من "الأفندية" لـ"البستان" تاريخ المقاهى الثقافية فى القاهرة.. تحضيرات ثورة 1919 انطلقت من قهوة "البوستة".. و"إيزافيتش"مقر اعتصام الطلبة فى 1971.. و"الفيشاوى" خلده محفوظ وقصده نابليون لشرب الحلبة

الإثنين، 02 أكتوبر 2017 12:44 م
من "الأفندية" لـ"البستان" تاريخ المقاهى الثقافية فى القاهرة.. تحضيرات ثورة 1919 انطلقت من قهوة "البوستة".. و"إيزافيتش"مقر اعتصام الطلبة فى 1971.. و"الفيشاوى" خلده محفوظ وقصده نابليون لشرب الحلبة مقاهى مصر الثقافية
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"دا بيقعد على قهاوى المثقفين" وتلاقيه من شلة "قهاوى وسط البلد" بنبرة استنكارية أصبحت هذه العبارة تتكرر على مسامعنا مرارًا فى السنوات الأخيرة، على الرغم من أن ظاهرة المقاهى الثقافية ليست تقليعة حديثة ولا تعرفها مصر وحدها إنما تعتبر ظاهرة عالمية وتاريخية أيضًا، ونظرًا لأهميتها التاريخية والثقافية رصد "كامل رحومة" الكاتب والناشط الثقافى فى كتابه "المقاهى الثقافية فى العالم" تاريخ هذه الظاهرة وأبرز المقاهى التاريخية من القاهرة ودمنهور وباريس.
 
وفى بداية كتابه طرح "رحومة" سؤالاً حول السبب الذى يجعل الناس يقصدون المقاهى بشكل عام، وأشار فى محاولته للإجابة على هذا التساؤل إلى أنه على مستوى الحريات تعد المقاهى أكثر الأماكن تحررًا ودعوة لممارسة حرية التعبير، لا سيما وهى مفتوحة لكل الطبقات، وأضاف أنها على مستوى العالم مكان سيكولوجى لمواجهة اللآلام والهموم الثقافية والسياسية.
كتاب المقاهي الثقافية في العالم
كتاب المقاهى الثقافية فى العالم
 
وأشار أيضًا إلى دور المقاهى فى التوعية وإنتاج واستهلاك الثقافة وتلاقى الأفكار والتفاعل بين المثقفين وحوار الأجيال، كما أنها مكان للتواصل بين المشاهير والمغامير، حيث ينزل مشاهير الأدباء والمثقفين ورجال الأعمال والفنانين وأحيانا الساسة ينزلون من أبراجهم المعزولة والمنعزلة إلى المقاهى والكازينوهات ليلتقيهم الناس.
 
ولفت "رحومة" إلى أن المقاهى الثقافية كمنتدى أدبى هى ظاهرة قديمة قدم التاريخ تتعدد أسماؤها عبر الزمان والمكان، ولكنها لم تختفِ على مدار التاريخ حتى لو أخذت أشكالاً مختلفة باختلاف البيئات والأزمنة.
 
وبين المقاهى التى أصبحت جزءًا من التاريخ والذاكرة ولم يعد لها أى وجود الآن وبين الأخرى التى لا تزال موجودة حتى الآن وتقوم بنفس الدور كمكان التقاء الفنانين والأدباء رصد الكتاب أشهر المقاهى الثقافية فى القاهرة منذ بدايات القرن العشرين وحتى الآن.
 

"مقهى أفندية" محل امتزاج الثقافة الأزهرية بالثقافة الحديثة

اكتسب هذا المقهى اسمه من رواده أصحاب الطرابيش، هو مقهى يقع بالقرب من جامع الأزهر وكان مقصدًا لكبار الأدباء والعلماء فى هذا الوقت، وعرف عن هذا المقهى أنه مكان تمتزج فيه الثقافة الأزهرية بالثقافة العصرية الحديثة وكان من أبرز رواده الشيخ حسن الطويل.
 

"قهوة البوستة" شهدت اجتماعات وتحضيرات ثورة 1919 

حملت "قهوة البوستة" أو "مقهى متاتيا" اسم المهندس الإيطالى الذى صمم وخطط المنطقة المحيطة بالمقهى، حيث كان يقع فى وسط القاهرة بين ميدانى العتبة والموسكى وشهد هذا المقهى اجتماعات وتحضيرات ثورة 1919، وكان هذا المكان مجلسًا يوميًا للزعيم جمال الدين الأفغانى وكبار المشاهير مثل الزعيم سعد زغلول والشاعر محمود سامى البارودى وعبدالله النديم والشاعر حافظ إبراهيم.
جمال الدين الأفغانى
جمال الدين الأفغانى
 

"مقهى الرتز" شهد جلسات العقاد والمازنى والتابعى 

وقع هذا المقهى أمام البنك الأهلى بشارع قصر النيل، ويوجد مكانه الآن محلاً تجاريًا فى عمارة الإيموبيليا، وكان هذا المقهى يزخر بمشاهير الكتاب والأدباء منهم توفيق الحكيم وعبدالقادر المازنى وعباس العقاد ومحمد التابعى وسليمان نجيب والشاعر الكبير الدكتور إبراهيم ناجى.
البنك الأهلى فى الأربعينيات وكان يقابل مقهى الريتز
البنك الأهلى فى الأربعينيات وكان يقابل مقهى الريتز
 

"مقهى اللواء" منتدى الظرفاء والشعراء فى باب اللوق 

فى منطقة باب اللوق كان يجلس العديد من المثقفين والأدباء والسياسيين أمثال الدكتور زكى مبارك والشيخ عبدالعزيز جاويش والشاعر كامل الشناوى على مقهى "اللواء" الذى أطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى جريدة اللواء التى كان يصدرها مصطفى كامل باشا، وكان معروفًا بأنه "منتدى الظرفاء والشعراء".
 

"مقهى عرابى" اشتهر بسبب نجيب محفوظ فى شبابه

 
لم ينسب هذا المقهى إلى الزعيم أحمد عرابى كما قد يتبادر إلى ذهنك للوهلة الأولى، وإنما نسبة إلى "كامل عرابى" فتوة الحسينية الذى كان سببًا فى إلغاء نظام الفتونة فى مصر.
 
واشتهر المقهى فى بداياته بسبب نجيب محفوظ الذى عقد منتدياته به منذ  الصغر هو وشلة "الحرافيش" التى ضمت على أحمد باكثير ويوسف جوهر ومحمد عفيفى والفنان أحمد مظهر.
 

"مقهى محمد عبد الله" تأشيرة الأدباء الشباب لعالم الثقافة 

يعد مقهى "محمد عبد الله" من أشهر مقاهى الأربعينيات والخمسينيات ويطل على ميدان الساعة بالجيزة، واشتهر المقهى بأن أى أديب يريد دخول الوسط الثقافى عليه أن يحصل على صك الاعتراف من شلة الأدباء والنقاد الجالسين على المقهى؛ وبالفعل شهد المقهى ولادة عشرات من نوابغ الأدب والصحافة منهم الدكتور يوسف إدريس، سمير سرحان، طوغان رسام الكاريكاتير، الناقد رجاء النقاش، والشاعر الفلسطينى معين بسيسو، والسودانى محمد الفيتورى، صلاح عبدالصبور والكاتب محمود السعدنى، وحتى الرئيس الراحل أنور السادات تردد عليه وتتلمذ على يد المثقف زكريا الحجاوى.
كتاب مسافر على الرصيف الذى خلد مقهى محمد عبدالله
كتاب مسافر على الرصيف الذى خلد مقهى محمد عبدالله
 
وهو المقهى الذى سرد الكاتب محمود السعدنى حكاياته وحكايات رواده فى كتابه "مسافر على الرصيف.
 

"إيزافيتش" أسسه لاجئ سياسى يوغسلافى وشهد اعتصام الطلبة عام 1971 

 
يعد "إيزافيش" من أشهر مقاهى الستينيات فى قلب ميدان التحرير، كان يملكه لاجئ سياسى يوغسلافى، ومن أشهر رواده يحى الطاهر عبدالله وأمل دنقل والأبنودى وسيد حجاب وبهاء طاهر ومحمد البساطى ونجيب سرور، وشهد المقهى اعتصام الطلبة عام 1971 للمطالبة بمحاكمة المسئولين عن نكسة 1967 والمقهى الآن تحول إلى معرض للسيارات.
 

"الفيشاوى" هنا جلس "بونابرت" لشرب "الحلبة"

على الرغم من أن مقهى الفيشاوى اكتسب شهرة واسعة بفضل الأديب العالمى نجيب محفوظ الذى كان يعتبره مقهاه المفضل واستوحى من شخصية مالكه آنذاك واحدة من أهم شخصياته إلا أن المقهى له تاريخ عريق يمتد إلى عام 1797 وورد وصف المقهى فى كتاب "وصف مصر" الذى ذكر أن نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية على مصر اعتاد الجلوس عليه لشرب الحلبة.
مقهى الفيشاوي
مقهى الفيشاوى
 

"مقهى ريش" نسخة مصرية من أشهر المقاهى الثقافية فى فرنسا

 
في شارع سليمان باشا بوسط البلد يقع مقهى ريش الذى يعد من أشهر مقاهى المثقفين فى تاريخ مصر، وتأسس "ريش" على يد النمساوى "بيرنارد تسينبرج" عام 1908 الذى صممه بحيث يحاكى مقاهى المثقفين بباريس، وبعدها تم بيعه إلى الفرنسى "هنرى بيير" الذى أطلق عليه اسم "ريش" وهو اسم أحد أشهر مقاهى باريس الثقافية، وجعله على نفس طراز المقهى الفرنسى  الشهير الذى توجد منه نسخ أخرى فى بلاد عدة كمقهى ريش فى تونس والجزائر والمغرب وكلهم يشبهون المقهى الأصلى فى باريس.
 
مقهى ريش قديمًا
مقهى ريش قديمًا
 
واشتهر المقهى بجلسات وندوات كبار الأدباء كنجيب محفوظ وعباس العقاد وطه حسين وتوفيق الحكيم من مشاهير رواده أم كلثوم وصلاح جاهين وجمال الغيطانى وأمل دنقل ونجيب سرور، ووصفه الكاتب الكبير يحيى حقى بأنه "نقطة التقاء بين السيدة زينب والسوربون".
كافيه ريش
كافيه ريش
 

"مقهى الحرية" فى باب اللوق

 
يذكر الكتاب أن هذا المقهى أقيم على أنقاض منزل الزعيم أحمد عرابى ومن مشاهير رواده الرئيس أنور السادات وعدد من الضباط الأحرار والشيخ أحمد حسن الباقورى والأديب فتحى غانم والشاعر بيرم التونسى.
 
غلاف رواية عن مقهى الحرية
غلاف رواية عن مقهى الحرية
 

"مقهى سوق الحميدية" حمل اسم أشهر أسواق سوريا بعد الوحدة

فى شارع الفلكى تأسس مقهى سوق الحميدية بعد إعلان وحدة مصر وسوريا واختار صاحبه السورى أن يطلق عليه اسم أحد أشهر أسواق سوريا، ومن أشهر رواد هذا المقهى الشاعر الراحل أمل دنقل وعبد الوهاب مطاوع والناقد الراحل فاروق عبدالقادر الذى كانت ندوته تقام فيه حتى رحيله عام 2010 كل يوم أحد.
 
سوق الحميدية
سوق الحميدية
 

"زهرة البستان" العمق الاستراتيجى لمقهى ريش 

بالقرب من ميدان طلعت حرب ومقهى ريش تجد مقهى زهرة البستان فى شارع جانبى ضيق حاملاً لافتة كتب عليها "ملتقى الأدباء والفنانين".
 
وكانت بدايات توافد الأدباء والفنانين على مقهى البستان فى الستينيات وأطلق عليه الشاعر الراحل أمل دنقل لقب "العمق الاستراتيجى لريش" معتبرًا إياه امتدادًا للمقهى الثقافى العريق.
زهرة البستان
زهرة البستان
 
وكان من أشهر الرواد الدائمين لمنتداه الثقافى كل ثلاثاء محمد عفيفى مطر، جمال الغيطانى، يحيى الطاهر عبدالله، مكاوى سعيد، إبراهيم فهمى، وهو فى الوقت الحالى من أشهر المقاهى الثقافية الشعبية فى القاهرة. 
 

"التكعيبة" ملتقى الأشكال الحديثة للثقافة المصرية 

 
مقارنة بغيره من المقاهى الثقافية يعد "التكعيبة" مقهى حديث بوسط البلد فى ميدان طلعت حرب، ويجمع الأشكال الحديثة للثقافة المصرية وعليه تقام الأمسيات الشعرية كما يحتضن المبدعين الجدد من المخرجين وكتاب السيناريو الشبان والفنانين التشكيليين.
 

"أفتر إيت" ملتقى جلسات النكت والإفيهات 

 
يقع مقهى "أفتر إيت" فى ميدان طلعت حرب بوسط البلد بالقرب من مكتبة مدبولى، ويجلس عليه الأدباء الشبان والتشكيليين والصحفيين ومن هنا تم تصنيفه بأنه ملتقى جلسات النكت والإفيهات، ولكنه بعد ثورة 25 يناير اكتسب لقبًا آخر هو "استراحة المحارب"، حيث اشتهر بأنه المقهى الوحيد الذى فتح أبوابه للمتظاهرين فى ثورة 25 يناير طيلة الـ 18 يومًا التى سبقت التنحى، وأمام المقهى وفى الممر الضيق الذى يقود إليه اعتاد المتظاهرون أن يحضروا البطاطين ليحظوا بقسط من النوم والراحة.
 
أفتر إيت
مقهى أفتر إيت
 

"وادى النيل" ملتقى أدباء النوبة 

 
اكتسب مقهى "وادى النيل" فى ميدان التحرير شهرة كبيرة بعد أن تعرض لهجمات الجماعات الإرهابية عام 1993 وأعيد افتتاحه فى حفل كبير حضره مجموعة كبيرة من المثقفين والفنانين من أبرزهم الدكتور فرج فودة والفنان عادل إمام.
موقع انفجار مقهى وادي النيل
صورة التقطت من موقع انفجار مقهى وادى النيل عام 1993

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة