التعليم العالى فى عصر العولمة..كيف نحول طلاب الجامعات لثروة بشرية؟..وزير التعليم البريطانى الأسبق: هدفنا فى مصر تقديم تجربة تعليمية على الطريقة البريطانية..خبراء : التكنولوجيا تنمو أسرع من العلم

الأحد، 15 أكتوبر 2017 11:30 ص
التعليم العالى فى عصر العولمة..كيف نحول طلاب الجامعات لثروة بشرية؟..وزير التعليم البريطانى الأسبق: هدفنا فى مصر تقديم تجربة تعليمية على الطريقة البريطانية..خبراء : التكنولوجيا تنمو أسرع من العلم
لندن - أكرم القصاص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكرم القصاص
 

العالم كله، وليس مصر فقط، مشغول بالتعليم الجامعى بشكل يلغى الحواجز بين التعليم النظرى والحياة العملية.. حتى يمكن أن يكون الخريج قادرا على العمل وإيجاد وظيفة، كما تفرض العولمة فكرة المنافسة وإمكانية وجود فرص عمل فى دول أخرى، بشرط توفر المهارات والقدرات. 

 
من بين أكثر الدول انشغالا بهذه القضية تأتى الجامعات البريطانية. ومن الطبيعى أن تسعى الجامعات المصرية للبحث عن شراكات مع بعض الجامعات البريطانية لتبادل الخبرات فيما يتعلق بالتعليم الجامعى. 
 
 
 
محمد-فريد-خميس

محمد فريد خميس 

 
وكان هذا هو موضوع أحد المؤتمرات المهمة، الذى انعقد فى العاصمة البريطانية، لندن، الأسبوع الماضى.. وعقدته الجامعة البريطانية فى مصر BUE بالاشتراك مع جامعة لندن ساوث بانك، LSBU وهى من أكثر الجامعات البريطانية تفوقًا، فيما يتعلق بنسبة توظيف خريجيها، من خلال برامج تم تطويرها طوال سنوات عمر الجامعة، التى تحتفل بمرور 125 عاما على إنشائها.. وحمل المؤتمر عنوان (تحديات التعليم العالى)، وشارك فى المؤتمر 9 خبراء من الجامعتين البريطانية فى مصر، ولندن ساوث بانك فى لندن.. وأعدت الجامعة البريطانية فى مصر ورقة عمل للمؤتمر حددت فيه أهم التحديات التى تواجه التعليم العالى فى مصر، والفرص المتاحة، وكما يقول الدكتور أحمد حمد، رئيس الجامعة البريطانية، أعد ورقة النقاش خبراء الجامعة، بطلب من المهندس محمد فريد خميس، رئيس مجلس أمناء الجامعة البريطانية، وعرضها فى المؤتمر اللورد د.تشارلز كلارك وزير الدولة البريطانى الأسبق للتعليم العالى، وعضو مجلس أمناء الجامعة البريطانية فى القاهرة.. وتركزت الورقة فى تحديد التحديات والفرص فيما يتعلق بتقديم تعليم عال مستمر يهدف إلى تخريج طالب يستطيع العمل فى أى مكان بالعالم، وينقل التعليم من التلقين إلى تنمية التفكير والمبادرة والابتكار، بهدف تحويل الطلاب إلى ثروة من رأس المال البشرى ومورد وطنى ودولى.
 
وتكشف الارقام والإحصاءات أن معدلات الالتحاق بالتعليم العالى ارتفعت فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال السنوات العشر الماضية.. ويتوقع أن يزيد هذا المعدل حسب منظمة العمل الدولية بـ50 فى المائة خلال عشر سنوات وكل هؤلاء الطلاب يحتاجون إلى وظائف.
 

التعليم وأزمة التوظيف

 
كما أن معدلات بطالة الشباب تصل إلى 28٪ فى الشرق الأوسط وأكثر من 30٪ فى شمال أفريقيا، وهو ضعف المعدل العالمى.. وقد ينتظر الخريج خمس سنوات للحصول على وظيفة.. ومع وجود أكثر من نصف سكان المنطقة أقل من 25 سنة، و3 ملايين شاب يدخلون سوق العمل سنويًا، فهذه واحدة من أكبر التحديات، التى رصدها تقرير التنمية البشرية فى مصر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائى عام 2010 مشيرا إلى أن «الشباب المتعلم ليس له أى مميزات عندما يتعلق الأمر بإيجاد طريقه فى سوق العمل.. فيما يشير البنك الدولى إلى أنه لايوفر التعليم العالى فى المنطقة للخريجين المهارات الأساسية اللازمة للعمل الناجح فى اقتصاد السوق. 
 
وكل هذا يدفع مخططى ومقدمى التعليم الجامعى ومنها الجامعة البريطانية فى مصر فى السعى لمعالجة هذه الفجوة، حيث تركز منذ إنشائها عام 2005 على مهارات الدراسات العليا، وبدلًا من تقديم معلومات جاهزة يتم تدريب الطلاب على كيفية التفكير. 
 
الدكتور-احمد-حمد-رئيس-الجامعة-البريطانية-فى-مصر
 
الدكتور أحمد حمد
 
وكما يقول الدكتور أحمد حمد، رئيس الجامعة، تركز فى برامجها بكلياتها التسع، على المعرفة والفهم، ومهارات تحديد الموضوع، والمهارات المعرفية والقابلة للنقل.. وأيضا المهارات الاجتماعية وحل النزاعات، والاتصال، والتفاعل مع الناس ذوى الخلفيات المختلفة، والأصول والثقافات ووجهات النظر. 
 
وحسب ورقة الجامعة البريطانية بالقاهرة فهى(BUE) تسعى إلى جذب ودعم الطلاب من مصر والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من أجل خريجين عالميين مجهزين للمساهمة فى التنمية لبلدانهم ومنطقتهم والعالم. 
 
ولأن التوظيف على رأس التحديات للتعليم العالى فقد ركز الدكتور شارلز كلارك، الوزير البريطانى السابق، وعضو مجلس أمناء الجامعة البريطانية فى مصر، وأشار إلى أن الخريج من المهم أن يجد وظيفة بالمجتمع تتفق مع دراسته بالجامعة، مثلما هو حادث فى جامعة لندن ساوث بانك.. التى وقعت شراكة مع الجامعة البريطانية فى القاهرة. 
 
وحصلت جامعة لندن ساوث بانك على جائزة أكثر الجامعات فى بريطانيا التى يحصل خريجوها على وظائف فى المجتمع، ولهذا عقدت معها الجامعة البريطانية بمصر شراكة، كما يقول الدكتور أحمد حمد رئيس الجامعة البريطانية بمصر.. مشيرا إلى أن البرنامج المشترك يسعى لتنمية الابتكار لدى الطلاب وتشجيعهم.. حتى يمكن أن يكون خريجو الجامعات موظفين عالميين وأصحاب أعمال، مؤهلين للعمل فى أى مكان وفى كل مكان.. وهو مايعرف بدمج البعد الدولى والثقافات ذات الجودة العالية.
 
 
دكتور-احمد-حمد-رئيس-جامعة-البريطانية-بمصر-والسفير-المصرى-فى-لندن-ناصر-كامل
 ويضيف الدكتور حمد أن الجامعة البريطانية فى مصر تهدف إلى إعداد خريج جاهز للعمل فى مؤسسة وضمن فريق أو فى العمل الحر، أى رجل أعمال وهذا يتطلب توفير برنامج يعتمد على وجود فكرة واحدة أساسية مبتكرة إلى جانب الدوافع الجوهرية لتحقيقها، مثل التفكير فى مشروع خاص والتخطيط له وتنفيذه وكيفية إدارته، وهذه المهارات وقد بدأت الجامعات والكليات بتقديم دورات وبرامج تُركز على توجيه الطلاب نحو الابتكار.
 
 

طرق التعليم والبحث والتبادل

 
وفى عرضه لورقة الجامعة البريطانية بالمؤتمر أكد د.تشارلز كلارك أن التحدى الثانى بعد التوظيف هو طرق التعليم، طرق التعليم، وأشار إلى أن الهدف الإستراتيجى للجامعة البريطانية فى مصر تقديم تجربة تعليمية ذات جودة عالية على الطريقة البريطانية، التى تجذب الطلاب ذوى الإمكانات المتميزة وتزويدهم بالقدرة على الالتحاق بالتعليم العالى والبحث، والمهارات والمعرفة المطلوبة من قبل أرباب العمل أو مبتكرى مشاريع جديدة. 
 
 
 
 
تشارلز-كلارك-وزير-التعليم-العالى-الاسبق-فى-بريطانيا
 
تشارلز كلارك وزير التعليم البريطانى الأسبق
 
وأشار الدكتور كلارك إلى أهمية تعديل وتطوير طرق التدريس بالشكل الذى يتناسب مع هدف خروج خريجين قادرين على العمل مع التركيز على الابتكار التكنولوجى، وتدريب خريجى الجامعة البريطانية فى مصر على استخدام التكنولوجيا بشكل فعال طوال سنوات الجامعة. وتقديم تجربة تعليمية ذات جودة عالية على الطريقة البريطانية.. مع التركيز على تنمية قدرات هيئة التدريس لتقديم التوعية، التى تُركز على التدريس ومشاركة الطلاب.. وتطوير أساليب التدريس.. وضمان دعم الدارس مع المحاضرين والطلاب وتعزيز التعليم الإلكترونى.. فضلا عن أساليب متعددة للتعليم، وتدعيم التعلم وجها لوجه من خلال هيئة التدريس الأكاديمى ومساعدى التدريس فى قاعات المحاضرات والمختبرات والدروس وساعات العمل الموسعة، ومكاتب المساعدة فضلا عن التعليم الإلكترونى المباشر من خلال منصة إلكترونية متقدمة تسمح للطلاب بالتعليم الإلكترونى، والوصول إلى مناهج المعلومات، ومذكرات المحاضرات، والروابط التعليمية والموارد السمعية والبصرية.
 
ومع تأهيل الطلاب ليكونوا لديهم القدرة على المنافسة الدولية، يأتى التعاون الدولى وتبادل الخبرات فيما يتعلق بالتعليم، وبالفعل هناك شراكة بين الجامعة البريطانية فى مصر مع جامعة لندن ساوث بانك.
 ويقول الدكتور أحمد حمد، رئيس الجامعة البريطانية، إن الجامعة ترسل طلابا من مصر إلى لندن ساوث بانك للمعايشة وليس فقط للدراسة.. وحتى يمكن للطالب أن يندمج فى المجتمع الإنجليزى، مشيرا إلى أن الجامعة البريطانية تمنح الطالب شهادتين، واحدة من الجامعة البريطانية بمصر والثانية من لندن ساوث بانك، بشرط أن يجتاز الطالب البرامج.. مؤكدا أن نسبة تصل إلى أكثر من 90% من الطلاب يجتازون البرنامج ويحصلون على الشهادتين. 
 
 

خبرات وشهادة مزدوجة

 
ويرى الدكتور أحمد حمد أننا فى مصر بحاجة إلى أبحاث تطبيقية أكثر من أبحاث نظرية، مشيرا إلى مركز مركز توظيف التكنولوجيا «التايكو»، الذى يساعد الطلاب على الابتكار، ويمثل دور الحضانة، وهو مركز تم إنشاؤه بالتعاون مع الصين، وهذه النوعية من الأبحاث، تعود بمردود اقتصادى على الخريجين فكرة الحضانات مع الصين تعود بمردود اقتصادى طلبة خريجين، ويستكمل الدكتور أحمد حمد، رئيس الجامعة البريطانية، أن الجامعة بدأت أول تجربة للتعاون فى فبراير المقبل، حيث تبدأ مجموعة من طلبة إدارة الأعمال بالدراسة فى جامعة لندن ساوث بانك، مع دعم كامل للأوائل على حساب الجامعة، وبـ٦٠٪‏ دعم لطلاب إدارة الأعمال بدءا من طلاب السنة الثالثة. 
 
وكان البحث العلمى هو التحدى الرابع، الذى حدده الدكتور تشارلز كلارك، مشيرا إلى أن البحث هو الأبحاث العلمية وضرورة أن نهتم بالدراسات العليا والأبحاث التطبيقية، فى اتجاهات كثيرة، وأيضًا الأبحاث المشتركة، فى أكثر من مجال، مثل أن يشترك الأطباء مع المهندسين والحاسبات أو الصيدلة لعمل أبحاث مشتركة، تتعلق بأجهزة طبية أو أدوية بحيث يكمل الباحثون بعضهم البعض، وهو نوع من التشابك بين أكثر من تخصص من أجل هدف واحد.
 
 
 
ديفيد-فينيكس
 
ديفيد فينيكس
 

30 مشروعًا بحثيًا مشتركًا 

 
وتحدث د. ديفيد فينكس، رئيس جامعة لندن ساوث بانك، وأشاد بتجربة الشراكة مع الجامعة البريطانية، بعد أن أصبح هناك بالفعل ثقة متبادلة بين خاصة بين أعضاء هيئة التدريس بالجامعتين، مشيرا إلى أن هناك أكثر من ٣٠ مشروعا بحثيا مشتركا بين الجامعتين، مستعرضا التعاون المستقبلى بينهما، ويتم تحديث برامج مفيدة للبلدين، وقال إن جامعة لندن ساوث بانك لديها خبرة 125 سنة، وإن مناهج التعليم فيها تقوم على تنمية الابتكار والأبحاث، وبالفعل فإن أحد المشروعات التى قدمها الطلاب، كانت دراسة ارتفاع حرارة المترو، وتوصل الطلاب إلى ابتكار خفف من السخونة. 
 
 

نهر المعرفة

 
وفى كلمتها تناولت البارونة بولين بيرى، رئيس جامعة لندن ساوث بانك السابقة، ما يسمى بمشاع المعرفة، وقالت إن المعرفة ليست حكرا على دولة وهى مثل نهر يمكن لأى من يعيش على النهر أو فى مركب أن يستفيد بالمعرفة، وقالت إن المعرفة متاحة لكن المهم كيف نحولها إلى تطبيق ونستنبط منها ما يفيد، لأن المعرفة موجودة، لكن البعض يعجز عن استثمارها. 
 
وأكدت البارونة بولين فى كلمتها أنها لاتنسى زيارتها لمصر، التى وصفتها بأنها علمت العالم بداية الحضارة. 
 
أما جيف ستريتر، مدير المركز الثقافى البريطانى فى مصر ، فقد تساءل عن نسبة التبادل الطلابى بين الجامعة البريطانية فى مصر وبريطانيا.
 
وفى كلمته أمام المؤتمر تحدث السفير المصرى فى لندن ناصر كامل، مؤكدا أن هناك اتجاها لافتتاح فروع لجامعات بريطانية كبرى فى مصر، وبالتحديد فى العاصمة الإدارية الجديدة، وهو ما يعنى وجود منافسة قوية مع الجامعات المصرية، وهذه المنافسة يمكن أن تسهم فى تطوير التعليم، لأن الجامعات البريطانية والدولية الكبرى سوف تطرح برامج أكثر تقدمًا، ومن هنا يفترض أن نعد الطلاب حتى يتخرج وينافس فى أى مكان.. ويشير كامل إلى أننا بدأنا خطوة فى هذا المجال بأن يأتى بعض من طلاب الجامعة البريطانية من مصر للدراسة لمدة عام أو موسم دراسى بجامعة لندن ثاوث بانك، والشهادة المزدوجة.. وأشاد ناصر كامل، السفير المصرى فى لندن بتجربة الجامعة البريطانية وشراكتها مع لندن ساوث بانك، مشيرا إلى أن التوسع فى الاستثمار بالتعليم، يمثل عنصر جذب كبيرا للأفارقة والعرب، وأن أفرع الجامعات الكبرى يمكن أن تكون أقرب للطلاب من أوروبا. 
 
 

الأبحاث المنشورة

 
فيما أشار يحيى بهى الدين، نائب رئيس الجامعة البريطانية بالقاهرة للدراسات العليا والبحوث، إلى أن البحث العلمى هو الطريق الأوحد لرفع الشأن الاقتصادى والتقدم، مؤكدا أن الجامعة البريطانية وضعت استراتيجيتها منذ إنشائها قبل ١٢ عامًا بأن تتبنى سياسة للبحث العلمى ونقل التكنولوجيا والدراسات العليا، وأنشأت مراكز بحثية فى النانو تكنولوجى والطاقة المتجددة والمواد الذكية والدواء وتعاونت مع كبرى الجامعات فى أوروبا وأمريكا، وحققت نتائج سجلتها قواعد البيانات العالمية، وصنفت أبحاث الجامعة البريطانية فى المرتبة الأولى فى مصر من حيث المرجعية للبحث العلمى الواحد ونسبة المقالات العلمية المنشورة فى أفضل الدوريات العالمية، كما تم تصنيفها فى المرتبة السادسة على جامعات مصر من حيث عدد الأبحاث لكل عضو هيئة تدريس.. ونجحت فى جذب تمويل خارجى للأبحاث العلمية من خارج الجامعة من الدولة والاتحاد الأوروبى والمجلس الثقافى البريطانى بلغت عشرات الملايين فى تخصصات الطاقة المتجددة. كما أن الجامعة البريطانية فى مصر هى المنسق العام للتحالف القومى فى الطاقة المتجددة، الذى يضم عدة جامعات وهيئات مصرية وتموله أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا بميزانية عشرة ملايين جنيه لتوطين الطاقة المتجددة فى مصر .
وكشف د.يحيى بهى الدين عن أن الجامعة البريطانية أنشأت واحة العلوم والابتكار بمدينة الشروق تمثل حاضنة للابتكار، وتدعم الشركات الناشئة.
 
كان الدكتور أحمد حمد أكد فى كلمته أمام المؤتمر تحديات التعليم العالى، أن التكنولوجيا أصبحت تنمو أسرع من العلم، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا، فيما يتعلق بالجامعات والمناهج والابتكار.. وكان هناك إشارات إلى أهمية الدفع لخريج دولى، بمعنى أنه يمتلك من المهارات مايمكنه من العمل فى أى مكان. 
 
 
الدكتور-احمد-حمد-رئيس-الجامعة-البريطانية-فى-مصر
 
الدكتور أحمد حمد









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة