كتاب "السلطة فى الإسلام" يؤكد: السلفيون غيروا نصوص الإسلام من أجل السياسة

الجمعة، 08 أبريل 2016 09:17 ص
كتاب "السلطة فى الإسلام" يؤكد: السلفيون غيروا نصوص الإسلام من أجل السياسة غلاف كتاب السلطة فى الإسلام
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"لقد قرأنا بعض الأحاديث فى كتب السنة الصرف فلم نفهمها، فلما قرأناها فى كتب التاريخ فهمناها، كما قرأنا أحاديث فى كتب السنة الصرف فقبلناها، ثم قرأناها فى كتب التاريخ فلم نقبلها، لذلك ارتأينا القراءة فى النص على ضوء التاريخ وفى التاريخ على ضوء النص" كان تصدير المركز الثقافى العربى لكتاب عبد الجواد ياسين.

والكتاب قراءة للسلطة على ضوء التاريخ، ناقش خلالها جدل النص مع الواقع التاريخى الذى فرضه الصراع السياسى بخلفياته الاجتماعية، وهذا الأمر تسبب فى طغيان الواقع على النص، ليس فقط إلى درجة انفراد الواقع دون النص بإملاء النظرية السياسية، بل إلى درجة إنشاء النص، أى اختلافه كى يتوافق مع الواقع كما هو، أو كما تريد أن تقرأه كل فرقة من الفرق السياسية، وهو ما أسماه المؤلف ظاهرة "التنصيص السياسى" التى أدت إلى تديين الحوادث التاريخية اللاحقة على النص.

ويرى الكتاب أن السلطة لم تتشكل من خلال النص، وإنما تشكلت من خلال التاريخ، ليس ذلك فحسب، بل إن تاريخ السلطة قد أدى دوراً فى تشكيل النص"، والكتاب عمل على تشريح الاتجاهات الفقهية السائدة فى التّاريخ الإسلامى وأدواتها الاستدلالية ومصادرها التّشريعية، وهو ما أثار لغطًا كبيرًا فى الأوساط الفقهية التّقليدية فى العالم العربى.

ويرى عبد الجواد ياسين أن الحديث عن فجوة الخصام التى وقعت بين النّص والتّاريخ يستلزم الكلام على "إسلامين" اثنين، أولهما: إسلام النّص الثّابت بالوحى كتابًا أو سنّة وثانيهما: إسلام الواقع التّاريخى المتمثل أولاً فى أنظمة الحكم المتعاقبة، التى قامت على أرض الإسلام وانتسبت إليه عادة لا بسبب من التّمثل الموضوعى لقيّمه ومبادئه، وإنّما بسبب الرّاية الاسمية التى ظلّت مرفوعة به ردحًا من الزمن، والمتمثّل كذلك فى قواعد الفقه الاجتهادية التى لا يمكن أن تكون مصدرًا أبديًّا متمتّعًا بقداسة الوحى أو فرضية النّصوص

ويرى "عبد الجواد" أن المشكلة التى نواجهها اليوم تكمن فى تلك المصادر المرجعية اللّانصية كالإجماع والقياس وقول الصحابى وعمل أهل المدينة وأقوال الفقهاء من أصحاب المذاهب أو ما اصطلح عليه الكاتب "بالمنظومة السّلفية"، التى وُضعت إلى جوار النّص الخالص واكتسبت صلاحياته المقدّسة والتّشريعية، ثم ساهمت بالنّصيب الأوفى فى عملية التّدوين الكبرى للإسلام، الأمر الذى يعنى فى النّهاية تضاؤل حضور النّص فى تشكيل العقل المسلم الرّاهن، و"استبداد السلف بالتّفكير والمعرفة.

كما أكّد الكاتب أن النص القرآنى فى لحظته النّصية الأولى يؤكّد خلوّه من الوصية بالسلطة لفرد أو أسرة كما تزعم الشّيعة، وقد واكب ذلك وساعد عليه تنامى عملية الطّلب على الحديث النّبوى، التى كانت المنظومة السنّية قد شرعت فيها بكثير من المبالغة والنّهم، مما أدّى إلى توافر كميات هائلة من النّصوص المنسوبة إلى السنّة، لكن على الرغم من ذلك ظلّ دليل الإجماع أى فعل الصحابة هو الدّليل الرّئيسى فى عملية تأسيس الخلافة.

وأشار الكاتب إلى أنّ الفتن السّياسية التى ظلت ملازمة لتاريخ المسلمين منذ مقتل عثمان ساهمت فى "صناعة" جزء لا يستهان به من النّصوص المنسوبة إلى السنّة، ومن هنا فإنّ طغيان الدّور الذى أدّاه التّاريخ السّياسى فى تكوين العقل المسلم لا يتمثل فى مزاحمته للنّص الشّرعى الخالص فحسب، بل يتمثل أيضًا فى تصنيعه لجزء من بنية هذا النّص.

"أنا مهموم بفكرة الحرية على المستوى الإنسانى، وأزعم أنّ الحرية جزء من الشقّ الغريزى للإنسان، الحرية شىء فطرى طبيعى، وهى شقّ من تكوين الإنسان ذاته، ولكنّ الشق الفردى فى العقل العربى المسلم مُغيَّب تاريخياً، ومضغوطا داخل الشقّ الجماعى، لأنّ هناك تصوّراً جمعيّاً يفكّر عنه، ويتكلّم باسمه، ويلزمه، وأنت جزء من هذا السياق الكلّي، الذى لا تستطيع الخروج منه".


موضوعات متعلقة..


- ننشر تفاصيل الخطة الإستراتيجية طويلة الأجل بوزارة الآثار حتى 2030.. تحقيق دخل سنوى 5 مليارات جنيه.. افتتاح المتحف الكبير.. استرداد القطع الأثرية المهربة للخارج.. وتأسيس أول مركز للبحوث الأثرية والمتحف










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة