أغرب القضايا أمام المحاكم بسبب "الحماوات الفاتنات".. زوجة تصاب بعاهة مستديمة بسبب "بلوك" لحماتها.. مشاجرة "دعاء" مع والدة زوجها تتطور إلى جريمة قتل.. ومرشدة أسرية تقدم روشتة لاحتواء الخلافات

الأحد، 15 يناير 2017 08:38 م
أغرب القضايا أمام المحاكم بسبب "الحماوات الفاتنات".. زوجة تصاب بعاهة مستديمة بسبب "بلوك" لحماتها.. مشاجرة "دعاء" مع والدة زوجها تتطور إلى جريمة قتل.. ومرشدة أسرية تقدم روشتة لاحتواء الخلافات مارى منيب فى دور الحماة
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى كثير من الأحيان تكون المعركة التاريخية بين القط والفأر "توم وجيرى" هى التوصيف الأمثل للعلاقة بين الزوجة والحماة، هذه العلاقة التى كثيرًا ما يشوبها الصراع، سواء الخفى أو الواضح الصريح بين امرأتين على رجل واحد، هو زوج إحداهما وابن الأخرى.
 
وأحيانًا ما تتحلى الزوجة أو الأم أو كلاهما بالذكاء الكافى لإدراك حقيقة أن الخلاف بينهما سيؤدى بلا شك إلى انهيار البيت، ويتعايشان فى سلام دون مشاكل أو احتكاك، وفى أحيان أخرى تندلع بينهما اشتباكات خفيفة يمكن تداركها واحتوائها من وقت لآخر، ولكن أحيانًا ما يتطور الأمر إلى ما هو أسوأ بكثير ويصل الخلاف إلى المحاكم، سواء محاكم الأسرة لإنهاء العلاقة الزوجية، أو محاكم الجنايات أحيانًا.
 
وخلال الأيام الماضية رصدنا عددا من القضايا الغريبة التى تجسد تطورًا لافتًا للخلاف بين الحماة والزوجة.. 
 

"بلوك" على فيس بوك ينتهى بـ"عاهة مستديمة" للزوجة

القضية الأغرب التى ظهرت على السطح خلال الأيام الماضية كانت قضية "ش.ع" التى رفعت دعوى طلاق أمام محكمة الأسرة بزنازيرى بعد شهور قليلة من الزواج، نظرًا لتعرضها لاعتداءات متكررة من حماتها كانت آخرها وأشدها قسوة ضربها ما تسبب لها فى عاهة مستديمة وأقامت شهرين على إثر الإصابة بالمستشفى بسبب حذفها من حسابها على "فيس بوك" وعمل "بلوك" لها.
 
وحسب رواية الزوجة فإنها أقدمت على حذف حماتها من "فيس بوك" بسبب تعليقاتها المستمرة بالسب لها ولأصدقائها وأقاربها.
 

"منال" أمام النيابة بعد 10 سنوات زواج بسبب "غيرة الحماة"

أما "منال" التى رفعت دعوى طلاق أمام محكمة الأسرة حملت رقم 332 لسنة 2016 بعد 10 سنوات من الزواج، فحسب روايتها أمام المحكمة، كانت حماتها سبب إفساد حياتها الزوجية منذ انتهاء شهر العسل ولمدة 10 سنوات كاملة.
 
وقالت منال إن حماتها كانت تغار على زوجها منها لأنه الابن الوحيد لها، وكانت تعاملها كابنتها قبل الزواج ولكن المشاكل بدأت بعد الزواج وتزايدت بعد إنجاب الطفل الأول الذى حاولت التدخل فى تربيته على طريقتها.
 
تزايدت المشاكل حتى وصلت للإهانات والضرب ومحاولات طردها من البيت وكان مشهد النهاية باستعانة الحماة بشقيق لها مسجل خطر لطرد الزوجة من البيت بالقوة وإجبار الزوج على تطليقها ثم سرقة ذهبها.
 
حين لجأت "منال" للشرطة من أجل تقديم بلاغ بما حدث حاولوا تلفيق تهمة سرقة، وانتهى الأمر باحتجازها فى القسم يومين إلى أن أثبتت شهادة الشهود براءتها من حرق محل الزوج.
 
حكاية "ر.م" لا تختلف كثيرًا عن منال، وإن كانت نهايتها أقسى كثيرًا، فبعد 6 سنوات من معاناة الزوجة التى تبلغ من العمر 19 عامًا من المعاملة القاسية من حماتها رفعت دعوى طلاق للضرر برقم 2387 لسنة 2016 وحررت محضرًا ضد حماتها بقسم روض الفرج تتهمها فيها بإلقائها من "بير السلم" مما تسبب فى كسور بالغة وإصابتها بالعجز لشهور.
 

خلافات "دعاء" مع حماتها تنتهى بارتكابها جريمة قتل

أما "دعاء" لم تلجأ للقضاء لإنهاء الخلاف بينها وبين حماتها وإنما انتهى الأمر بارتكابها جريمة قتل حيث طعنت حماتها بسكين المطبخ فى تطور بالغ لمشادة بينهما.
 
وكانت "دعاء" انفصلت عن زوجها قبل 8 أشهر بسبب معاملة حماتها السيئة لها، ولكنها عادت للتواصل مع زوجها المغترب فى السعودية من جديد عن طريق الإنترنت وعادا لبعضهما وعندما حاولت دعاء العودة لبيت الزوجية لتجمع بعض متعلقاتها وتسافر إليه فى السعودية وجدت حماتها غيرت "كالون" الشقة وحين طلبت منها نسخة من مفاتيح شقتها قابلت حماتها الطلب بالرفض ووبختها وأهانتها وتطور الأمر إلى مشادة سرعان ما انتهت بقتل الحماة.
 

مرشدة أسرية تقدم روشتة لاحتواء الخلافات بين الزوجة والحماة

بعيدًا عن سجلات محكمة الأسرة فإن الصراع أو الخلاف بين الزوجة والحماة أمر قديم وموجود فى كل المجتمعات، وهو أمر طبيعى حسبما تقول "سارة علاء الدين" المرشدة الأسرية والمدربة المتخصصة فى الدعم النفسى والإصلاح الأسرى، وتوضح لـ"اليوم السابع": الحماة هى امرأة فى النهاية، وداخلها رغبة فى السيطرة مثل كل امرأة، لذلك يحدث دائمًا صراع بين امرأة تحاول السيطرة على ابنها وامرأة تحاول السيطرة على زوجها.
 
سارة علاء الدين المرشدة الأسرية
سارة علاء الدين المرشدة الأسرية
 
وتقول المرشدة الأسرية إن الخلاف بين الحماة والزوجة له أثار شديدة الخطورة على العلاقة الزوجية، فإذا كان الرجل مرتبطا ارتباطا إيجابيا بوالدته، بمعنى أنها كانت السند فى حياته ولها فضل عليه فإنه ينزعج بالطبع من الخلافات بين زوجته وبينها، وسيشعر بالضيق من زوجته.
 
أما إذا كان الزوج اعتمادى أو كما نقول بالتعبير الدارج "ابن امه" فهو ليس شخصية مستقلة وإنما يتأثر بآراء والدته وأحكامها بالتالى توصل له رسائل سلبية عن زوجته تتسبب فى خلافات بينهما.
 
وتحذر المرشدة الأسرية أيضًا من أن الخلافات بين الزوجة والحماة قد تؤثر على العلاقة الحميمة بين الرجل والمرأة، وتوضح: "لأن هذه الخلافات تعكر الصفو العاطفى بين الاثنين فإن الانسجام فى العلاقة الحميمة يضيع تقريبًا، إلا إذا كانت المرأة ذكية بما يكفى لتفصل بين خلافاتها مع حماتها وعلاقتها بزوجها".
 
ومن التأثيرات السلبية الخطيرة أيضًا لعلاقة الحماة السيئة بالزوجة، تكرار الشكاوى من الطرفين للزوج مما يجعله يفقد شعوره بالهدوء والسلام النفسى فى البيت، ويبدأ ينفر من العودة للمنزل وأحيانًا ينفر من الحديث مع زوجته نفسها ويجد نفسه يشعر بالضغط ولا يجد راحته لا مع زوجته ولا أمه.
 
ويمكن أن تتسبب هذه الخلافات فى أن يعانى الزوج أزمة نفسية لأنه ملتقى ضغط من الطرفين، مما يؤثر على إنتاجيته فى العمل وطريقة معاملته لزوجته وأولاده.
 
تحذر المرشدة الأسرية أيضًا من أن هذه الخلافات قد تنعكس سلبًا على الأبناء أيضًا حين تمنع الزوجة الأبناء من زيارة جدتهم أو حين يبث أحد الطرفين رسائل سلبية للأبناء، سواء الحماة أو الأم.
 

كيف نتدارك الخلافات بين الزوجة والحماة

تقول "سارة علاء الدين" المرشدة الأسرية والمدربة المتخصصة فى الدعم النفسى والإصلاح الأسرى إن تدارك هذه الخلافات يجب أن يبدأ من لحظة اختيار الزوج، فعلى المرأة أن تنتبه من البداية إلى مدى قبول حماتها لها لو كانت ترفضها تمامًا تتوقع أن تحدث مشاكل كبيرة بينهما، وإن كانت تتقبلها بشكل متوسط تضع فى ذهنها احتمالية حدوث مشاكل ولو كانت بسيطة وفى الحالتين إما تصرف نظر عن العلاقة وإما تتفق مع خطيبها حول كيفية التعامل مع المشاكل المحتملة مع الأم.
 
أما لو كانت متزوجة بالفعل فيفضل، إذا كان هذا ممكنا، ألا تعيش فى بيت عيلة، أو ألا تعيش قريبة من الأم إذا كانت بينهما خلافات لأن هذا يهدئ كثيرًا من الخلافات بينهما. 
 
ولأن الحماة تكون بالتأكيد متقدمة فى السن عن الزوجة، ومن الصعب تغيير طباعها، من المهم أن تتعامل معها الزوجة كأمها وتفكر ببعض العاطفية وأنها ستكون فى يوم من الأيام فى مكانها وتعاملها بإحسان وتتحملها حتى لو كان فى معاملتها بعض الأذى أو القسوة ولكن بحدود بالطبع.
 
وتوضح: هذه الحدود تضعها مع زوجها من البداية، وتقول له على سبيل المثال أنا لن يمكننى تقبل الإهانة، أو التطاول عليّ باليد وفى حالة أن تهينها الأم أو تجرحها لا ينبغى طبعًا أن تنجر للرد عليها بنفس الطريقة أو التطاول عليها وإنما عليها أن تنسحب فورًا وتعلن لزوجها أنها لا تقبل هذه الإهانة وتطلب منه الحل، سواء كان هذا الحل هو أن يراضيها أو يتحدث مع والدته أو حتى يقلل من الاحتكاك بينها وبين والدته.
 

ماذا يجب أن تفعل الأم (الحماة) لتدارك الموقف؟

ومن الجانب الآخر تقول "أسماء محمد" مستشارة العلاقات الأسرية لـ"اليوم السابع" إن جزءا من عبء احتواء المشاكل بين الحماة والزوجة يقع على الرجل الذى يجب ألا يجعل أمه تشعر بأن زوجته خطفت اهتمامه وأنه لم يعد مهتمًا بوالدته.
 
وعلى الحماة أن تحرص على احتواء المشاكل إن كانت زوجة ابنها تفتعلها، وتحاول تنبيهها والتعامل معها بحب كابنتها، وتتذكر أن زوجة ابنها تعينه على الحياة وتهتم به، وأن تحاول ألا تجعل الزوج (ابنها) طرفًا فى الخلاف إلا إذا تطاولت الزوجة بصوت عالِ أو لفظ غير ملائم وقتها تخبرها الحماة أنها ستنسحب وأنها ستشكو لزوجها إن تكرر الأمر.
 
ولزيادة الود بينها وبين زوجة ابنها من المفيد أن تقدم لها هدية من وقت لآخر، وأن تقضى معها بعض الوقت كأن يخرجا معًا لشراء احتياجات البيت أو التشاور معها فى بعض الأمور، أو تطلب منها أن ترافقها فى المناسبات والأفراح، ليس بالإجبار ولكن من قبيل الاهتمام بها.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة