باتت دولة المتسولين داخل وسائل المواصلات، خطر على الأمن العام، حيث ينزح العشرات منهم داخل المواصلات العامة خاصة المترو والسكة الحديد، لاستجداء الركاب والحصول منهم على الأموال، لدرجة أن بعضهم يجمع 5 آلاف جنيه يومياً حصيلة عملية التسول.
ويلجـأ المتسولون إلى اتخاذ مجموعات من الحيل الماكرة لاستجداء الركاب واستعطافهم لجمع مزيد من المال، حيث يصيبوا أنفسهم بالعديد من الإصابات لكسب التعاطف، لدرجة أن أحدهم أصاب "فلذة كبده" بعاهة لجمع المال، فيما يختلق البعض إصابات وهمية، كأن يدعى عدم قدرته على الترجل على قدميه أو يتقمص دور الكفيف، وكلها أدوات للمتسولين لجمع المال.
وبالرغم من زيادة أعداد المتسولين داخل وسائل المواصلات واتخاذها مهنة من قبل البعض لما تدره من أموال على العاملين بها، إلا أن الإجراءات الأمنية الصارمة تسقط العشرات منهم بصفة يومية فى حملات شرطة النقل والمواصلات، حيث يقود اللواء محمد يوسف، مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات، حملات يومية لملاحقة المتسولين داخل وسائل المواصلات وحماية الأمن الاجتماعى من خطرهم.
ووفقاً لمحاضر الشرطة، فقد نجحت الأجهزة الأمنية فى ضبط أخطر العناصر المتسولة داخل وسائل المواصلات، الذي يصل راتبه الشهرى إلى 150 ألف جنيه بموجب 5 آلاف جنيه شهرياً يحصل عليها من المواطنين من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثانية عشر عند منتصف الليل.
وجاءت عملية القبض على المتهم، بعدما تمكنت الخدمة الأمنية المعينة بمحطة حدائق المعادى لمترو الانفاق من ضبط "محمد.م" 31 سنة عاطل، أثناء استجدائه جمهور الركاب داخل أحد قطارات المترو لدى وصوله المحطة،حيث عثر بحوزته على 5137 جنيه فئات مختلفة، وأكد المتهم أن المبالغ المالية المضبوطة حصيلة تسوله خلال يوم واحد، وتم الكشف عليه جنائياً فتبين أنه مطلوب ضبطه للتنفيذ عليه فى القضية رقم 5261/2005 جنح الحدائق " تسول"، فتحرر له المحضر رقم 6/276 أحوال قسم شرطة أول مترو الأنفاق.
كما تجرد مواطن من جميع المشاعر الإنسانية واستبدل قلبه بحجر، وقرر الاتجار بطفله بحثاً عن المال، حيث ألحق به عدة إصابات بآلة حادة فى الرأس والقدم، لتهيئته لأعمال التسول، وتم ضبط الطفل بالمترو وتلاحق أجهزة الأمن والده، حيث تمكنت الخدمة الأمنية المعينة بمحطة شبرا الخيمة لمترو الأنفاق من الطفل "إبراهيم .م" 9 سنوات، أثناء استجداء جمهور الركاب بالمحطة، وضبط بحوزته 11 جنيها حصيلة تسوله.
وتبين أن الطفل المتسول به إصابة قديمة بالقدم اليسرى وبعض الجروح القديمة بالرأس، واستمع ضباط المباحث إلى أقوال الطفل، الذى فجر عدة مفاجأت أثناء استجوابه، وقال الطفل: "بابا الله يسامحه هو اللى عورنى عشان اشحت فى المترو والناس تتعاطف معايا وأجمع فلوس كتير.. وقال لى دى تعويرة بسيطة هتكسبك دهب"، تم تحويل الطفل لمستشفى النيل للتأمين الصحى لتوقيع الكشف الطبى عليه، وورد التقرير الطبى يفيد إصابته بجرح قطعى قديم ملتئم بالرأس ويوجد به بعض الالتهابات، حيث تم عمل اللازم له وخروجه، تم اتخاذ كل الإجراءات القانونية وتحرير المحضر رقم 18/126 أحوال قسم شرطة ثالث مترو الأنفاق.
بدوره، أكد اللواء محمد يوسف، مساعد وزير الداخلية، أن الحملات الأمنية على المتسولين لن تتوقف، وأن التواجد الأمنى المكثف بالمترو والسكة الحديد يساهم فى ضبط المتسولين وتقديمهم لجهات التحقيق.
