عمرو صحصاح يكتب: متى نتعامل بشكل إنسانى مع الفنانين الذين غدرت بهم الحياة؟

السبت، 03 سبتمبر 2016 01:00 ص
عمرو صحصاح يكتب: متى نتعامل بشكل إنسانى مع الفنانين الذين غدرت بهم الحياة؟ الفنان يوسف فوزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حدثنى كثيرا عدد من نجوم المراحل الماضية، وهنا أقصد السنوات الأخيرة وما قبلها، الفنانون الذين أضافوا بريقا للعشرات من الأعمال السينمائية والأعمال التليفزيوينة على مدار سنوات طويلة وأمتعوا مشاهديها، على سبيل المثال وليس الحصر الفنان الكوميدى الكبير إبراهيم نصر، والفنان الكبير يوسف فوزى، والذى تناساه منتجو الدراما التليفزيوينة، منذ إصابته بمرض "الرعاش" قبل بضعة أشهر، بعدما كان ضيفا دائما وعنصرا فعالا فى أعمالهم.

هنا أستغل عددا من التجار أقصد "المنتجين" مرض هذا الرجل "يوسف فوزى"، الذى وصفه الراحل أحمد زكى برشدى أباظة جيله، نظرا لوسامته وكبريائه أمام الكاميرا، وعرضوا عليه المشاركة فى أعمالهم مقابل أجر لا يتقاضاه وجه جديد أو ممثل مبتدئ، وعندما أخطرهم أن أجره كذا، وأنه لن يتنازل عما كان يتقاضاه فى السابق، خاصة بعدما أخبرهم أن مرضه فى الغالب لن يؤثر عليه، وإن كان مرض "الرعاش" الذى يعانيه يجعل يديه تهتز، فسيسعى لتجنب ذلك أثناء تصوير مشاهده، وسيتم ذلك بمساعدة المخرج كى لا يظهرها فى المشاهد التى لا تتطلب ظهور يداه، حتى سمع "المنتج" هذا الكلام، وقال له نصا: "طيب هنكلمك تانى"، ولم يحدثه فى الأمر ثانية، حتى تكرر هذا الموقف مع منتج آخر.

أيضا الفنان الكبير الكوميدى إبراهيم نصر، والذى يجلس فى منزله لعدم وجود ما يناسبه، رغبة منه فى الحفاظ على تاريخه الكوميدى المتميز، وعندما يستعين به المخرجين، يعرض عليه منتجو أعمالهم أجورا قليلة للغاية، تكاد لا تكفى مصاريف بيته، وهو الأمر الذى يعتبره إهانة لتاريخه الفنى، خاصة أنه من أبرز وأهم نجوم الكاميرا الخفية فى الوطن العربى، فضلا عن مشاركته فى العشرات من الأفلام السينمائية لكبار النجوم، ولذلك فيستمر فى رفضه، ربما الساحة الفنية المشوهة التى يكثر فيها فئة المنتجين، الذين يعتبروا الفن مجرد "سبوبة" يربحون منها، ووسيلة للشهرة فقط هم السبب فى ذلك.

داخل بلاتوهات التصوير أيضا تظهر التفرقة العنصرية بين الفنانين بالعمل الواحد من حيث شكل الغرفة التى يقطنها كل فنان بالاستوديو، ووجبة البريك، فنجم العمل له غرفة 7 نجوم بينما ممثلو الأدوار الثانية والثالثة لهم غرف نجمة واحدة أول أقل، نعم الحياة الفنية تسيطر عليها الصبغة التجارية، وتخضع للمكسب والخسارة، ومن حق المنتج أن يضمن "فلوسه"، لكن السؤال هنا متى سنتعامل بشكل إنسانى مع من غدرت بهم الحياة الفنية؟









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة