إذا سألت أى مواطن على أرضنا الطيبة عن الأزمة الحقيقية التى تعانى منها بلادنا الآن من وجهة نظره سيجيبك على الفور بأنها الأزمة الاقتصادية، فإذا دققنا فى حقيقة الأمر أجد من وجهة نظرى المتواضعة أن الأزمة الحقيقية التى نعانى منها منذ وقت طويل التى أعتبرها أم الأزمات، والسبب الرئيسى فى جميع مشاكلنا ليست الأزمة الاقتصادية على الإطلاق، فعندما يصرح السيد وزير النقل أن 50 مليون مواطن يتهربون من دفع ثمن تذاكر القطارات فى العام الواحد، وأنه قد تم سرقة قضبان خط بضائع سفاجا - قنا - أبو طرطور بطول 450 كيلو مترا، أثناء تداعيات ثورة يناير، بالإضافة إلى سرقة قضبان خط سكة حديد بئر العبد، فبالتأكيد أزمتنا الكبرى هنا كما ترى هى أزمة أخلاقية فى المقام الأول، فغياب الضمير، واستحلال نهب المال العام، والغش، والتدليس، والتهرب من أداء حق الدولة،.. إلى آخر مظاهر هذه القائمة الطويلة من الممارسات اللاأخلاقية التى أصبحت تحاصرنا من كل جانب هى السبب الرئيسى فى كل ما نعانيه من أزمات.
لقد ناشدت الدولة من قبل فى عدة مقالات، وها أنا أناشدها مجدداً لأهمية الانتباه إلى التراجع السلوكى والأخلاقى الحادث فى المجتمع، ووجوب التعامل مع هذا الأمر بالجدية الواجبة من خلال خطة واعية وشاملة، لأن البعد الأخلاقى هو حجر الأساس فى أى بناء يرتجى لصالح المجتمع.. ألا هل بلغت، اللهم فاشهد.
