قرأت لك.. مستشرق ألمانى يسأل: لماذا نسينا المسلمين ضحايا الهولوكوست؟

الإثنين، 23 يناير 2017 07:00 ص
قرأت لك.. مستشرق ألمانى يسأل: لماذا نسينا المسلمين ضحايا الهولوكوست؟ غلاف الكتاب
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"إذا كان من واجبنا الأخلاقى أن نقبل الرواية اليهودية عن الهولوكوست كما هى، من دون التدخل فى النقاش حول الجانب الإحصائى للجريمة.. فإن من حقنا أن نطالب أبناء الضحايا بالاعتراف بمكانة الضحايا الفلسطينيين وبحقهم فى الحياة والاستقلال" بتلك الكلمات للشاعر الفلسطينى محمود درويش، يمكن أن نفهم دراسة المستشرق الألمانى جرهرد هب فى كتابه "العرب فى المحرقة النازية ضحايا منسيون" والذى قام بترجمته محمد جديد.

وينطلق  المؤلف فى كتابه المهم من سؤال، لماذا لم يتم إلقاء الضوء على ضحايا النازية والفاشية من العرب، وذلك فى كل الكتب والأبحاث والتحقيقات التى أرخت لهذه الحوادث سواء فى الكتب العربية أو الأجنبية، لا نجد اهتماما حتى الآن، على النقيض من الأبحاث المكثفة حول تعاون السياسيين العرب مع ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية؟

فى هذا الكتاب يعرض الكاتب النتائج الأولى لأبحاثه حول فئة من الضحايا، هى فئة المعتقلين العرب فى معسكرات الاعتقال الألمانية بين عامى (1939 و 1945 م). وهى توضح أن عدد هؤلاء المعتقلين يمكن مقارنته بعدد المعتقلين المنتمين إلى الأمم الأخرى، ''الصغيرة'' .. وأن آلامهم لم تكن أقل شأنا، أو أهون من آلام الملايين من المعتقلين الآخرين، من غير اليهود.

فبحسب الكاتب إن العرب لم يكونوا قط فى عداد المعتقلين المتمتعين بـ ''الامتيازات"، ولكنهم كانوا يدخلون فى هذه الأثناء فى باب ضحايا النازية ''المنسيين''، وكان من جملة ما أدى إليه هذا، أنه يوجد اليوم فى الحقيقة حديث عن ''المقترفين'' أو "المذنبين" من العرب، وفى مقابل ذلك يفتقد الحديث عن الضحايا منهم.

ولذلك فليس ما يبعث على العجب أن التأريخ العربى وغير العربى، على السواء فى لا يحكى أبدا خلال قراءته للعلاقات العربية – الألمانية بين عامى (1933 و 1945 م)، عن علاقة العرب بالنازية والنازية الجديدة، والمحرقة، لكن يغلب عليها الحديث عن العرب الذين أيدوا المحارق لليهود، وللذين نشروا تجاربهم مع النازية، فيما نشروها فيه، فى مذكرات وفى سير ذاتية.

ويرى غرهرد هُب أن ما زاد من نسيان المعتقلين العرب أو تناسيهم، الصراع بين العرب وإسرائيل الذى نشب العام 1948، وقد سعى العرب منذ ذاك التاريخ إلى الاستهانة بالمحرقة النازية وحاولوا إنكارها متغاضين فى الحين نفسه عن الضحايا العرب والمسلمين المجهولين. وتجاهلت إسرائيل بدورها الضحايا العرب "محتكرة" المحرقة النازية بنفسها لتظهر فى مظهر الضحية الوحيدة عالمياً.

وفى هذا الكتاب يفتح المستشرق الألمانى الذى وضع كتباً كثيرة عن العالم العربى والإسلامى، ملفاً مثيراً يجب أن يُعنى به المؤرّخون العرب إنصافا لأولئك الضحايا أولاً ولإبراز الهمجية النازية التى لم توفّر العرب والمسلمين.

 ويشير المستشرق إلى أن الأبحاث حول الضحايا العرب للنازية لا تزال فى بدايتها، ويجب ألا تقتصر على المعتقلين فى المعسكرات بل أن تشمل فئات أخرى مثل عمّال السخرة وأسرى الحرب.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة