حسين رمضان عويس يكتب: نقطة ومن أول الطريق

الجمعة، 09 سبتمبر 2016 03:00 م
حسين رمضان عويس يكتب: نقطة ومن أول الطريق ورقة وقلم - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أن أكون من أوائل الذين طالعوا هذا الكتاب فهذا يعد شرفا لى، نقطة ومن أول الطريق كتاب جديد صدر للكاتب صابر حسين خليل، وهو من أبناء هذه الصفحة فى اليوم السابع، بدأنا نطالع إبداعاته عبر هذه الصفحة، واليوم نحن بصدد الحديث عن كتابه نقطة ومن أول الطريق الذى صدر مؤخرا عن دار شهرزاد بعمان الأردن.

 

وقبل الحديث عن الكتاب ومؤلفه أحب أن أشكر اليوم السابع لما قدمته من يد العون لكل المبدعين الشبان، فقد أتاحت لهم الفرصة لنشر إبداعاتهم، ووصوله إلى قاعدة عريضة من جمهور اليوم السابع، ومن ثم قدمتهم للحياة الثقافية.

 

الكتاب يعبر عن رحلة الكاتب من اليأس إلى النجاح، تجربة توضح ما كان يعانيه الكاتب من معوقات النجاح التى تجذبه إلى الرضا بما هو كائن. يقول صابر حسين فى بداية الكتاب " طوال أربعين عام هى كل سنوات عمرى، لم أعرف للوقت قيمة، ولم أدر كيف يكون للنجاح طعم، سنوات تمر دون حراك بلا خطوات للأمام، فى نفس الحيز فى المكان والزمان. حبست نفسى طوال هذه السنوات، سجن من صنعى أنا، وكنت أؤمن أن الظروف هى من صنعت هذا السجن، وكان يقينى أن هذا السجن هو عقابى الذى لا مفر منه، استسلمت ووضعت قيدًا فى يدى حتى لا أفكر فى الخروج من هذا السجن..." ثم يبين لنا نقطة البداية للبحث عن الحل فيقول "... حتى جاء مبلغى الأربعين، فى هذا اليوم امتدت لى يدٌ عبرت كل الأزمنة والأمكنة حتى وصلت إلى فى سجنى، فكت قيودى قيدًا ثم آخر حتى وصلت إلى قيدى الأهم قيد العقل، فكت طلاسم عديدة وفى النهاية نجَحتْ فى أن تقنعنى أن السجن الذى صنعتُه طوال تلك السنوات وهمٌ، خطوة وراء خطوة نجحتُ فى تحطيم سجنى، بعد أربعين عامًا أصبحت خارج أسوار سجنى بلا قيد. أعيش حرًا طليقًا وكأننى امتلكتُ أجنحة أحلق بها بعيدًا فى أفق الحرية التى لم أرها من قبل. حاولتُ أن أشكر صاحب هذه اليد التى قدمتْ لى العون للخروج.قال لى: لن أقبل منك شكرًا من بين الشفاه.. أريد شكرًا تصنع به حياة..." ثم يبدأ الكاتب فى رحلته نحو النجاح متحديا كل الظروف والمعوقات ويبدأ فى سرد أسباب اختيار هذا العنوان للكتاب فيقول "... وقد اخترت له عنوانًا يوحى بمضمونه سميته " نقطة ومن أول الطريق ".

فالنقطة هى نهاية قصتك ومأساتك القديمة لتبدأ من أول الطريق.تبدأ حياة جديدة..."  وطرح الكاتب سؤلاً بقوله السجن اختيار أم عقاب؟ فيقول "... فالسجن المادى والسجن المعنوى اختيارنا نحن، اختيار ربما ظللنا نعانى منه مدى الحياة.

السجن اختيار محض لنا، وهو كذلك عقاب لنا سواء عاقبنا به أنفسنا، أم كان من المؤسسات العقابية بالدولة وفقًا للقانون.

ومصطلح سجين فى كتابنا هذا يشمل سجين الروح وسجين الجسد.

أيها السجين البداية لابد أن تكون من داخلك أنت ؛ نقطة البداية تأتى من إحساسك بأن الطريق الذى مشيته طوال عمرك خطأ أو يحتوى على أخطاء كثيرة..."

 ثم يطلب المؤلف من القارئ عدم انتظار العون من أحد قائلا ".... صديقى السجين لا تنتظر يدًا تقدم لك العون، لا تنتظر صديقًا أو قريبًا أو حتى حبيبًا، ربما تجد الكل قد تخلى عنك وربما تجد أحدهم مازال يحمل لك بقايا علاقة قديمة.

أنت لا تحتاج تعاطفًا من أحد. أنت تحتاج فقط لأمر وحيد فقط، تحتاج إلى من يحميك فى طريقك الجديد ولن تجد حماية كاملة تشملك إلا من عند الخالق عز وجل..." ورغم كل الصعوبات التى ذكرها المؤلف يبشر القارئ تحت عنوان تستطيع أن تفعلها فيقول " عزيزى السجين يا من سجَنَتْك نفسُك، اعلم جيدًا أن محاولتك التى سوف تقوم بها لتتحرر من سجنك ستلقى كل مقاومة من هذه النفس التى سجنتك... لا تجعل النفس توهمك بصعوبة هذه اللحظة، تخيل نفسك ممثل قدير أتقنت دورك الشرير فى فيلمك السابق، وأنت تستعد الآن لدور الرجل الصالح فى فيلمك الجديد.

لعلك تتعجب من تشبيهى ذلك ! نعم تمثيل، قم بدورك بمنتهى الإتقـان، تقمص الشخصية الجديدة الصالحة، اندمج معها حتى تصبحا شخصًا واحدًا.

التغيير يبدأ بالتمثيل حتى تصبح هذا الشخص الجديد..."

 

ثم يسرد الكاتب دور العمل التطوعى فى بناء شخصية ناجحة، وينتقل الكاتب لدور القراءة وأهميتها فى بناء شخصية سوية ويشرح الكتاب من خلال أسئلة محددة عن القراءة وكيف نقرأ ؟ولمن نقرأ؟ وكيف نقيم ما نقرأ؟ يشرح من خلال ذلك كيف تكون القراءة السليمة التى تكسبنا المعرفة والثقافة، ويتناول الكتاب أمثلة كثيرة لنصوص مختلفة وطرق قراءتها الصحيحة، فالنص الدينى يختلف فى قراءته عن القصة والرواية كما تختلف قراءة المقال عن قراءة أدب الرحلات.

 

عزيزى القارئ إن كتاب نقطة ومن أول الطريق لمؤلفه صابر حسين خليل يستحق القراءة وسوف يرسخ فى ذهنك مفاهيم جديدة حول التمسك بالنجاح ومحاربة الفشل. ولعله نقطة لحياتك الماضية وبداية حياة جديدة لك.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة