استقبل الأزهر الشريف وفدًا دوليًّا من القيادات الشبابية بالتعاون مع جامعة الدول العربية، وذلك للتعرف على دوره في نشر ثقافة السلام وتعزيزها، والدور المحوري الذى يقوم به الأزهر فى توضيح صورة الإسلام الصحيحة وتصويب المفاهيم المنحرفة والمغلوطة. وتقديم المعرفة الحقيقية لطلاب المسلمين داخل مصر وخارجها.
وألقى الدكتور كمال بريقع، عضو مركز الحوار بالأزهر، محاضرة للوفد الشبابي للتعريف بجهود الأزهر فى مجال مكافحة التطرف وتجديد الخطاب الدينى ، وقد تحدث خلالها عن الأنشطة المختلفة التي يقوم بها الأزهر، وعرض لنموذج مركز الأزهر للحوار، والجهود التى يبذلها المركز لمد جسور التواصل بين أتباع الديانات المختلفة، وأوضح أن مؤسسة الأزهر تربطها علاقات قوية بقادة الأديان المختلفة، وذلك إنطلاقا من أن تحقيق السلام بين قادة الأديان يسهم فى تعزيز التعايش السلمى ويرسخ مفهوم الانتماء ونشر ثقافة قبول الآخر ويحقق التعايش المشترك بين أفراد المجتمعات التى تقوم على التنوع، وأوضح أن التعددية ينبغى أن تكون مصدرا من مصادر قوة المجتمعات وليست سببا من أسباب الصراع أو الإحتراب او الفتنة.
وتم فتح الباب للحوار مع وفد القيادات الشبابية، والإجابة عن كل ما يدور بأذهانهم بشأن ما يتعلق بقضايا المسلمين فى المجتمعات الغربية وأسباب ظاهرة العنف والإرهاب، والعوامل التي تقف وراء هذه الظاهرة، وعوامل التضليل التي تستند عليها داعش والجماعات الأخرى وتتخذها مبررًا لاستخدام العنف، ودور الأزهر الشريف في التصدي له.
وعقب اللقاء، زار الوفد الشبابي مرصد الأزهر الشريف لمكافحة التطرف، وذلك للتعرف على ما يقدمه الأزهر من إسهامات لخدمة الإنسانية من خلال الدور الذى يقوم به المرصد فى التصدي لجماعات التطرف والرد على ما تبثه التنظيمات الإرهابية من أفكار تخالف تعاليم الإسلام الصحيحة.
و مرصد الأزهر لمكافحة التطرف هو من اهم المبادرات التى أطلقها الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ليكون منصة قوية تعمل على التصدي للفكر المتطرف باللغات الأجنبية وتستهدف الشباب بشكل أساسي، فضلًا عن التعرف على الحملات التي يطلقها المرصد كحملة "يَدَّعون ونُصحِّح" وحملة "مفهوم الجهاد" و "قيم إنسانية" و "شهادات المنصفين عن الإسلام" و "طرق الأبواب"و حملة "هن" و "أنتى ملكة" ، وردود الأفعال الإيجابية حول هذه الحملات. وقد أبدى الوفد اهتماما كبيرا بموقع المرصد وحرصا على زيارة الموقع وتعميمه فى سياقاتهم المختلفة.
يأتي هذا اللقاء في إطار تفعيل اتفاقية التعاون التى تم توقيعها بين الأزهر الشريف وجامعة الدول العربية فى الثالث من أغسطس 2017 لتعزيز ثقافة الحوار، وبالتعاون والتنسيق مع جامعة الدول العربية، وذلك بموجب مذكرة التعاون الموقعة بين جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات،وقد حضر اللقاء الوزير المفوض، سامية بيبرس، مسئول تحالف الحضارات بجامعة الدول العربية.
