 47.3 ألف شخص، وأن تحاول البحث عن مثيل لها للسفير المصرى.. أنا شخصيا بحثت وأقول لكم أن النتيجة ليست لصالحنا.

نفس تلك الأدوار المقلوبة يمكنك مشاهدتها بوضوح أيضا فى ملف ريجينى المصرى، الرجل المصرى الذى اختفى فى إيطاليا بعد خلافات مع أرباب عمله ولا يعرف عنه أحد شيئا حتى الآن، وريجينى الإيطالى الذى حولته إيطاليا لقضية عالمية وورقة ضغط ضخمة على مصر.

مذاكرة النشاط الفعال والاندماج واللغة التى يتحدث بها جون كاسن، السفير البريطانى لمصر يجب أن تكون فرض عين على كل سفير مصرى فى دولته ونحن فى وقت لا يمكن القبول فيه بالعمل التقليدى، والجلوس فى المكاتب المكيفة واستقبال الوفود الرسمية والاكتفاء بالتقارير التى تدفن ويهال عليها التراب داخل الأدراج بينما تنهار السياحة بشكل كامل، وتشهد العلاقات الخارجية أزمات متكررة وسط غياب دبلوماسى كبير.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة