خالد عزب: تسويق المنتج الثقافى فى عصر الثقافة الرقمية

الأربعاء، 29 نوفمبر 2017 11:00 م
خالد عزب: تسويق المنتج الثقافى فى عصر الثقافة الرقمية غلاف الكتاب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صدر عن المجلس الأعلى للثقافة كتاب للباحث محمد سيد ريان بعنوان "تسويق المنتج الثقافى فى عصر الثقافة الرقمية"، والكتاب ينطلق من عدد من الإشكاليات التى تواجه الثقافة العربية فى العصر الرقمى، وهو يطوف بنا بين عدد من مصادره المرجعية التى تناولت عربيًا ودوليًا هذه الإشكاليات كل حسب رؤيته، ويبدو فى الكتاب خبرة المؤلف فى تدريس مادة الإعلام الرقمى فى جامعة الإسكندرية.

 

أشار محمد سيد ريان إلى مساهمة مواقع التواصل الاجتماعى فى ظهور كثير من المواهب الشابة والكُتاب الجدد الذين بدأوا من "فيس بوك" و"تويتر" والمدونات ثم انطلقوا إلى دور النشر ليصبحوا نجومًا فى عالم الكتابة وخصوصًا للشباب.

 

وساعد ظهور بعض الجروبات الثقافية للجهات والهيئات الثقافية الرسمية إلى محاولة الكثير التواصل معهم للحصول على خدمات ثقافية كمعلومات عن كتب أو استفسار عن موعد ندوة أو مكان لقاء جماهيرى وهو ما يطرح ضرورة الاهتمام بالسياسات التسويقية الحديثة فى مجال الإدارة الثقافية.

 

يذهب محمد سيد ريان إلى أن التسويق الإلكترونى يحاول الاستفادة من مئات الملايين من المستخدمين الذين يتصلون بشبكة الإنترنت يوميًا من جميع أنحاء العالم، ومن هذا المنطلق يمكننا استغلال تلك الفرصة وتحويل الإنترنت إلى سوق مفتوح متنوع الجمهور لترويج السلع والخدمات المختلفة، ومنها المنتجات والخدمات الثقافية، وتحقيق ربحية عالية من وراء ذلك، وتتمثل أدوات التسويق الإلكترونى فى استغلال محركات البحث، وعضوية المواقع، والبريد الإلكترونى وبرامج المشاركة، وكذلك أهم الشبكات الاجتماعية، وعلى رأسها "فيس بوك" وتويتر.

 

ومن علم الاقتصاد والسلع والمبيعات إلى علوم السياسة والإعلام والثقافة كان للتسويق الإلكترونى دور كبير فى نشر وترويج الأفكار والرؤى السياسية سواء الرسمية أو المعارضة، وكذلك نشر الكتب وكل المنتجات الثقافية.

 

وذكر محمد سيد ريان ما ذكره فى هذا الشأن ما قاله الكاتب ماركوس فراندا Marcus F. Franda فى كتابه الصادر فى عام 2002 بعنوان تطور الإنترنت والسياسة فى خمسة أقاليم فى العالم “launching.into cyberspace: Internetdevelopment and politics in five world”  الإنترنت زاد سرعة إيصال المعلومات؛ ففى السابق كانت تكلفة الاتصال الدولى عبر الهاتف والبرق مرتفعة للشخص العادى وبالطبع استفادت الشركات والمنظمات الكبرى من الإنترنت؛ فعلى سبيل المثال ما كان يكلف شركة ما 300 ألف دولار لجمع معلومات عن أسواق عالمية معينة أصبح يمكن جمع 80% منها عبر الإنترنت بتكلفة 2000 دولار فقط".

 

وهنا يذكر المؤلف أن استطلاع للرأى تم إجراؤه فى بريطانيا على 18141 طفلاً تتراوح أعمارهم بين ثمانية أعوام و17 عامًا، وأجرته المؤسسة البريطانية الخيرية (ناشونال ليتراسى ترست) أوضح نتائج غاية فى الخطورة؛ حيث أظهرت أن الشباب البريطانى ينصرف عن قراءة أعمال كُتَّاب مثل ديكنز وشكسبير وكيتس لانشغاله بمواقع التواصل الاجتماعى على الإنترنت مثل "فيس بوك وتويتر"، وتزداد الأزمة فى العالم العربى حيث نجد إحصائيات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" تشير إلى أن متوسط قراءة الفرد فى المنطقة العربية بلغ 6 دقائق فى السنة، أى ما معدله ربع صفحة، مقابل 12 ألف دقيقة فى السنة للغرب، أى ما يقرب من 11 كتابًا للأمريكى و7 للبريطانى.

 

وتلك الإحصائيات تنبه أنه فى ظل تراجع عادة القراءة لابد من الاهتمام بالسياسات الثقافية الجديدة وقضية المحتوى على الإنترنت، خاصة أن عدم وجود محتوى جيد أو حتى محتوى هلامى غير ناضج شيء سيعود بنتيجة سيئة على الجيل الجديد؛ فعلى الرغم من أهمية الشبكات الاجتماعية والإخبارية، فإنها بدون صياغة جيدة وثقافة تقوم على أسس وأخلاقيات المجتمعات تصبح ترسيخًا لقيم مادية لا تضع مجالاً للإنسان أو قيمه أو طموحاته أو مستقبله الشخصى والمهنى.

 

وأهم مميزات التسويق الإلكترونى هو كسر حواجز الزمان والمكن؛ فهو يساعد على وصول الرسالة الثقافية فى أقل وقت ممكن والتكلفة تكاد تكون معدومة، وكذلك ضمان تسويق المنتج الثقافى إلى الأقاليم البعيدة والهامشية.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة