نقلا عن العدد اليومى...
هى الزيارة الأولى للعاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى مصر، لكنها زيارة تحمل الكثير من المعانى والمفاتيح التى تتعلق بالكثير من التحركات على المستوى العربى والسياسى والأمنى، فضلا عن المصالح المشتركة للبلدين التى تتعلق بالمستقبل الجيوسياسى للمنطقة العربية. الزيارة تأتى بعد شهور شهدت الكثير من التحولات السياسية، فى المنطقة تأكيد لكون القاهرة والرياض عاصمى القرار العربى انطلاقا من تنسيق وتقارب فى وجهات النظر تجاه ما يجرى فى المنطقة من تحولات وأخطار تواجه المنطقة ودولها، فى ظل حالة سياسية تتسم بالتحديات والتحركات المختلفة فى سياقات الفعل العربى. وبالتالى فإن الزيارة تحمل الكثير من المؤشرات على وجود تنسيق واضح فى رسم السياسات العربية تجاه القضايا المختلفة.
المباحثات الثنائية بين الرئيس السيسى وخادم الحرمين الشريفين سوف تشمل تقييما للفترات السابقة، استعدادا لتحولات فى القضية اليمنية بعد شهور من عاصفة الحزم، حيث يتوقع أن تتجه الأوضاع إلى وقف للحرب والبدء فى إعادة بناء اليمن وهى خطوة لو تمت خلال هذا العام تمثل تقدما للأمام فى سياقات إعادة الأوضاع إلى الاستقرار. وفى حال نجاح التهدئة يمكن الحديث عن اتجاهات للاستقرار الأمنى فى المنطقة العربية. مع الدفع نحو إعادة القوة إلى النظام العربى ليكون القرار إقليميا وليس خارجيا، وهناك محاولات كثيرة معروفى تثير التوترات وتتجه الإرادة المصرية والسعودية إلى أخذ زمام المبادرة فى طريق تقوية النظام العربى المشترك.
وقد دعمت المملكة العربية السعودية دعمها مصر طوال السنوات الاخيرة وكان موقف الملك عبدالله بن عبدالعزيز الداعم لمصر بعد 30 يونيو والجهد السياسى والدبلوماسى والاقتصادى الذى قدمته السعودية عاملا مهما فى المواجهة مع كل محاولات التدخلات الخارجية وصد الهجوم على مصر، وجاء الملك سلمان ليؤكد استمرار التعاون والتنسيق بين مصر والسعودية، وكانت مناورات «رعد الشمال» بمشاركة القوات المسلحة المصرية والسعودية و20 دولة عربية وإسلامية، تعبيرا عن وحدة المواقف فى مواجهة التحديات التى تواجه المنطقة وتهدد الأمن القومى العربى.
من هنا تأتى أهمية قمة «السيسى وسلمان»، التى تمثل ردا واضحا وتأكيدا على عمق العلاقات بين البلدين على المستوى السياسى والعسكرى والاستراتيجى والاقتصادى بما تشمله من توقيع اتفاقيات، ومذكرات تفاهم لضخ استثمارات واتفاق مع الصندوق السعودى لتنمية سيناء، بما تمثله هذه الخطوات من تدعيم العمل المشترك.
ومن هنا فإن زيارة خادم الحرمين تأكيد للتعاون والتباحث حول أهم القضايا والتحديات التى تواجه العالم العربى ورسم رؤية عربية للمستقبل.
موضوعات متعلقة:
ابن الدولة يكتب : التموين والأسعار والاحتكار... استراتيجية إلغاء الوسطاء تدعم الفلاحين وتمثل أفضل مواجهة للاحتكار وضبط الأسواق .. والفترة الماضية شهدت شكاوى كثيرة من نقص السلع التموينية
ابن الدولة يكتب: صراعات المال بين إخوان تركيا تكشف المستور.. رواتب الإعلاميين والفنانين تثير الغيرة وتشعل حروب الاتهامات بين قيادات التنظيم.. ننتظر المزيد من فضائح الجماعة بسبب التنافس على الأموال
ابن الدولة يكتب: إذا اختلف الإخوان ظهر التمويل فى تركيا.. صراعات أجنحة التنظيم وحلفائه على الأموال.. وإعلان عودة بعضهم تفتح أبواب الاتهامات بالعمالة ..والبعض يستثمر وجوده بالخارج لمضاعفة الأرباح
