جمال المتولى جمعة يكتب: مجلس قومى للمواهب العلمية الشابة هو الحل

السبت، 30 يوليو 2016 02:00 م
جمال المتولى جمعة يكتب: مجلس قومى للمواهب العلمية الشابة هو الحل طلاب - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليم هو قاطرة التنمية الذى من خلاله انتقلت العديد من الدول النامية مثل الصين وكوريا الجنوبية وماليزيا والهند والبرازيل التى كانت تئن من الفقر ووطأة الديون إلى دول متطورة نتيجة الاعتماد على النفس وتطوير منظومة التعليم لأن العلم هو الوسيلة الوحيدة الآن لاختصار المسافات واختصار الوقت. بعد ثورة 25 يناير العظيمة تعالت الأصوات بضرورة الاهتمام بالتعليم كمحور رئيسى وهام للنهضة ولكن مازلنا نسير بخطى بطيئة دون تقدم علمى ملموس.

ففى عهد محمد على قاد نهضة حديثة لكى تنهض دولته فأسس منظومة تعليمية تكون العماد الذى يعتمد عليه لتوفير الكفاءات البشرية التى تدير هيئات دولته الحديثة وجيشها القوى فأرسل طائفة من الطلبة الأزهريين إلى أوروبا للدراسة فى مجالات عدة ليكونوا النواة لبدأ تلك النهضة العلمية. بعد فترة طويلة من الظلام التى عاشها المصريون نتيجة اهمال التعليم فقد أمن محمد على بان التعليم والتقدم العلمى هو أساس لكل تقدم فقد اهتم بالتعليم لدرجة لم يسبقه اليها احد ممن حكموا مصر.

إن إصلاح مصر ورقيها وتقدمها لن يكون إلا برقى وتطوير التعليم وتغيير المناهج التعليمية لتكون قادرة على مواكبة العصر الحديث ولا مانع من الاستفادة من تجارب الأمم والشعوب المتقدمة، ولكن دون نبذ لهويتنا ولغتنا وكياننا القومى والاجتماعى.

وقد طالب الكثير من المصريين بتطبيق الأساليب التى اتبعها محمد على لتطوير التعليم فى مصر والنهضة بها ولكن لم يتحقق شىء ملموس حتى ألان بكل أسف. ولكن بعد طوفان تسريب امتحانات الثانوية العامة التى تعد فضيحة بكل المقاييس إضافة إلى تقليص ميزانية التعليم والبحث العلمى الذى نص عليها الدستور المصرى لصالح مشروعات غير مجدية فى الوقت الراهن أصبحت الحاجة ملحة الان إلى التفكير جديا فى إعادة هيكلة منظومة التعليم والدفع بقيادات على درجة عالية من الكفاءة العلمية لديها خطط تربوية للارتقاء بالمنظومة التعليمية وتعديل لوائح برامج التعليم القائمة على الحفظ والتلقين ووضع امتحانات تعتمد على قدرات الطالب العقلية التى تحتاج إلى التفكير والاستنباط والتحليل الجيد والإلمام بالمواد الدراسية. فالتعليم هو صانع التاريخ وضمان المستقبل وسياج الحماية الأول فتاريخ الأمم منذ فجر التاريخ تحركه الأفكار وتحميه العقول اكثر بكثير مما تفعله الأسلحة الفتاكة.

إن مصر فى حاجة حقيقية لتفعيل المجلس القومى للتعليم على أن يضم المتخصصين من كافة المشارب التربوية والعلمية والثقافية والاقتصادية والسياسية وكذلك العمل على إنشاء مجلس قومى للمواهب العلمية الشابة يتبع رئيس الجمهورية مباشرة ويشرف عليه علماؤنا فى كافة التخصصات العلمية والفكرية. علينا أن نتحرك من الآن فصاعدا ونحن على يقين أن المستقبل الحقيقى لمصر لن يكون إلا من نافذة التعليم والبحث العلمى.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة