أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

كيف تسرق متحفا مصريا دون عناء؟

الأحد، 22 يناير 2017 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اللصوص فى مصر لا يتعبون أنفسهم فى وضع خطة صعبة أو مركبة لجرائمهم، فهم يختارون الخطة الأسهل التى ثبت نجاحها 300 مرة من قبل، وتبنتها الأفلام بصفتها السيناريو الأبسط الذى يحتوى الإثارة وفى الوقت نفسه يحتوى على قدر كبير من الاستهانة بالخصم، وذلك ما حدث مؤخرا فى سرقة 5 لوحات لفنان مصر الأشهر محمود سعيد من متحف الفن الحديث فى الأوبرا.
 
يحدث ذلك لأن اللصوص فى مصر يعتمدون على غفلة المسؤولين، يعرفون جيدا أنهم لن يهتموا بما فيه الكفاية وأنهم لا يتعلمون من أى درس مصرى أو عالمى سابق فى هذا الشأن.
 
حدث أنه يوم 12 يناير الجارى، ذهب أحد الأشخاص مدعيا أنه فنان تشكيلى ومخرج سينمائى ومعه أوراق مزورة بإمضاء الدكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفن التشكيلى، إلى متحف الفن الحديث، وطلب الاطلاع على اللوحات الموجودة فى المحزن لأنه يقوم بعمل توثيقى لأعمال محمود سعيد، وطبعا لم يتأكد أحد من أى أوراق، بمجرد أن سمعوا اسم خالد سرور صمتوا، وهناك قام هذا المدعى بالاستيلاء على اللوحات الحقيقية ووضع مكانها أخرى مزورة، فعل ذلك مع خمس لوحات هى «الصلاة، زيارة القبور، بنت البلد، نبوية، الهجرة» وخرج بكل سهولة ويسر وذهب إلى بيته سعيدا بفعلته مفكرا فى مستقبله وشاعرا بالنشوة، وحتما فكر هذه الليلة أن يقضى وقته ساهرا يشاهد فيلم «حرامية فى تايلاند» بينما نام موظفو متحف الفن الحديث هانئين غير منزعجين من أى شىء، رغم أنه فى هذه الليلة لم تزرهم الأحلام.
 
اللصوص فى مصر، يعتمدون على غفلة الموظف، وينسون التكنولوجيا، وهذا ما وقع فيه حرامى اللوحات، فبعد أسبوع بالتمام والكمال، تمت مراجعة أعمال الكاميرا وظهرت السرقة واضحة، واستطاع الأمن القبض على اللص.
 
بالطبع هناك عدة ملاحظات فى هذا الأمر، أولا: هو أننى لا أريد أن أشكك فى اللوحات الخمس المستردة، لكن يجب أن يقوم خبراء بدراستها والتأكد من أصليتها، ربما يكون هذا اللص توقع حركة القبض عليه وسرب اللوحات مبكرا واحتفظ بنسخة أخرى مقلدة.
 
ثانيا: للأسف سوف أقول إننى أحترم هذا الحرامى، لأنه أدرك قيمة محمود سعيد، حتى ولو بطريقة إجرامية، فهو يعرف تماما أن لوحات هذا الفنان المتميز هى الأغلى سعرا بالنسبة لفنانى مصر فى المزادات العالمية، وأن لوحاته تباع بالملايين، بينما الموظفون الحراس لا يدركون ذلك، وربما لا يعرفون محمود سعيد أصلا.
 
ثالثا: حلمى النمنم، وزير الثقافة، فعل الصواب عندما أحال جميع العاملين بالمتحف للنيابة، لأنهم لم يقوموا بعملهم ولمدة أسبوع كانوا غافلين عما حدث.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة