أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

كلمة حق من مفكر فرنسى: لا مستقبل للسلفيين فى الإسلام

السبت، 04 نوفمبر 2017 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما عرفت بأن المركز القومى للترجمة يعد ندوة لمناقشة كتاب «المستقبل للإسلام الروحانى»، وسيحضر فيها المفكر الفرنسى اريك يونس جوافروا مؤلف الكتاب، قررت أن أحضر الندوة لأعرف عن قرب كيف يفكر الغرب فى الإسلام، وكيف يرون واقعنا المعاصر، خاصة أن إريك مسلم منذ سنوات، كما أنه يشغل منصب مدير قسم الدراسات العربية والإسلامية بجامعة ستراسبورج بفرنسا.
 
كانت الندوة حافلة بالأفكار، فالرجل مهموم حقيقى بالحال المتردى الذى وصل إليه المسلمون بسبب عدم وضوح المعانى لديهم، مما صنع ما أطلق عليه «انقلاب القيم»، ويرى أنه طالما نفكر بهذه الطريقة فالإرهاب كامن فينا إلى الأبد.
 
عرض الرجل أفكاره وحللها ودلل عليها وذكر شواهد حتى لا يتهمه أحد بالتنظير، وفى الحقيقة كثير من كلامه حق، ومن ذلك قوله بأنه لا مستقبل السلفيين فى الإسلام، لأنهم لا يعيشون الواقع وأنهم مصابون بالنفاق الدينى الذى يجعلهم طوال الوقت يعودون إلى القرون القديمة يستمدون منها أسس حياتهم الحالية، وهذا ما يتنافى مع الدين الذى طالبنا بأن ننظر إلى أنفسنا، حيث يقول القرآن الكريم «وفى أنفسكم أفلا تبصرون».
 
يرى المفكر الفرنسى أن السلفيين لا يملكون فهما حقيقيا للمعانى، وضرب مثلا لذلك بمفهوم التوحيد، فبينما يقول القرآن «ورحمته وسعت كل شىء» يتحرك السلفيون من منطلق أن التوحيد يعنى أن كل شىء متشابه من أول الفكرة حتى الزى مرورا بالتفسير والتأويل وغير ذلك، متناسين أنه فى وقت ما كانت هناك أكثر من 19 مدرسة فقهية تملك آراء مختلفة فى المسألة الواحدة، كما كانت هناك مدارس كلامية متعددة تُخضع كل شىء لوجهات النظر المتعددة.
 
المفكر الفرنسى وضع يده على أشياء كثيرة خطيرة فى عالمنا الإسلامى منها النفاق الدينى والحياء المصطنع، ومنها ما يفعله بنا الفقهاء بشكل دائم إذ يجعلونا مصابين بالإحساس بالذنب ومتهمين بارتكاب الخطيئة، مع أن الإسلام يقوم على أساس «الفطرة النقية».
 
واستغرب اريك يونس الذى اعتنق الإسلام منذ كان عمره 27 عاما من كون المسلمين مستغرقين تماما فى السؤال عن الحلال والحرام فى كل شىء حتى عن الماء، وأنهم يكثرون من الأسئلة مع أن السنة النبوية تؤكد أن النبى كان يضجر من كثرة الأسئلة.
 
فشكرا لاريك يونس جوافروا وأفكاره التى تؤكد أن المسلمين أصبحوا عاجزين عن حمل «الوديعة الإلهية»، وشكرا للدكتور أنور مغيث رئيس المركز القومى للترجمة على اهتمامه بهذه النوعية المهمة من الكتب وترجمتها، وشكر ثان له على ما بذله فى الندوة من ترجمة لكلام المفكر الفرنسى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ابراهيم

nader

لابد من تحديد الاطر المنهجية الكاملة للاحداثيات الزمانية و المكانية فيما يتعلق بالبؤر الميتافزيقية حتى لانحيد عن الحق و هذا كله فى اطار الموضوعية و الحيادية المطلقة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة